ترمي الحكومة الجزائرية بكل ثقلها لإنجاح المنتدى الإفريقي للاستثمار المقرر مطلع ديسمبر المقبل، حيث تعول على وضع أسس علاقة اقتصادية ناجعة تنفتح بموجبها على سوق يقدر بـ 1.2 مليار مستهلك وتنقل خبرة مؤسساتها في المشاريع الهيكلة الكبرى.
يعتبر حضور 1600 رجل أعمال إفريقي للقاء الجزائر، خطوة جد إيجابية تعطي للحدث بعدا قاريا ودوليا لا يقل أهمية عن المنتديات التي تنظمها الصين والهند ودول أوروبا مع البلدان الإفريقية، لكنه يبقى مختلفا من حيث منهجية العمل والمكانة التي تحظى بها قاريا.
وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، فصل في الندوة الصحفية التي عقدها أول أمس، في الأوراق الرابحة التي تحوزها الجزائر لتمضي قدما في هذه الإستراتيجية الجديدة.
وأشار الوزير إلى الوزن السياسي والدبلوماسي لبلادنا في القارة السمراء، الذي يمكنها من بسط الأرضية الملائمة لإطلاق شراكة استثنائية، حيث تملك رصيدا تاريخيا حافلا باعتبارها رمزا لحركات التحرر وساهمت بقدر بالغ في استقلال عشرات البلدان الإفريقية بمدها بالأسلحة والمساندة الدبلوماسية في مختلف المحافل الدولية.
كل ذلك، يحفز الأفارقة على الترحيب بدعوة الجزائر التي تحمل آفاق واعدة للتنمية تنسجم تماما مع أجندة الاتحاد الإفريقي الممتدة إلى 2053، فالآمال المشتركة المتمثلة في بناء اقتصاد قوي، منتج للثروة لا يستمر في كونه سوقا للمنتجات الأوروبية والغربية يضمن الانتقال نحو تجسيد الاستقلال الاقتصادي.
غير أن هذه الورقة تصطدم ميدانيا بالتنافسية الشرسة مع الشركات الأجنبية (متعددة الجنسيات)، واعترف لعمامرة بصعوبة المأمورية من هذا الجانب، مشيرا إلى الاعتماد على الشبكات الاقتصادية الواسعة التي تضم متعاملين وطنيين وأجانب ناشطين في الجزائر، لاقتناص الفرص المواتية.
التحدي الآخر، يكمن في جرأة رجال الأعمال الجزائريين لخوض مغامرات استثمارية، وقد تلقوا ضمانات من رؤساء أفارقة على غرار الرئيس البينيني السابق بوني يايي أثناء زيارته للجزائر العام الماضي، وألح على خبرة متعاملينا في الصناعة الغذائية والتحويلية، مثلما شجع الرئيس السنغالي ماكي صال المؤسسات الجزائرية لاقتحام الاستثمارات في مجال البنية التحتية والمساهمة في إنجاز مخطط تنموي يمتد لآفاق 2030.
لعمامرة تحدث في ذات الندوة، على إبراز إمكانيات الجزائر مشيرا لميناء الوسط (قيد الإنجاز) والطريق العابر للصحراء، إلى جانب مطار الجزائر الدولي الجاري توسعته والذي سيكون محطة جوية دولية تتوقف فيها الرحلات المتوجهة من وإلى قلب إفريقيا.
وتملك من الخبرة ما يمكنها من إضاءة عديد المناطق في إفريقيا، عبر تصدير الكهرباء من خلال محطات الطاقة الشمسية التي ستنجزها على المدى المتوسط، والمشاركة في بناء منشآت طاقوية.
ولا شك أن نجاح الشراكة المأمولة، يرتبط بشكل حيوي بوسائل الناقل وتخفيف الإجراءات الإدارية، حيث تمثل خطوط النقل الجوي والبحري عصب ربط الجزائر بالقارة السمراء.