دخول قوات المخزن إلى الكريكرات تصعيد خطير وضرب للشرعية الدولية
سياسة الهروب إلى الأمام مغامرة مغربية نحو طريق مسدود
حذّر سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر بشرايا حمودي بيون، أمس، من حرب جديدة بمنطقة الساحل، نتيجة تعجرف نظام المخزن واستمرار المغرب في سياسة الهروب والتملص من الشرعية الدولية، بمباركة فرنسية، الحليف الوحيد المتبقي له، بعد تراجع مواقف حلفائه السابقين، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية، إنجلترا وإسبانيا.
قال بشرايا حمودي بيون خلال ندوة نقاش بمنتدى «الشعب» حول «المسيرة الخضراء»، إن الصحراويين مستعدون بكل الوسائل المتاحة من أجل المقاومة والدفاع عن حقهم، بما فيها العودة إلى الكفاح المسلح إذا ما بقي الحل الوحيد لمواجهة تعنت المغرب، لأنه من اليوم وصاعدا لا مزيد من التنازلات، فالصحراء الغربية تطالب بتنفيذ الشرعية الدولية التي هي معطلة منذ 26 سنة.
واعتبر السفير الصحراوي بالجزائر الخطوة الأخيرة التي أقدم عليها نظام المخزن، المتمثل في إخراج قواته العسكرية من الحزام الدفاعي إلى الكريكرات لإنجاز طريق في الصحراء الغربية، وهي نقطة حدود جمركية بين المغرب وموريتانيا، بمثابة استفزاز وخرق مغربي للاتفاقيات العسكرية لهدنة وقف إطلاق النار بينها وبين المغرب تحت إشراف الأمم المتحدة، وهو ما أجبر جبهة البوليزاريو التدخل لعرقلة ذلك وبقائها على مسافة 120 متر عن القوات المغربية.
وأوضح بشرايا، أن هناك تصميم من الشعب الصحراوي وإرادة كبيرة للمقاومة وهو في وضع قوة، في حين أن المغرب في وضع الضعف بعد أن أصبح معزولا دوليا وأوروبيا وإفريقيا وشرعيا، بسبب مواقفه الأخيرة التي أقدم عليها برفض زيارة بان كي مون وعدم استقبال كريستوفر روس وطرد المينورسو، هذه الأخيرة التي تعد بمثابة البحث عن كيفية التملص من الشرعية الدولية.
وبحسب السفير، فإن نظام المخزن يعيش اليوم في ورطة وعزلة تامتين، بسبب تراجع حلفاء الأمس، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا اللتين تطالبان بضرورة احترام حقوق الإنسان، ناهيك عن إسبانيا وروسيا التي صوتت في أفريل الماضي بالامتناع عن قرار من مجلس الأمن، في إشارة كبيرة لرفض توجه المغرب، إلى جانب استمراره في نشر الإدعاءات الكاذبة المتعلقة باتهام الجزائر بأنها وراء كل مشاكله وكذا اتهام موريتانيا بدعم الصحراويين، ما جعله في صراع مع الجميع، ولم يتبق له سوى فرنسا والسينغال.
وقال بشرايا حمودي بيون، إنه بعد 26 سنة وتهميش الاتحاد الإفريقي، تأكد أن الحل ليس بالأمم المتحدة، وذلك لأنه بعد كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن من أجل العودة للشرعية الدولية، سواء بتقرير المصير أو اقتراح الحكم الذاتي.