طباعة هذه الصفحة

لا يريدون الحرب ولا يخشونها

التماطل أفقد الصحراويين الثقة في الهيئة الأممية

فريال بوشوية

حذر سفير الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية بالجزائر بشرايا حمودي بيون، من التماطل الأممي في إيجاد حل عادل وسلمي للقضية الصحراوية. مؤكدا «أن الشباب الصحراوي لم يعد يثق في الهيئة التي لم تقم بأي خطوة ملموسة على مدار 26 سنة كاملة».
لم يعد الجيل الصاعد من الصحراويين يؤمن كثيرا بحل يأتي من الأمم المتحدة، وفق ما أكد السفير الصحراوي بالجزائر، لدى استضافته، أمس، بمنتدى «الشعب» بمناسبة الذكرى 41 لاحتلال الأراضي الصحراوية «المسيرة الخضراء»، لافتا إلى أنه وبعد تبني الهيئة الأممية للقضية الصحراوية وعدم التقدم أي خطوة في اتجاه تكريس حل عادل وسلمي، تلاشت ثقة الصحراويين وباتوا غير مقتنعين تماما بتمكن الأمم المتحدة من فرض حل.
السفير الصحراوي وبعدما نبّه إلى إيجاد صعوبة في إقناع المشاركين في أشغال مؤتمر جبهة «البوليساريو»، بمزيد من الانتظار ومنح الأمم المتحدة مهلة إضافية، لتفعيل دورها في الميدان، قال: «لا نريد الحرب ولا نخشاها»، مضيفا أن بعض الدول، على رأسهم فرنسا، ماضية في موقفها الداعم للاحتلال المغربي والمعرقل للحلول الأممية.
وأفاد في السياق، «رغم أن ملف القضية الصحراوية على مستوى الأمم المتحدة، إلا أن الصحراويين يقررون مصيرهم». والمزيد من التماطل ـ أضاف يقول ـ لن يزيد الوضع إلا تعقيدا، لاسيما وأن صبر الصحراويين بدأ ينفد، والكفة اليوم تميل للجانب الصحراوي ـ بحسبه ـ لأن «المغرب معزول على المستويين الأممي والإفريقي، لأنه تمرد على الشرعية الدولية، والمجتمع الدولي اليوم مطالب بإرساء حل سلمي عادل».
وفي سياق حديثه عن التراخي الأمم المتحدة في التعامل مع القضية خلال النقاش الذي تبع العرض، جدد التأكيد أن الشباب الصحراوي غير مستعد ليثق في الهيئة، التي بدل أن تأتي بالحلول، كانت وسيلة لاستمرار الاستعمار. ومنطقي أن ينفد صبره بعد مرور قرابة ثلاثة عقود، وذهب إلى أبعد من ذلك بمطالبته بالقطيعة مع بعثة «المينورسو»، لأنها لم تأت بفائدة تذكر طيلة نشاطها.
يحدث هذا، بحسب ما أكد السفير الصحراوي، في وقت مرر فيه المجتمع الدولي رسالة مفادها، أن تدخله يقتصر على الأماكن التي وقعت في حروب وسالت فيها الدماء، على غرار البوسنة وكوسوفو وغيرها، بحسب ما أكد السفير الصحراوي، الذي أضاف أن تفسير مضمون الرسالة يعني الدخول في حرب، إلا أن الصحراويين مازالوا يحبذون حلا سلميا، وفي حال عدم تحرك الأخير سيجبرهم حتما اللجوء مجددا إلى أساليب المقاومة، لاسيما وأن المغرب قبل بحل سلمي، لأنه لا يستطيع اللجوء إلى حل عسكري.