تقدم كلينتون حسب استطلاعات الرأي
احتدمت المنافسة بين مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، ومنافسته عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، في السباق إلى البيت الأبيض في الساعات الأخيرة، قبل الانتخابات الرئاسية، ويبدو أن كفة الميزان سترجح لمرشحة الحزب الديمقراطي، لاسيما بعد أن برأها المكتب الفدرالي من التهم التي ألحقت بها خلال الحملة الانتخابية، حيث أعلن مدير مكتب التحقيق الفدرالي “جيمس كومي” في رسالة للكونغرس عدم وجود أساس لتوجيه الاتهامات إلى هيلاري في مراسلاتها الإلكترونية، وهذا ما يزيد من حظوظ كلينتون في الفوز.
الانتخابات المقررة، اليوم، ووفق استطلاعات وتحليلات أجريت من قبل ترجح فوز كلينتون رغم فرص ترامب غير القليلة في اللحظات الأخيرة في بعض الولايات المترددة. ذكر موقع “رييل كلير بولتيكس” أن متوسط استطلاعات الرأي الوطنية، يشير إلى أن هيلاري كلينتون تتقدم بـ 2.3 نقطة على خصمها على الصعيد الوطني (45 % مقابل 42.7%)، ما يعني فارقا بسيطاً جداً. أشار الموقع إلى أنه تبقى “المفاجأة الأكبر في أن ترامب ومع اقتراب خط النهاية يحظى بفرصة حقيقية للفوز بالرئاسة، ولو أن هيلاري كلينتون تبقى الأوفر حظا.
في ظل الاتهامات والاتهامات المضادة لكلا المرشحين، يبدو الناخب الأمريكي في حيرة من أمره رغم دعم وتأييد الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية من صحف وقنوات إخبارية وممثلين ومغنين لكلينتون حتى بات ذلك واضحاً للعيان في التغطيات الإعلامية والحملات المكشوفة التي يترأسها نجوم هوليوود وأشهر المغنين في الولايات المتحدة.
فتحت عنوان: “استطلاعات الرأي: تقدم كلينتون على ترامب بهامش ضئيل”، أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى ما أظهرته آخر استطلاعات الرأي من تقدم كلينتون على منافسها ترامب بهامش ضئيل. وعلق موقع “بوليتيكو” على الانتخابات بالقول: “في الوقت الذي يشارف سباق المتنافسين المحموم على نهايته، شهد الكثير من المفاجآت والفضائح والسجالات التي صعقت العالم قبل أن تصعق الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية”.
قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن “كلينتون تحصل على ما يبدو على دعم متأخر من الناخبين اللاتينيين، إذ أوضح تصويت مبكر أن نسبة الإقبال بين هذه الفئة كان كبيراً في الولايات التى يعول عليها دونالد ترامب للفوز”. كما نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” في تقرير إن ما نشهده اليوم في الولايات المتحدة معركة شرسة بين المرشحين لجاَ فيها الطرفان إلى تلويث صورة الآخر بشتى الوسائل”. وهذا ما أكدته صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير آخر لها عن الانتخابات بالقول: “هناك معركة وحشية شوهت صورة أمريكا في نظر مواطنيها والعالم أياً يكن الفائز في تلك الانتخابات الرئاسية
كما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً آخر يظهر أن السباق الرئاسي الحالي هو الأكثر غرابة فى التاريخ الأمريكي. أضافت: “أصبح السباق الرئاسي أكثر منافسة في الكثير من الولايات الحاسمة، مع فرص كبيرة لكلينتون في الفوز على ترامب”. أشارت الصحيفة كذلك إلى أن” هناك 15 ولاية ستحسم هذه الانتخابات ومن هذه الولايات أريزونا وكولورادو وجورجيا وأيوا ونيفادا وميتشيجان”.
من ناحية ثانية، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً نقلت فيه عن مسؤولين لم تُسمهِم بالولايات المتحدة وهم يحذرون من القرصنة التى زعمت أن روسيا تدعمها. قالت الصحيفة: “لقد أحدثت القرصنة الروسية ضجة إعلامية كبيرة في هذا الموسم الانتخابي”، مرجحة أن تستمر هذه القرصنة حتى العام 2018. أشارت الصحيفة إلى أن “موسكو تسعى إلى التأثير في السياسات الأمريكية والانتخابات ليس في الولايات المتحدة فحسب بل في أوروبا أيضاً”.
نشر “مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية” (كير)، استطلاعاً يبين أن 86 % من الناخبين المسلمين أعربوا عن نيتهم المشاركة في الانتخابات في 8 نوفمبر، إذ أشار نحو 72% من المشاركين بأنهم يرغبون في التصويت لصالح كلينتون، مقابل 4% يفضلون التصويت لترامب.
أيا يكن الرئيس الأمريكي هذه المرة، فإن ما سنشهده هو تغير حاد في السياسة الخارجية الأمريكية وفق ما تشير إليه توقعات الخبراء والمحللين السياسيين. ففي حال فوز كلينتون وهي ليست بجديدة على البيت الأبيض فإن ذلك يعني التوجه نحو النزعة العسكرية والاهتمام بالتدخل في شؤون الدول الأخرى عسكرياً ما يعني حتما صداماً مع عدد من الدول منها إيران والصين وروسيا. وفي حال فوز ترامب فإن الاهتمام سيكون داخلياً منصباً على الاقتصاد مع إعطاء فرصة للحوارالسياسي مع الدول وخصوصاً الصين وروسيا في قضايا تهم الأمن الدولي.
كلينتون تختار وزير خارجيتها
كشفت صحيفة “بوليتيكو” الإلكترونية أن جوزيف بايدن هو المرشح الأكثر حظا لشغل منصب وزير الخارجية الأمريكي في حال فوز هيلاري كلينتون بالانتخابات في الولايات المتحدة تجدر الإشارة إلى أن أن بايدن يتولى منصب نائب الرئيس الأمريكي منذ الولاية الرئاسية الأولى للرئيس باراك أوباما.
بحسب الصحيفة، لم تتقدم كلينتون أو مساعدوها إلى بايدن بهذا الاقتراح حتى الآن، مضيفة أنهم مشغولون بإعداد “استراتيجية” لإقناع نائب الرئيس البقاء في الإدارة الأمريكية لـ 4 سنوات أخرى. ذكرت الصحيفة في هذا الخصوص بأن بايدن كاد أن يدخل في السباق الداخلي في الحزب الديمقراطي كمنافس لـكلينتون، لكنه منذ ذلك الحين، كان من المروجين الأكثر حماسا لحملتها الانتخابية في مختلف أنحاء البلاد.
ذكرت الصحيفة أن بايدن يعتبر من السياسيين الديمقراطيين الأكثر خبرة، ورجحت أن يصبح انضمامه لفريق كلينتون، في حال فوز الأخيرة بالانتخابات، ختاما يكلل مساره السياسي المستمر، منذ 44 عاما، إذ سبق له أن خدم 6 ولايات في مجلس الشيوخ الأمريكي، ومن ثم تولى منصب نائب الرئيس الأمريكي لمدة 8 سنوات، إذ ركز على الملفات الأكثر صعوبة في الشؤون الدولية، بما في ذلك العراق وأوكرانيا.
أيًا يكن الرئيس الأمريكي، فإن ما ستشهده هو تغير حاد في السياسة الخارجية الأمريكية وفق توقعات الخبراء والمحللين السياسيين ففي حالة فوز كلينتون، وهي ليست جديدة على البيت الأبيض، فإن ذلك يعني التوجه نحو النزعة العسكرية والاهتمام بالتدخل في شؤون الدول الأخرى عسكريا ما يعني صداما مع عدد من الدول، منها ايران والصين وروسيا. في حال فوز ترامب، فإن الإهتمام سينصب على الوضع الداخلي، منصبا على الاقتصاد مع إعطاء فرصة للحوار السياسي مع الدول، خاصة مع الصين وروسيا حول قضايا الأمن الدولي.