طباعة هذه الصفحة

مصدر تلوث وازدحام مروري لايطاق

حافلات مهترئة تغزو شوارع عنابة

عنابة: هدى بوعطيح

03 آلاف مركبة تجاوزت مدة استغلالها ٣٠ سنة تواصل نشاطها رغم قرار وقفها
بالرغم من الحملة التي أقرتها مديرية النقل لولاية عنابة، لحظر سير الحافلات القديمة، وردع الناقلين من استخدامها، نظرا للخطورة التي باتت تشكلها على أرواح المسافرين، إلا أن العديد من السائقين ما يزالون يستخدمونها، غير عابئين  بمحاضر المخالفات التي تم تحريرها في حق أصحاب هذه المركبات.
تعرف عديد خطوط النقل بعنابة، استخدام الحافلات القديمة، على غرار الخط الرابط بين سويداني بوجمعة ـ 08 ماي وسويداني بوجمعة 08 مارس وغيرها من الخطوط، حيث ضرب هؤلاء السائقون بالقرار القاضي بوضع حد لنشاط الحافلات القديمة عرض الحائط، وقرار حجزها وتجميد نشاطها إلى غاية تكيف أصحابها مع ما ينص عليه دفتر الشروط الجديد المتضمن شروط سير حافلات النقل الخاص، على اعتبار أن الحافلات القديمة تم تصنيفها على أنها المتسبب رقم واحد في حوادث المرور التي تشهدها مختلف طرقات وشوارع الجزائر، والتي تحصد آلاف الأرواح يوميا.
كانت مديرية النقل لعنابة قد أحصت أكثر من 03 ألاف حافلة وسيارة أجرة، ما يدل على الانتشار الكبير لهذه المركبات التي تجوب وسط المدينة، و تجاوز سن استخدامها الـ30 سنة، حتى أنها تستهلك وقتا كبيرا للوصول إلى مقصدها وتسبب ازدحاما في الطرقات بسبب قلة سرعتها وتعطلها في عديد من الأحيان، فضلا عن أنها لا تتوفر على أدنى معايير النظافة.
يشتكي العديد من السكان الذين يضطرون إلى امتطاء المواصلات، من الانتشار الكبير لهذه المركبات التي باتت تُشكل هاجسهم اليومي، مطالبين بضرورة وضع حد لأزمتهم اليومية، لاسيما منهم العمال الذين يجدون أنفسهم متأخرين عن مواعيد عملهم، إلى جانب الطلبة والتلاميذ الذين لا خيار لهم آخر سوى اللجوء إليها خاصة في المناطق التي تقل فيها المواصلات وتنتشر بها فقط هذا النوع من الحافلات، في حين أن آخرين وإن كانوا لا يستخدمون المواصلات، بل سياراتهم الشخصية يطالبون بالقضاء عليها، كونها تشكل خطرا على حياتهم كسائقين من جهة، وحياة أبنائهم من جهة أخرى، مؤكدين أن أغلبها تعرف خللا في المكابح دون أدنى اهتمام من أصحابها، والذين همهم الأول والأخير هو الكسب المادي، بعيدا عن الاهتمام بأرواح الناس.      
وبالمقابل يرفض هؤلاء الناقلون الاستغناء عن مركباتهم، في حال امتناع السلطات الوصية من تقديم يد المساعدة لأصحاب حافلات النقل الجماعي، بالرغم من تطميناتها لهم فيما سبق بتجديد حضيرتهم، وتمكينهم من الحصول على قروض بنكية تساعدهم في اقتناء حافلات جديدة، حيث أكد أحد الخواص أنهم ينتظرون تجسيد هذه الوعود للاستغناء عن مركباتهم في أقرب وقت، إذ أنه من غير المعقول تجميد نشاطاتهم ليجدوا أنفسهم بين لحظة وأخرى دون عمل.
مع العلم  أن الكثير من سائقي الحافلات ليس لهم مصدر دخل آخر سوى ما يجنونه من سياقة الحافلة، مطالبين بضرورة إيجاد حلول عاجلة لهم.