طباعة هذه الصفحة

صالون الكتاب يناقش وضع اللغة العربية في أنترنت

انتشـار اللغـــة لا يعني بالضرورة أنها مؤثرة

قصر المعارض: أسامة إفراح

ضمن فعاليات صالون الكتاب، احتضنت قاعة علي معاشي أمس يوما خاصا باللغة العربية تحت عنوان «اللغة العربية في شبكة أنترنت»، افتتحه وزير الثقافة ميهوبي ونشطه رئيس المجلس الأعلى للغة العربية وعدد من المختصين والباحثين الجزائريين والعرب. واعتبر الوزير أن العبرة ليست بالانتشار بل بالتأثير، مطالبا الجامعات وباحثيها بإنشاء المواقع والمدونات تدعيما للمحتوى العربي على الشبكة.
من جهته، تطرّق الدكتور صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، إلى جاذبية اللغة العربية، بفضل عوامل منها قدم اللغة وصمودها والتراكم الذي تمثله، وما تحمله اللغة من أصالة وعامل ديني،
واعتبر أن من بين النقائص التي تعرفها العربية إنتاج المصطلح، فهذا الأخير «غير منمط والآلة لا تقرأ المصطلح والمشكلة هنا تقنية»، كما أشار إلى وجود «فوضى وتعدد المصطلح رغم تعدد المؤسسات والتنسيق بينها»، ويقصد بالمؤسسات تلك العاملة على تطوير اللغة العربية مثل الأكاديميات ومخابر اللغات.
وأضاف بأن اللغة يرقيها المبدع والأديب والشاعر، النحوي ربما يعمل على تحنيطها، وتساءل إلى أي مدى ننتج وهل يتدعم هذا المنتوج الأدبي بمنتوج علمي؟ كما نفى القول السائد بأن العربية ليست علمية، ولكنها تحتاج أن ترى الاستعمال، ووضعها ليس خطيرا ولكن يحتاج إلى نوعية وتفعيل جديد، ولا يجوز ـ حسبه ـ أن نقول إنها بخير أو ليست بخير، فهذا استباق للحدث ووضع للثيران وراء العربة.
وحصر بلعيد عناصر التخطيط اللغوي في الإطار التاريخي، الأهمية المعاصرة (الاهتمام باللهوية اللغوية)، الأهداف ومتابعة تحقيقها، المؤسسات، مجالات العامل الحيوي فاللغة نريد أن نحتك بها ونستعملها بصورة عفوية، التخطيط لأن تكون العربية في غير مواطنها كلغة أجنبية أولى (تركيا، ماليزيا، فرنسا)، الاتجاهات المعاصرة (الاستعمال في الذكاء الصناعي)، ودعا إلى جعل اللساني والمبرمج والتقني يعملان في المخابر معا لتطوير استعمال العربية في الذكاء الصناعي. وفي حديثه عن خارطة طريق المجلس قال بلعيد: «سنكون آذانا صاغية للجميع».
من جهته تطرّق د.فائق عويس أستاذ اللغة والثقافة العربية في جامعة سانتا كلارا بكاليفورنيا الأمريكية، ورئيس قسم اللسانيات والتعريب في غوغل في الشرق الأوسط والأسواق الناشئة، فقد أعطى لمحة عن الجهود التي تبذلها شركة غوغل في مجال اللغة العربية، مؤكدا أن رسالة غوغل كانت وما تزال تنظيم المعلومات عبر العالم وتسهيل الوصول إليها والإفادة بها عالميا.  وأشار إلى أن أكثر 70 بالمائة من الناس يتصفّحون بلغتهم الأم ويشترون منتجات بها، وهو ما يبين أهمية اللغة العربية، ورغم النسبة المتواضعة لمحتوى بالعربية في أنترنت (3 بالمائة)، إلا أن المحتوى العالمي نفسه ازداد فحتى لو بقي هذا الرقم وكانت جودته عالية فالفائدة للمستخدم العربي متوفرة. ويشهد المحتوى العربي نقصا في جانب البحث العلمي، لأسباب منها اللغات الأجنبية المستعملة في عدد من النظم التعليمية العربية.
كما تطرق إلى مبادرتي «بالعربي أحلى» و»الأنترنت العربي»، وبرنامج «ترجمة غوغل» الذي طرأ عليه تطور في جودة الترجمة، داعيا إلى ارتقاء وتعزيز المحتوى العربي بجهود الجميع.
أما د.حسينة عليان، مديرة قسم البحث والتنمية في مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني «سيريست»، فرأت بأن الفشل هو في إيجاد المقاربة الصائبة للوصول للأهداف، وأن العامل النفسي يلعب دورا محوريا لما أصاب العرب من عقدة بسبب الفجوة الرقمية.