أناشيد وأهازيج هزت المشاعر من ساحة الوئام إلى باب الوادي
تحت ألوان الراية الخضراء وأهازيج الفرقة النحاسية تعالت أصوات جيل الاستقلال لتمجيد مآثر من صنعوا بطولات مجد الأمة.
احتفالية بهذا اليوم الأغر، تجسد في استعراض شعبي تاريخي شبابي، فلكلوري، فنطازي، فني، اقتصادي واجتماعي خلد الذكرى الـ62 لعيد الثورة المباركة تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إشراف والي العاصمة عبد القادر زوخ وبحضور الطاقم الحكومي وعدد من المجاهدين والمجاهدات والمجتمع المدني.
استعراض شعبي ضخم في عيد الثورة المجيدة، انطلق من ساحة الوئام إلى ساحة الشهداء، حمل عروضا لأزيد من 10 آلاف مشارك من ربوع وطننا، 800 فارس، صنعوا لوحة فنية تاريخية جسدوا من خلالها أمجاد وبطولات من ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.
احتفالية مزجت بين جزائر الثورة والجزائر المستقلة، استمتع خلالها الجمهور العاصمي الذي كان حاضرا بقوة في هذا اليوم التاريخي، بمختلف العروض الفلكلورية المقدمة من قبل فرق الخيالة القادمة من ولايات الوطن عكست من خلالها أهم المراحل التي مرت بها الثورة الجزائرية مستندة من خلالها على صور حقيقة لثورة نوفمبر المجيدة التي كانت بمثابة بركان انفجر في وجه الاستعمار الغاشم.
ففي مثل هذا اليوم عرفت الجزائر منعطفا نوعيا، حيث برزت أروع صور عطاء أبناء الوطن وتضحياتهم لما قدموه منذ انطلاق ثورة التحرير 1954 إلى غاية انتزاع الحرية 1962، وهبوا فيها أعز ما يملكون، ألا وهي الحياة، لتكون من بين الحلقات المشرفة لمعركة الجزائر أين تكسرت فيها أسطورة الجزائر الفرنسية وذابت فكرة الاستقرار الاستعماري الحاقد وبينت في الوقت ذاته سياسة المحتل وفضحت همجية وعرت منهجه ودحضت أسلوبه في التعامل مع أبناء الثورة الجزائرية.
بقت الذكرى خالدة في نفوس من عايشوها من المجاهدات والمجاهدين أو ممن إكتووا بنارها من أبناء الوطن والذين لم يفوتوا الفرصة لحضور هذا الحفل الشعبي الذي وقف جميع الحاضرين فيه وقفة ترحم وإجلال على أرواح من ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.
كما أن الأجيال اللاحقة وما ينتظره الوطن منها لا يقل أهمية عما قام به أسلافهم، بل أن واجبهم نحو شعبهم أعظم في خضم عالم التنافس بين دوله على أشده من أجل كسب ناصية العلم والتفوق في مختلف المجالات،يفرض عليهم الجهد، الصبر والمثابرة لتشريف دولتهم ومجتمعهم، من خلال إنجاز حضاري عام وشامل يضمن لهم السيادة، العزة والكرامة، والقوة الاقتصادية والرفاه المادي وهي الرسالة التي حاول الحفل عكسها للشباب الذي كان حاضرا في الحفل التاريخي هذا بقوة.
وهو ما حاولت مختلف المؤسسات الحاضرة إبرازه من خلال إظهار ثمرة جهد جيل الاستقلال لأكثر من 50سنة من الحرية، حيث حاول الاستعراض تجسيد ما وصلت إليه الجزائر من إنجازات في مختلف المجالات الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية والفنية، لتكون بداية الحفل بتقديم العلم الوطني الجزائري تليها صورة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تحت أنغام الفرقة النحاسية الكبرى لمديرية الشباب والرياضة والترفيه صحبها حمل للشعار الرسمي لـ1نوفمبر، ثم شاحنة تمثل الحقبة التاريخية من الفترة الممدة من 1830إلى غاية 1954.
حمل العرض في المربع الأول صور لمجموعة الـ22 والزعماء الـ6 التاريخيين، مربع المجاهدين 62 إمرأة باللباس التقليدي الحايك، 62 سيارة من الحقبة الاستعمارية و8 فرق للزرنة العاصمية، كما حمل المربع الثاني استعراض خاص بمصالح الأمن الوطني، الحماية المدنية والجمارك، فرقة فلكلوريا لولاية باتنة 800خيل و20 جملا.
فيما جسد 15 مربعا لوحة فنية رائعة أظهرت مختلف الطبوع والتقاليد التي تتميز بها الجزائر المستقلة من رقص ونشاطات فنية درامية رياضية ومختلف أنشطة المعاهد فضلا عن شاحنات جسدت مختلف المشاريع الكبرى للجزائر العاصمة.
كان لـ»الشعب» بالمناسبة حديث مع عدد من المواطنين الذين لم يفوتوا الفرصة لحضور هذا الحفل المخلد لذكرى اندلاع الثورة المجيدة، حيث أكدوا لنا إعجابهم بالاستعراض المميز الذي جسد أصالة الجزائر، قائلين أن ثورة نوفمبر العظيمة بكل ما تحمله من مثل ورمزية تبقي تاريخا يشهد على تحرير الشعب الجزائري.
وكما قال المواطن محمد لنا «كان نوفمبر ثورة لكل أبناء الأمة العربية من مشرقها إلى مغربها».