طباعة هذه الصفحة

أكد ذلك من على منبر القناة الإذاعية الثالثة، ڤرين:

إخـراج الـروح النوفمبريـة مـن المتاحــف إلى النشء

سعاد بوعبوش

أكد وزير الاتصال حميد ڤرين، أمس، لدى افتتاحه برنامج “فاشهدوا” للقناة الإذاعية الثالثة، حول “01 نوفمبر 1954”، أنه حان الوقت لإخراج الروح النوفمبرية من المتاحف وزرعها في نفوس أذهان الشباب والنشء الصاعد.لهذه الغاية، تم تسطير برنامج ثري بالمناسبة على مستوى كل المحطات الجهوية والوطنية.
البرنامج كان في شكل مائدة مستديرة بمواضيع مختلفة نشطها مؤرخون، والبداية كانت بموضوع “أين معارفنا حول 01 نوفمبر 1954؟”، حيث تطرق المؤرخ فؤاد سوفي بمركز البحث في الأنثروبولوجيا وعلوم الاجتماع بوهران، إلى أن الشهادة لا يمكن اعتبارها تاريخا بحد ذاتها، بل مادة أو قائع يستند فيها الباحث على دراسة الوقائع التي بين يديه والظروف المحيطة بها لمعرفة الحقيقة والنتائج المحققة آنذاك.
وأوضح سوفي في هذا الخصوص، أن المؤرخ لا يمكنه أن يصدر أحكاما على صانعي التاريخ، بل مهمته تكمن في جمع كل المعلومات المتعلقة بالبيوغرافيا التاريخية لاستخراج الوقائع الحقيقية وفهم الظروف التي كانت سائدة آنذاك، على اعتبار أنه لا يمكن أن يكون ملمّا بها إلا من خلالها، لأنه لم يعايشها ولكن أحد صناعها.
وتوقف سوفي عند كتابة بيان نوفمبر، الوثيقة المرجعية التي جمعت وكانت محل إجماع كل الجزائريين وترجمت ثقافة ووعي كاتبيه وشهادة ميلاد ثورة عظيمة، بالرغم من كونهم مفرنسين والمعرّب الوحيد كان خيذر، لكن هذا لم يمنعهم من تقديم وثيقة كانت محل قبول من الجميع، منبّها إلى وجود اختلاف بين النص الأصلي الذي كتب باللغة الفرنسية سنة 1954 والنسخة المترجمة إلى العربية سنة 1957.
بدوره قال المؤرخ عمارة محند عامر، إن الأمر يحتاج إلى متخصصين لدراسة طبيعة المجموعة التي فجرت الثورة، لأن الأمر لم يكن ارتجاليا، بل يترجم إستراتيجية وشجاعة رجال ذوي رؤية استشرافية محددة الأهداف والأبعاد ومحنكين نجحوا في لمّ شمل الشعب الجزائري ودفعه إلى الالتفاف حول الثورة والمشاركة فيها وضمان استمرارها، برُغم السياسة الاستعمارية.