طباعة هذه الصفحة

الدكتور تلمساني من منتدى الأمن:

ضرورة تحديث السبل المعتمدة في حفظ التاريخ

آسيا مني

أحيت أمس، المديرية العامة للأمن الوطني الذكرى الـ62 لاندلاع الثورة المجيدة، حيث كانت المناسبة التي جمعت بين جيل نوفمبر وجيل الاستقلال، فرصة لوقوف رجال الأمن على التاريخ الطويل لكفاح شعب رفض أن يعيش تحت وطأة الاستعمار، ليستخلصوا بأنفسهم أنه لا تاريخ لشعب ينسى رموز كفاحه، فكان اللقاء فرصة لاستخلاص معنى الوطنية والنضال والجهاد وحب الوطن والتضحية من أجله.
وتخليدا لهذا الحدث العظيم تم برمجت ندوة تاريخية تحت إشراف الدكتور يوسف تلمساني  أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر2، وبحضور شخصيات وطنية تاريخية وذلك على مستوى منتدى الأمن بالمدرسة العليا للأمن الوطني»علي تونسي»، عاد من خلالها المحاضر إلى عظمة التضحيات المقدمة من أجل الظفر بالحرية.  
 وفي مستهل مداخلته أكد الدكتور بن يوسف أن إيقاظ الوعي الوطني يعد ضروريا لضمان حماية أفضل للتراث التاريخي والأثري باعتبارها ذاكرة جماعية تخص الأمة، من خلال تقريب صورة تاريخ ثورتنا إلى الأجيال الصاعدة وسرد له بطولات شهدائنا الأبرار، غير أنه توجب لحماية هذا الإرث التاريخي يضيف الدكتور تلمساني، قائلا: «تحديث السبل المعتمدة في حفظه على غرار اعتماد تقنيات حديثة  تتماشي والمتطلبات والمستجدات العلمية التي طغت على العالم المتعلقة منها بالتطور التكنولوجي».
وفي استعراضه لأهم المراحل التي عرفتها الثورة الجزائرية حدد تلمساني أهمية بيان نوفمبر الذي كان مصدر إلهام للكثير من الشعوب المستضعفة، مبرزا الأهداف الأساسية التي كانت تسعى الثورة الجزائرية إلى تحقيقها من حرية واستعادة السيادة الوطنية، وتشكيل الدولة المنشودة تحت غطاء العدالة والمساواة والاحترام للحريات الأساسية.
وفي سياق حفظ الذاكرة، أبرز المحاضر أهم الإمكانيات التي سخرتها الدولة الجزائرية من أجل ترسيخ هذه القيم في أذهان الأجيال الصاعدة والعمل على تعريف الشباب والجيل بتاريخ أسلافهم وأخذ العبرة من التضحيات التي قدمها الشهداء في سبيل الوطن.   
 وعاد تلمساني خلال استعراضه لذاكرة نوفمبر إلى شريط التضحيات والدم والنار والعذاب وجثث الشهداء الذين أشعلوا لهيب الحرية وكانوا المصباح الذي أنار درب السيادة والاستقلال.
ووقف تلمساني خلال سرده لأهم المراحل التي عاشتها الجزائر إبان الثورة التحريرية عند الجزائر قبل 1830، حيث كانت تشكل القوة الضاربة في البحر الأبيض المتوسط بأسطولها وقواتها البحرية واقتصادها  في فضاء الدولة العثمانية.
وكانت المناسبة فرصة للوقوف عند التضحيات الجسام التي قدمها شهدائنا الإبرار، حيث تم تنظيم معرض للصور حملت أهم المراحل التي عرفتها الثورة التحريرية، كما تم تكريم عدد من الشهداء عرفا لما قدمه من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.