الطريق العابر للصحراء مثال للشراكة الاقتصادية الناجحة
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أن التحديات الأمنية بمنطقة الساحل الإفريقي تفرض على الجزائر والنيجر مزيدا من اليقظة والتجند، وقال إن نوعية العلاقات بين البلدين تفتح آفاقا واعدة للشراكة الاقتصادية، داعيا إلى وضع خارطة طريقة تحدد محاور التعاون.
أجرى عبد المالك سلال محادثات مطولة مع رئيس وزراء جمهورية النيجر، بريجي رافيني، أمس الأول، بقصر الحكومة، تطرقا فيها للتعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين في المجال الأمني وآفاق تطوير الشراكة الاقتصادية والقطاعية، وأشرفا على توقيع 7 اتفاقيات ثنائية.
وعبر سلال في كلمته الترحيبية، “عن ارتياح الجزائر لنوعية العلاقات التي تجمع البلدين والتي يقيمانها تحت قيادة الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة ومحمدو إيسوفو”.
وتطرق الوزير الأول، إلى حجم التهديدات الأمنية التي تواجهها منطقة الساحل الإفريقي، مؤكدا أنها تشكل تحديات كبيرة للبلدين وتفرض مزيدا من الجهد والتنسيق، وقال: “الحوار السياسي بين مسؤولي البلدين قد بلغ كثافة تسمح بتنسيق المواقف حول بعض القضايا الدولية، لاسيما التهديدات التي تخيم بشدة على منطقتنا”.
وأفاد أنه، “يتوجب علينا مضاعفة يقظتنا وتجندنا أكثر من أي وقت مضى على الصعيدين الوطني والجهوي، من أجل التصدي لكل هذه التحديات التي تزعزع استقرار بلدان من منطقتنا وتشكل تهديدا جديا لأمن بلداننا”.
وأكد سلال، أن زيارة رئيس الوزراء النيجري بريجي رافيني للجزائر، تندرج ضمن تعزيز نوعية العلاقات الجزائرية - النيجرية أكثر فأكثر والعمل على تكثيفها وتطويرها في المجالات التي يجب أن يكون فيها التعاون بين البلدين موضوع المزيد من الديناميكية والمبادرات.
واعتبر أن اللقاء يعكس الإرادة السياسية للبلدين، بهدف توطيد العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي.
وأكد الوزير الأول، “تضامن الجزائر الدائم مع النيجر واستعدادها لمواصلة تقوية التعاون والروابط”، مضيفا أن “الجزائر تعد أول شريك للنيجر في مجال التكوين، حيث بلغت المنح الدراسية 400 منحة للتكوين الجامعي بعنوان السنة الجامعية 2016-2017”.
على صعيد آخر، تطرق سلال للأهمية الاستراتيجية للطريق العابر للصحراء، قائلا: “إنه يوفر آفاقا للبلدين ولمنطقة الساحل الصحراوي والقارة الإفريقية برمّتها”، مشيرا إلى أن جزءا من المشروع يجري إنجازه من قبل مجمع جزائري - نيجري، الأمر الذي يرمز، بحسبه، إلى الشراكة التي يمكن أن تطور إلى مجالات أخرى.
وأوضح سلال، أن الزيارة تشكل على الصعيد الاقتصادي فرصة مواتية لترقية المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مؤكدا توجهات الجزائر نحو البحث عن شراكات امتيازية وذات منفعة متبادلة، خاصة تجاه البلدان الشقيقة والمجاورة.
وأكد قائلا: “يتعين علينا بناء علاقات تجارية على هذا الأساس وبطرق عصرية للتجارة والتسيير”، مضيفا أن “مشروع الميناء الجاف واقترانه بالطريق العابر للصحراء استراتيجي وذو مردودية من حيث الكلفة والآجال، مقارنة مع هو متوفر حاليا”.
وأفاد الوزير الأول بأن المنتدى الإفريقي للتجارة، الذي سينظم بالجزائر من 03 إلى 05 ديسمبر القادم، حول الاستثمارات والأعمال، سيشكل مناسبة لدراسة عميقة لآفاق التعاون والشراكة الإفريقية.
ودعا سلال إلى العمل على وضع تصور من شأنه أن يغذي خارطة طريق تحدد محاور أعمال الشراكة بين الجزائر والنيجر.
توقيع 07 اتفاقيات
أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال، رفقة رئيس الوزراء النيجري بريجي رافيني، على مراسم توقيع 7 اتفاقيات تعاون بين البلدين، حضرها من الجانب الجزائري، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، وزير الداخلية نورالدين بدوي، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار ووزير الشؤون الدينية محمد عيسى، وحضرها من الجانب النيجري وزير الداخلية محمد بازوم وعدد من المسؤولين.
ووقع الطرفان مذكرة تفاهم في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، اتفاقا بين وكالة الأنباء الجزائرية ونظيرتها النيجرية، بروتوكول اتفاق وتعاون بين غرفتي التجارة والصناعة للبلدين، مشروعي اتفاق توأمة بين مؤسستي التكوين المهني لتمنراست وإليزي، مع مركزي تكوين لأغاديس وتاوا، اتفاقية توأمة بين الصندوق الوطني لتطوير التمهين والتكوين المتواصل ونظيره النيجري، مشروع اتفاق توأمة بين المدرسة العليا للقضاء والمدرسة الوطنية للإدارة والقضاء للنيجر وبرنامج مزدوج في قطاع الشباب والرياضة.
رافيني ينهي زيارته الرسمية
أنهى الوزير الأول النيجيري بريجي رافيني أول أمس زيارته الرسمية إلى الجزائر استغرقت يومين.
وكان في توديع السيد بريجي رافيني بمطار هواري بومدين الدولي , الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة ووزير الشؤون المغاربية والوحدة الإفريقية وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل وأعضاء من الحكومة.