تم تعيين البلجيكي جورج ليكنس (67 سنة) رسميا على رأس المنتخب الوطني، بعد موافقة المكتب الفيدرالي للفاف على اختيار اللجنة المختصة التي كلفت بهذا الملف، حسب ما أكدته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.
يمكن القول أن اختيار ليكنس كان مفاجأة بالنسبة لمعظم متتبعي هذا الملف من قريب أو من بعيد كون اسم المدرب البلجيكي لم يرد في القوائم التي تداولتها الصحافة الرياضية والتي ركزت على أسماء أخرى حول خليفة المدرب رايفاتس .. لكن الفاف كانت في اتصالات مع ليكنس الذي أعطى موافقته للعودة إلى تدريب «الخضر» بعد 13 سنة .. أين كان قد أشرف على المنتخب الجزائري في عام 2003 ومكث هنا بالجزائر لمدة 6 أشهر قبل أن يفضل المغادرة لأسباب عائلية.
ويكون روراوة قد اختار ليكنس لعدة أسباب موضوعية، أولها أن المعني لديه خبرة إفريقية بحكم أنه درّب المنتخب التونسي في المدة الأخيرة وشارك معه في نهائيات كأس افريقيا 2015 بغينيا الاستوائية .. كما شارك في التصفيات، مما يعطيه نظرة واضحة عن المنتخبات في القارة السمراء.
ربح الوقت مقارنة بموعد نيجيريا
من جهة أخرى، فإن المنتخب الجزائري على موعد حاسم في تصفيات مونديال 2018 يوم 12 نوفمبر القادم بنيجيريا، أين الوقت يقترب بوتيرة سريعة مما يتطلب إيجاد مدرب يعرف مكان عمله وكل المحيط الذي يمكّنه من تجنب التأقلم لأن ليكنس سوف يستفيد من أيام قليلة لتحضير مباراة نيجيريا، وكان استقدام مدرب لم يسبق له تدريب «الخضر» يأخذ وقتا طويلا لأخذ معالمه.
كما أن خيار ليكنس هو خيار مواصفات المدرب الذي يمكنه التحكم في كل الأمور التنظيمية داخل التشكيلة الوطنية ونعني بها التحضير البسيكولوجي، كون المدرب يتميّز بشخصية قوية تؤهله لدفع اللاعبين على تقديم أفضل ما عندهم من إمكانيات.
ومن خلال الأصداء القريبة من الفاف، فإن العقد الذي سيربط الطرفين متعلق بالتأهل إلى مونديال روسيا 2018 والوصول إلى نصف نهائي كأس إفريقيا القادمة بالغابون .. وأول خطوة ستكون بنيجيريا أين قبل ليكنس التحدي الذي سيعبد له الطريق في حالة تحقيق نتيجة كبيرة لمواصلة المغامرة في ظروف جد تفاؤلية.
متحمّس لتقديم الأفضل ...
وأكد ليكنس بعد انفصاله بالتراضي مع نادي لوكرين البلجيكي يوم الأربعاء الماضي أنه متحمس لبداية عمل جديد بالخارج لأن في بلجيكا يتعرض لانتقادات كبيرة .. وقد تكون هذه النقطة تحمسّه أكثر للقيام بعمل كبير، خاصة وأنه على خلاف من المرة الأولى التي درّب فيها المنتخب الجزائري عام 2003، فإن التشكيلة حاليا أقوى بكثير وتضم لاعبين مميّزين يلعبون في أحسن الأندية الأوروبية .. في حين أن التشكيلة التي دربها في السابق كانت تضم العديد من اللاعبين المحليين .. وكان ليكنس قد وجد صعوبة في تكوين تشكيلة متكاملة وقوية بالرغم من أنه أهلها للدورة القارية .. وبعد ذلك تم جلب رابح سعدان الذي قاد «الخضر» في نهائيات كأس افريقيا بتونس 2004 بمشاركة كل من زياني، عنتر يحيى، منصوري، أشيو، ماموني ....
وكان ليكنس الاختيار الثالث في «ورقة طريق» روراوة، بعد كل من فيلموتس وكوربيس لكن المطالب المالية الكبيرة لكلاهما أعطى الفرصة لليكنس للعودة لتدريب «الخضر» حيث تحدثت بعض المصادر على أن كوربيس طلب مبلغ 80 ألف أورو شهريا .. كما أن مواطنه لوغوين اشترط مبلغا كبيرا والمجيء مع مساعديه للإشراف على المنتخب الوطني.
وللاشارة، فإن ليكنس الذي كان يلعب في نادي بروج كمدافع أوسك حقق عدة ألقاب مع ناديه ثم انتقل إلى عالم التدريب بعدة أندية بلجيكية كبيرة، أين اختير كأحسن مدرب عام 1990 .. وقاد المنتخب البلجيكي على مرحلتين الأولى بين 1997 – 1999، والثانية بين 2010 و2012.
الناخب الوطني الجديد أمضى عقدا إلى غاية 2019
أمضى الناخب الوطني الجديد جورج ليكنس، أمس الجمعة، عقدا يمتد إلى غاية كأس إفريقيا للأمم ٢٠١٩، بحسب ما أعلنته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على موقعها الرسمي.
كان ليكانس، الذي حلّ، الخميس، بالجزائر، قد أنهى التفاصيل الأخيرة للمفاوضات التي شرع فيها مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة لتولي العارضة الفنية للخضر، خلفا للصربي ميلوفان راييفاتس الذي استقال من منصبه يوم ١١ أكتوبر الجاري.
وأضاف نفس المصدر، أنه عقب إبرامه العقد، اجتمع المدرب البلجيكي مع أعضاء الطاقمين الطبي والإداري من أجل تقييم الأوضاع.