السفير أبو عيش: العلاقات الثقافية الجزائرية - المصرية امتداد طويل وتعاون دائم
يأتي صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 21 في ظرف أقل ما يقال عنه إنه رسم خارطة طريق المشهد الثقافي، بعد التعديلات التي طرأت على السياسة الثقافية في الجزائر. وبما أن عرس الكتاب في الجزائر ليس فضاء محليا فقط، بل مفتوحا على كل التجارب الثقافية، سواء في الوطن العربي أو في الغرب بصفة عامة، بما في ذلك إفريقيا وأمريكا وآسيا وهذا ما يفسر مشاركة أكثر 677 دار نشر أجنبية، أي حوالي 49 دولة، بينهم 290 ناشر جزائري.
الاستثمار في الثقافة ضرورة حتمية لا مفر منها وتصدير الكتاب ليس سهلا مقارنة بتجربتنا الفتية أمام التجارب الأخرى التي بلغت مستويات عليا، هكذا ذكر الوزير الأول عبد المالك سلال في ردّه على سؤال بمناسبة إشرافه، مساء أمس، رفقة الوزير الأول النيجري بريجي رافيني وطاقم حكومي يتقدمهم وزيري الثقافة عزالدين ميهوبي ووزير الاتصال حميد ڤرين والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
الطبعة التي تستضيف مصر كضيف شرف، كانت حاضرة من خلال الدكتور السلماوي رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العرب الأسبق، إلى جانب وزير الآثار المصري، إضافة إلى أسماء هامة في الساحة المصرية، كتابا وناشرين.
طاف سلال بالعديد من أجنحة العرض بقصر المعارض الصنوبر البحري، حيث قدمت له شروحات حول جديد الدور وسياستها مع الكتاب، فكانت المحافظة السامية للامازيغية أول جناح زاره الوفد، اطلع فيه على النشريات التي أصدرتها الهيئة، خاصة بعد التعديلات التي أضفت الشرعية والرسمية على اللغة الأمازيغية، لينتقل إلى جانب وزارة الثقافة أين استمع بدوره إلى حصيلة مديرية الكتاب، الأمر نفسه لقيه الوزير الأول في جناح المجلس الأعلى للغة العربية أين كان في استقباله الدكتور صالح بلعيد المنصب حديثا على رأس المجمع.
حرص سلال خلال تفقده لدور النشر المشاركة في الطبعة 21 لصالون الجزائر الدولي للكتاب على الرقمنة واستعمالها في صناعة الكتاب وفي غيرها، سواء في التربية أو التعليم العالي والتكنولوجيا، حاثا في الصدد ذاته على استثمار القدرات الجزائرية التي بإمكانها تقديم الإضافة للجزائر قائلا، لسنا بعيدين عن تصدير إصداراتنا، لكننا يجب دراسة الأمر جيدا وبحسبه لا نريد المغامرة في شيء نجهل عواقبه.
أول تفسير جزائري للقرآن الكريم في 14 مجلدا
في دار عرض سورية وبعد استماعه إلى صاحبها من خلال جديد مؤسسته، قال له سلال حافظوا على سوريا، الأمر الذي استحسنه الضيف السوري، معربا عن ارتياحه الكبير للموقف الجزائري تجاه الأزمة السورية واعتبار البلد صديقا.
أما بدار الحكمة وجد في استقباله صاحبها الناشر أحمد ماضي رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتاب، حيث تلقى سلال شروحات حول أول إصدار جزائري لتفسير للقرآن الكريم بـ14 مجلدا للشيخ التواتي بن التواتي الأغواطي، وهو مكسب للجزائر وللمكتبة العربية.
أكثر من 50 دار نشر وطنية وأجنبية زار الوزير الأول أجنحتها وتحدث إلى أصحابها، معتبرا عرس الكتاب إضافة إلى المشهد الثقافي ومن شأنه المساهمة في بعث التنمية الفكرية وهذا ما يحرص رئيس الجمهورية على التأكيد عليه ودعمه.
الثقافة المصرية في مواجهة التحديات
بجناح مصر، ضيف شرف الطبعة، وجد سلال في استقباله سفير مصر بالجزائر السيد عمر علي محمد إبراهيم أبو عيش والدكتور محمد سلماوي رئيس تحرير جريدة الأهرام الناطقة بالفرنسية، الذي عبر عن سعادته باحتضان مصر كضيف شرف وهذا دليل على الروابط التاريخية والعلاقات الثقافية بين البلدين لها امتداد طويل، رسخ ثقافة الجوار والتبادل الثقافي والعلمي بين وفود البلدين ومصر حاضرة بأهم الإصدارات الجديدة في عالم الكتاب والإصدار، وسوف تنشط ندوات خلال الفعاليات. للإشارة، الروائي سلماوي هو من استلم جائزة نوبل للآداب التي فاز بها نجيب محفوظ وألقى كلمة نيابة عنه.
في السياق ذاته، سيكون الفضاء المصري مسرحا لعدة عروض سينمائية، بينها فيلم الناصر صلاح الدين للمخرج العالمي يوسف شاهين وفيلم المومياء لشادي عبد السلام.
«الشعـب» حـاضرة في«سيـلا 2016»
كما عودتنا دائما تحرص جريدة «الشعب» على مرافقة كل فعاليات الصالون الدولي للكتاب وعبر كل الطبعات بأرشيفها الورقي والرقمي، إضافة إلى تغطية تظاهرة الطبعة 21، ناهيك عن التغطيات المستمرة والحوارات التي تكون فيها بصمتها الإعلامية قائمة بذاتها، وسوف يكون لإصدارها الجديد موعد للبيع والإهداء بتوقيع البروفيسور شيتور وترجمة الإعلامي أمين بلعمري، إلى جانب بعض الندوات واللقاءات التي تعقد على هامش الطبعة، ومقرها متواجد بالجناح المركزي للمعرض.