طباعة هذه الصفحة

بعد استقالة سعداني

ولد عباس أمينا عاما «للأفلان»

فندق الأوراسي: فريال بوشوية

بإعلان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني «الأفلان» عمار سعداني، أمس، استقالته من منصبه، لأسباب صحية، الذي يشغله حاليا محمد جمال ولد عباس العضو القيادي والوزير الأسبق، يكون الحزب العتيد قد طوى صفحة جديدة في كتاب القيادات التي تداولت على تسييره.
عندما أعلن عمار سعداني، أمس، عن استقالته في ختام أشغال اللجنة المركزية أمام أعضائها 505، وأوعزها لأسباب صحية، كان قد أكد فقط ما تم تداوله منذ الساعات الأولى في أروقة القاعة الكبيرة للاجتماعات بفندق الأوراسي وفي الكواليس. استقالة قال عنها بعضٌ إنها منتظرة، فيما اعتبرها بعض آخر مفاجئة... قراءات لم تغير شيئا من الواقع.
سعداني يغادر منصب أمين عام أكبر حزب وطني والأقوى من حيث التمثيل في المجالس المنتخبة، برلمانية ومحلية.
بعد المصادقة على اللائحة السياسية، أخذ عمار سعداني الكلمة مجددا لحوالي 7 دقائق، هي الأخيرة بصفته أمينا عاما «للأفلان» حملت نبرة وداع، لم يفوتها ليؤكد أن الثقة لم تسحب منه من قبل أعضاء اللجنة المركزية، فكانت أولى كلماته موجهة لمن حضروا من أعضاء اللجنة المركزية، «أول شيء سأسأل أعضاء اللجنة المركزية، من يسحب الثقة من الأمين العام؟»، ردّا على ذلك لم يرفع أي عضو يده، ما أثلج صدر سعداني، الذي طلب من الصحافيين تسجيل ذلك، لاسيما وأن الجالسين في القاعة وقفوا وصفقوا للأمين العام، مؤكدين دعمهم له».
وقال: «للسياسة في رأيي كأمين عام وكمناضل طريقان، لا ثالث لهما، إما أن تكون صادقا، وفيا، شجاعا وصريحا، أو أن تكون مارقا، منافقا، غير وفي وجبانا في المواقف الصعبة»، مستطردا في السياق: «أصارحكم اليوم، أنتم أعضاء اللجنة المركزية، غبت 3 أو 4 أشهر لظروفي الصحية، غيابي لم يكن دون سبب»، خبر نزل كالصاعقة على المقربين منه، تلك الفترة التي تساءل فيها الصحافيون عن غيابي كانت الإشارة الأولى ـ أضاف يقول ـ و»اليوم الإشارة الثانية، أريد أن أقدم أمامكم استقالتي، من هو مع عمار فليسكت»، هذه الأخيرة نطق بها بعدما تعالت أصوات تعبّر عن رفضها لقراره، ولم يكتف بذلك مضيفا: «النظام الداخلي والقانون الأساسي يعطيان حق الاستقالة لأيّ عضو»، في هذه الأثناء أكد الأعضاء رفضهم، فكان رد سعداني «أصر على الاستقالة وإن كانت مرفوضة، فهي مقبولة»، ما يوحي بأن قراره غير قابل للنقاش وأن أمر الاستقالة حسم فيه ولا يعتزم التراجع.
ولعل ما يؤكد هذا الطرح قوله، «رجائي أن تستمعوا وتنصتوا إليّ وتتبعوا نصيحتي».
ولتفادي أي انزلاق بعد تعالي أصوات ترفض استقالته، حرص سعداني على الدعوة إلى احترام رغبته وتسبيق المصلحة العامة للحزب والبلاد»، مضيفا «هذا الحزب لا يحتاج أي خدش»، في إشارة على الأرجح إلى الصراعات الداخلية التي كانت تحدث في كل مرة». وبالنسبة لشخصه قال :»كنت رئيسا للمجلس الشعبي الوطني تركته وهو يسير، والحزب سيستمر كذلك»، وأوصى الحاضرين بثلاث «أوصيكم بالجزائر أولا، والجزائر ثانيا والجزائر ثالثا، وجبهة التحرير الوطني والرئيس بوتفليقة رئيس الحزب، أحب من أحب وكره من كره»، قبل أن يعطي الكلمة للأمين العام عضو المكتب السياسي الأكبر سنّا، وفق ما ينص عيه القانون الداخلي للحزب».
ولد عباس اعتبر ما حدث، أمس، بفندق الأوراسي، بمثابة «لحظات تاريخية».
وفي كلمته أثنى على ما قام به عمار سعداني طيلة الفترة التي قضاها أمينا عاما»، وتوقف مطولا عند الاستحقاقات التشريعية للعام 2017، مؤكدا أنها ستكون «انتصارا»، محطة هامة تحسبا للانتخابات الرئاسية المقررة في العام 2019.