طباعة هذه الصفحة

سلطة الإعــلام

فنيدس بن بلة
21 أكتوير 2016

رسائل غير مشفرة وجهها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في اليوم الوطني للصحافة، تصبّ في جدوى مواصلة الجهود لترقية مهنة المتاعب وتزويدها بالآليات السامحة لها بلعب دورها كاملا غير منقوص.
من الإجراءات الكفيلة بإنجازها في أسرع ما يمكن، ذكر الرئيس سلطة ضبط الصحافة المكتوبة، التي تعد حلقة مفصلية في مسار العمل الإعلامي الذي يواجه تحديات الظرف ويقاوم رياح التغيير بروح المسؤولية وأخلاقيات مهنة ونقاء ضمير.
فلم تعد الصحافة في زمن الطرق السريعة للاتصال وعالم القرية الواحد الشفاف مجرد وظيفة تنقل الأحداث وترصد تطوراتها وتستشرف آفاقها. لم تعد تكتفي بتحريات الواقع ومضمونه والحرص على نقل ما يجري فيه بأمانة ومصداقية بل باتت رافدا مهما في صنع الرأي العام وتوجهه إلى درجة باتت تصنف سلطة أولى.
شاهدنا هذا من خلال التأثير العجيب للصحافة على مجريات الأحداث وتوجيهها حسب المبتغى والرؤية التي تريدها لوبيات الإعلام وأصحاب النفوذ والمصالح، لا كما يفرضه الواقع وما يتضمنه المشهد الإعلامي دائم التغيير. شاهدناها سباقة في نقل صور ومشاهد صراعات إقليمية ودولية بالدول العربية وغير العربية، تدير معارك من استديوهات فضائيات وتنقل مجرياتها موظفة محللين، واضعة نفسها قبل صناع الحرب ودوائر الاستراتيجيات العسكرية.
شاهدنا الصحافة تسابق الزمن لإعطاء نفسها الأسبقية والأولوية في توجيه الرأي العام والتمادي في نقل الصور النمطية لتقبل مشاهد وحسابات جاهزة تريدها هي وتحرص على ترسيخها في الضمائر الحية قافزة على أخلاقيات المهنة ومصداقية الوظيفة وقدسية خبرها، مطبقة إلى أبعد درجة القاعدة الميكيافيلية «الغاية تبرر الوسيلة».
في ظل هذا الزخم الإعلامي الكبير الذي غير خارطة العالم الاتصالاتية باتت الدول تتسابق من أجل أن يكون لها إعلامها الخاص القوي. وتعتقد راسخة أن من لا إعلام له فاقد السيادة.
الجزائر التي أولت اهتماما بالإعلام، تواصل جهودها في سبيل الارتقاء به إلى أعلى الدرجات. كيف لا والإعلام الذي رافق مسار البناء الوطني ورافده في تعزيز الصرح الديمقراطي، كان السند القوي في الدفاع عن الجمهورية ولم يستسلم لليأس، جاعلا من مواجهة الموجة الإرهابية تضحية ثانية من أجل الوطن.
هذا الإعلام، الذي نوّه رئيس الجمهورية بدوره ونضاله المستمر، أحق بأن يحتفل كل 22 أكتوبر باليوم الوطني للصحافة، الذي أعاد الاعتبار للصحافي وجعله أحد مكونات الجزائر التي تعلو ولا يعلى عليها.