دعا رئيس حزب تجمع أمل الجزائر «تاج»، عمار غول، الحكومة والبرلمان لإشراك النقابات والمختصين في حوار بناء لمراجعة منظومة التقاعد، وأعلن عن إطلاق ميثاق لأخلاقيات العمل ستعرض على الأحزاب قريبا، وهاجم استغلال المسؤولين الفرنسيين للثورة الجزائرية في حسابات ضيقة.
حذر غول، من ركوب بعض الأطراف السياسية لإضراب النقابات المستقلة احتجاجا على مشروع قانون التقاعد، وقال أن البلاد مقبلة على استحقاقات مهمة وليس في حاجة إلى اضطرابات.
وأوضح غول خلال ندوة صحفية أعقب اجتماع المكتب السياسي لحزب «تاج»، أمس، بالعاصمة، أن ملف التقاعد لازال لم يعرض للنقاش والمصادقة على مستوى البرلمان ومن السابق لأوانه الحكم عليه، داعيا في الوقت ذاته إلى فتح الباب أمام الشركاء الاجتماعيين من نقابات وخبراء للمساهمة في إثرائه بالمقترحات والخروج بما يخدم المصلحة العامة.
وأفاد بأن الصندوق الوطني للتقاعد يعرف وضعية مالية صعبة، بسبب ضعف مداخيل الدولة التي كانت تساهم في سد عجزه وكثرة المقبلين على التقاعد، الأمر الذي يستدعي حسبه إعادة النظر في منظومة التقاعد بشكل شامل.
وألمح إلى أن الوضعية المالية الصعبة المنتظرة خلال سنتي 2017 و2018، من الأسباب المباشرة في التوجه نحو إلغاء التقاعد النسبي وجعله استثناء لبعض المهن الشاقة، مشيرا إلى الأمر ينطبق على كثير من دول العالم وليس الجزائر لوحدها.
وأبدى غول تخوفه من الاستغلال السياسوي للإضراب من بعض الأطراف، قبيل الانتخابات التشريعية ما قد ينجم عنه انحرافات خطيرة.
وجدد موقف حزبه بشأن التراشقات السياسية، قائلا «نحن ضد القذف والتجريح والتخوين والإقصاء»، مضيفا أن تاج حزب وطني جامع ومفتوح لكل الكفاءات والشرائح المجتمعية.
وفي السياق، كشف عمار غول عن استكمال الملف المتعلق بميثاق لأخلاقيات العمل السياسي والذي سيطرحه قريبا كمبادرة على مختلف الأحزاب السياسية لجعل التنافس حول البرامج الحزبية وما يخدم مصلحة المواطن ونبذ التفرقة.
وبشأن تحضيرات الحزب للتشريعات المقبلة، كشف عمار غول عن تنظيم عدة لقاءات دورية على المستوى المركزي والمحلي، لدخول المنافسة بقوة وتحقيق مشاركة مشرفة، مؤكدا التعويل على الإطارات والكفاءات والشباب والمرأة، مشيرا إلى أن الباب مفتوح لكل الجزائريين شرط الالتزام بخدمة المواطنين.
وعلى صعيد آخر، هاجم غول، التصريحات الأخيرة للمسؤولين الفرنسيين بشأن المجاهدين والثورة التحريرية، معتبرا أنه استغلال غير بريء لتضحيات الجزائريين في العلميات الانتخابية.
وقال رئيس تجمع أمل الجزائر، أن ما ارتكبته فرنسا في أحداث 17 أكتوبر 1961 جريمة حرب ستظل محفوظة في ذاكرة الأمة، ودعا وزارة المجاهدين إلى استعادة رفاة وجماجم شهداء المقاومات الشعبية والثورة التحريرية في فرنسا والبالغ عددها 18 ألف.