الطبقة السياسية الفرنسية لم تهضم استقلال الجزائر وتروّج لمغالطات
أكد، أمس، وزير المجاهدين الطيب زيتوني، استنكار الجزائر المغالطات التي تروجها بعض الأوساط الفرنسية الحاقدة في خطاباتها السياسية، وذلك بالخلط بين نضال شعب من أجل حريته وصموده في وجه آلة استعمارية تفنّنت في القتل والتعذيب، وبين الإرهاب المقيت الذي يزرع الموت والدمار في مناطق مختلفة من العالم.
جاء تأكيد وزير المجاهدين في أشغال الملتقى الوطني حول “دور فيدرالية جبهة التحرير الوطني وكفاحها بالخارج”، موازاة والاحتفالات الرسمية الوطنية بالذكرى 55 لمظاهرات 17 أكتوبر 1961. مذكرا المجاهدين، أنّ الثورة الجزائرية قد شرّفت شعبها وجعلته في طليعة الشعوب المناضلة وأنّ مسؤولية الحفاظ على الذاكرة تقع علينا جميعًا، مؤكّدًا أنّ تخليد ذكريات ورموز الثورة وأحداثها بتوجيهات من رئيس الجمهورية، تنمّي الاعتزاز بالانتماء إلى وطننا؛ وطن الشهداء.
واستهل وزير المجاهدين الطيب زيتوني، زيارة العمل والتفقد لولاية غليزان بالإشراف على الاحتفالات الخاصة بيوم الهجرة من مقبرة بوركبة بعين طارق، أين وضع باقة من الزهور وقراءة الفاتحة في هذه المقبرة التي تضم 1061 شهيد من الذين أدوا واجبهم نحو الوطن مقابل استقلال الجزائر.
كما قام الطيب زيتوني بزيارة ميدانية إلى مركز التعذيب المتواجدة على تراب بلدية سيدي خطاب، أين اطلع عن قرب على مشروع تهيئة هذه النقطة التاريخية التي تعرف بأشكال التعذيب وأساليبه المستعملة من قبل المستدمر تجاه الشعب الجزائري، وهو المركز الذي خضع في الآونة الأخيرة إلى عملية تهيئة، انطلقت الأشغال به منذ أربعة أشهر وخصص له غلاف مالي بلغ 14 مليون دينار من أجل وضع مجسمات وأشكال صوتية تبرز بشاعة الاستعمار الفرنسي، حيث طالب الوزير بضرورة الحفاظ على بساطة هذا المعلم التاريخي، وتنظيم زيارات لتلاميذ المدارس وتعريفهم بما تمّ تحمّله من أجل مجابهة الاستعمار.
واحتضنت ولاية غليزان هذه السنة، الاحتفالات الرسمية للذكرى 55 لمجازر 17 أكتوبر 1961، عندما خرج المهاجرون الجزائريون في فرنسا مطالبين بالحرية واستقلال الجزائر، حيث شمل برنامج الاحتفال تنظيم ملتقى وطني، لأول مرة، في الولاية يبرز دور فيدرالية جبهة التحرير في نقلها القضية الجزائرية إلى خارج التراب الوطني، وهو الملتقى الذي يشارك فيه أكاديميون من مختلف جامعات الوطن ويشرف عليه المركز الوطني للدراسات والأبحاث في الحركة الوطنية.
وتمّ بالمناسبة، إطلاق تسميات تخص الذكرى، على غرار تسمية الطريق الاجتنابي باسم جبهة التحرير الوطني، وتسمية حي الانتصار بحي 17 أكتوبر. فضلا عن ذلك، تمّ تسليم مقررات الاستفادة للمكتبة الجامعية بالمركز الجامعي أحمد زبانة، والمركز الثقافي الإسلامي حتى يتسنّى الاستفادة من إصدارات وزارة المجاهدين.