يخوض الشاعر يوسف الباز بلغيث تجربة الكتابة منذ مدة طويلة وهو بذلك مازال يحافظ على عمود الشعر ويسعى إلى تطوير آليات بناء القصيدة وجعلها منبرا إبداعيا كما كنا نعيشها ونقرأها في كتب الأسلاف والقدامى ..الباز القادم من أقاصي مدينة الجلفة له حكاية مع النخل وسعفه، وهو الذي يكتب عن المرأة تارة ويصنع من جميلها قصيدة لا يكتبها إلا متمرس مثله، التقته “الشعب” وهو يستعد لاحتضان إصداره الجديد فكانت لنا معه هذه الوقفة الإبداعية.
_ ”الشعب”: هل لكم أن تحدثونا عن إصداركم الجديد؟
الشاعر يوسف الباز بلغيث: جديدي صادرٌ عن دار” شهرزاد للنشر والتوزيع” بعمّان- الأردن 2016..من (180 ص/ حجم متوسط في 30 قصيدة بين قصيرة وطويلة.. عمودية وحرّة) لقاءَ تقديرٍ من صاحب الدار “د.مفلح الجرّاح”.. وأمّا عن عنوان ديواني” للنَّخلةِ ديْنٌ عليّ” فالحكمُ سيصدره القارئُ حالمَا تصبحُ أشعاري بين يديه. وهو الآن معروض بالصَّالون الدولي للكتاب بعمّان. وقد أملتُ أن يكون متوفرا في الطبعة القادمة لصالون الكتاب الدولي بالجزائر ولكن الدار لم تتلقَ دعوة للحضور.
_ ماهي أهم المواضيع التي تطرقتم لها؟
تطرقت إلى أغراض شعرية متنوعة منها مثلا: في الوطنيات “مَوَّالٌ إلى عَرُوسِ المَدائِن/ رسالةٌ إلى خائن”. وفي فلسفتي الشعرية “ أنَاءَاتُ حُلم/ سجينٌ جارح/ نَقْرٌ عَلَى جُرْحِ سُنْبُلة”. وفي الهجاء”تأشيرةٌ مجانيّةٌ لشاعرٍ ماجِن”. وفي الغزل” أوَّاه/ رجاءٌ أخير /اِختطافُ لهفة/ حوّائي”. وفي الرثاء “عريسُ الفِردوس”. وفي القضايا العربية”رسالةٌ من غَزَّاوي / بُحَّةٌ عِرَاقِيَّة / للشَّام تَهُونُ الحَيَاة /مُدِّي العراجينَ يا مصرُ”. وفي مواضيع مختلفة “اِستجارة / أنا غَضْبةٌ لِلْوَطَنْ/ النَّايُ المكلُوم/ طَنْجَةُ مِسْكُ الحَدائِق”.
_ حدِّثنا عن إصدارتك السَّابقة؟
هذا الديوان هو سادس إصدار لي بعد أن وفقني الله إلى طبع ديواني الأول “نبضاتُ الاغتراب” 2001 ثم ديواني” أنفاسٌ تحتَ القصف” 2006 ثم ديواني “الهودج” 2008 ثم ديواني” قلقُ النواعير” 2014 ثم كتابي “خربشاتٌ على حفريّة حزن” 2014 مصر ثم ديواني” للنَّخلةِ ديْنٌ عليّ” 2016 بالأردن..
_ كيف تقيّمون راهنَ الشعر في الجزائر؟
إن الدفقَ الشعريَّ المتميزَ لشعراء الجزائر خاصّة في المحافل الخارجية ليقول بأن الشعرَ ما يزالُ بخير، حالَمَا يأمل المبدعُ من المؤسّسات الحكومية الأخذ بيده في مقابل تقدير فنون أخرى ..فليس من العجيب أنّ تكون لوعةُ الشّاعر وحسرتُه هي نفسَ الدّاعي للاعتزاز بالوطن، رغم ما يتدثّر نصوصَنا من خيباتٍ واغترابٍ في وطنٍ أقلُّ ما يُقال عنه”إنّه لا يقدّرُ طاقاتِ أبنائه !”..ولكن من الهامّ أن نعزّزَ حبَّ الوطن بدْءًا منّا وانطلاقا إلى الآخر المريدِ لنا، المتأثّرِ بأدبنا ورؤانا، ولا يعني هذا أن من ينشر أو يطبع عملا ما خارج الوطن فقد ارتكب جُرمًا؛ وفي المقابل لا أحفي تذمُّري بعدمِ صدورِ كتابيْنِ لي في هذه التظاهرة وهما حبيسان منذ 2011. والمهمّ أن نذكر أنَّ ما نكتبه بصفة محلية أوطنية أوعالميّة هو في الحقيقة انبعاثٌ إنسانيّ، لأنَّ الحزنَ واحدٌ والفرحَ واحدٌ، والإنسانَ تروضه عولمة واحدة.