الأعمال الفائزة بجوائز لن تحتاج لجان قراءة لإنتاجها
ضمن سلسلة اللقاءات التي تجمعه بمسيري مختلف القطاعات التابعة لوزارة الثقافة، التقى عزالدين ميهوبي، أمس، بقصر الثقافة، كلّا من مديري المسارح ومديري المكتبات، أكد خلاله على ضرورة التقيّد بالسياسة الجديدة للقطاع.كما كشف ميهوبي على عديد التدابير والقرارات، منها ضرورة منح بطاقات انخراط مجانية بالمكتبات للأطفال وإنتاج المسارح للأعمال الجزائرية الفائزة بجوائز دون الحاجة للجنة القراءة، واختيار مستغانم عاصمة للمسرح سنة 2017، لتكون السنة المقبلة “سنة تكريم المدينة التي قدمت الكثير للمسرح”.
بعد لقائه بمديري الثقافة ومديري دور الثقافة بمختلف ولايات الوطن، جمع لقاء، أمس، وزير الثقافة بمديري المسارح ومكتبات المطالعة العمومية، افتتحه كل من مدير الكتاب والمطالعة العمومية ومدير دائرة تطوير الفنون وترقيتها، ليلقي ميهوبي كلمة حول القطاعين، قبل أن يفتح باب النقاش أمام الحضور.
المكتبات تتعامل بمنطق بيروقراطي
في مستهل حديثه، اعتبر ميهوبي أن المكتبات “ليست على القدر الذي نأمله ونتمناه... يفترض أن تكون وظيفتها أكبر مما هي عليه الآن، وهي تتعامل مع المحيط بمنطق بيروقراطي بحت، بمنطق الوظيفة لا المهمة”.
وأكد الوزير، أن المكتبات هي رمز السيادة الثقافية والفكرية في أيّ بلد، لأنها تدير أداة التنوير والتثقيف والتربية والوعي وهي الكتاب. فالكتاب ليس مجرد صفحات منمّقة نضعها في الرفوف، إنما يجب أن نبحث عن الوسائل القادرة على إيصالها للناس. والكتاب أساس المعرفة، وهناك الآن أساليب متطورة في تطوير كيفية القراءة... “نحن نمتلك الأدوات لتفنيد مقولة إن الجزائري لا يقرأ، ولكن هل نقوم بذلك فعلا؟”، يتساءل الوزير، الذي أضاف أن مجموع الكتب التي نتوفر عليها لم تصل بعد إلى مليوني نسخة وتساءل عن نصيب المواطن منها.
واعتمادا على الأرقام التي قدّمها مدير دائرة الكتاب حسان مرموري، أشار ميهوبي إلى أن عملية حسابية بسيطة تعطينا نسبة 0.05 من المائة للفرد الجزائري، أي أن المكتبات “لا تتوفر على كم يسمح بالقول إننا وضعنا المواطن على خط الاطلاع... وحتى هذا الرقم ليس مفعّلا في الميدان... عدد المنخرطين في المكتبات لا يتجاوز 70 ألفا في بلد به 40 مليون نسمة، بينما يفترض أن يكون هذا الرقم في 4 أو 5 مكتبات... هذه الأرقام غير مقبولة تماما... لقد نجحنا في تغطية أغلب التراب الوطني ولكن الفعالية هي دون ما نأمل”، يقول ميهوبي.
وأضاف الوزير، أن دور المكتبة اختلف تماما عمّا كان في السابق، وتحوّل إلى الدور التربوي التثقيفي والتكويني، وتنظيم الورشات وتلقين الأطفال فن القراءة والكتابة. فالمكتبات مطالبة، بحسبه، بأن تخرج من الجدران إلى المحيط، ومحيطها الأساسي هو الفضاء التربوي من أطفال المدارس والأطوار المختلفة، الذين يجب الاقتراب منهم، خاصة وأن التعاون بين القطاعين ينطلق أساسا من المكتبات.
وسأل ميهوبي: “كيف نجعل من المكتبة العمومية فضاءً لأبناء المدارس؟” وأمر بمنح بطاقات مجانية لكل الأطفال بكل استثناء، “بل يجب أن نحتّم عليهم البطاقات ونستعمل أسلوب الإكراه لتحبيب الأطفال في القراءة”. واستشهد الوزير، بزيارة ميدانية وجد فيها أن إحدى المكتبات لا تضمّ سوى 17 منخرطا منذ افتتاحها قبل 3 سنوات، وأن عدد العمال أكبر من عدد المنخرطين، وهو الأمر الذي رفضه ميهوبي جملة وتفصيلا.
الاعتماد على النصوص المسرحية الجزائرية
بخصوص الشقّ المتعلق بالمسرح، أشار ميهوبي إلى أنه القطاع “الأكثر نشرا للشكاوى عبر وسائل الإعلام”. وأكد على الاعتزاز بالمسرح الجزائري، الذي قدم الكثير وشرّف الجزائر في الكثير من المحافل، وهو يخوض تحدّيا في تطوير نفسه، بينما نجد بالمقابل تناقصا في الإمكانات، الأمر الذي لا يمس قطاع الثقافة وحده، فكل قطاعات الدولة تعرف تراجعا في الموارد المالية.
«المسرح عليه أن يشدّ الحزام”... يؤكد ميهوبي، مضيفا أن هذا لا يعني التخلي عنه، بدليل المحافظة على مهرجان المسرح المحترف والمسرح الدولي ببجاية، “نحن نحافظ على أشكال التعبير الثقافي في الجزائر ونحافظ على التظاهرات الناجحة... لقد أنتجنا مئات المسرحيات دون أن نتذكر واحدة منها.