النوعية رهان يجب كسب أمام منافسة حادة
أثارت جمعية النساء الجزائريات رئيسات المؤسسات، تحديات التصدير خارج المحروقات في نقاش ساخن سلط الضوء على آليات وتدابير تحفيز التصدير والدور الذي يمكن أن تلعبه الدبلوماسية الاقتصادية في ترقية التصدير وتفعيل المبادلات التجارية، والتوجه نحو الأسواق المغرية والقريبة على مستوى القارة السمراء، وراهن المشاركون على الدور الذي يمكن أن تخوضه المؤسسة الإنتاجية كمحرك جوهري للتنمية، واشترطوا تهيئة الأرضية عبر انتهاج استراتيجية تصدير دقيقة وتكوين الموارد البشرية وتهيئة المنتوج والرفع من سقف جودته.
نظمت الورشة بالشراكة مع جمعية نساء الأعمال بألمانيا في إطار برنامج “جي. بي. بي”، الذي مثلته فاطمة غيليانو رئيسة المشروع للمنطقة، والذي يشمل كل من الجزائر وتونس ومصر ولبنان.
لم تخف رئيسة جمعية النساء الجزائريات رئيسات المؤسسات نعناعة وناني، أن الأزمة الاقتصادية الراهنة، تعد فرصة ذهبية للتخلي عن التبعية النفطية والتوجه نحو تنويع الاقتصاد الوطني، من خلال التصدير، وكل ذلك لن يتحقق حسب تقديرها، دون أن تلعب المؤسسة الإنتاجية دورها.
لذا حان الوقت من أجل إحصاء المؤسسات الناشطة في مجال الصناعات الغذائية، كونها واعدة جدا لتصدر نحو الخارج، ولاستحداث العدد الذي تحتاجه الجزائر، لتغطية الطلب الخارجي وخوض غمار المنافسة الخارجية، وبعد إشادة رئيسة الجمعية وناني بالإمكانيات المادية الكبيرة التي تتمتع بها الجزائر، يضاف إليها الثروة البشرية ومراكز التكوين والجامعات ومخابر البحث وما إلى غير ذلك. ووصلت رئيسة جمعية النساء الجزائريات رئيسات المؤسسات إلى قناعة أن الآلة الإنتاجية والنسيج المؤسساتي الاقتصادي محرك النمو في ظل اضطراب السوق النفطية، ولفتت النظر إلى ضرورة التعجيل للاستعداد الحقيقي للتصدير نحو الاسواق الافريقية من خلال الرفع من تنافسية المنتوج والتقليص من كلفته، عن طريق الشروع من محطة تحديد ماذا نصدر والأسواق المستهدفة وكيفية تبسيط عملية التصدير.
من جهتها السيدة ياسمينة طايا مصدرة سابقة ومستشارة، راهنت على التعاون مع دول المغرب العربي، في ظل حضور جمعية نساء الأعمال التونسيات، حتى تتشكل قوة اقتصادية لاقتحام الأسواق الخارجية، وحول إشكالية ما هي آفاق التصدير في الجزائر والطرق التي ينبغي إتباعها؟، ذكرت طايا في هذا السياق أن للجزائر مكانة إستراتجية في المنطقة، خاصة بتواجدها في قلب إفريقيا وأسواق دول القارة السمراء جد قريبة منها، في ظل وفرة الإمكانيات والتقنيات، للتخلص من قبضة الاستيراد.
وتحدثت طاية انطلاقا من خبرتها الطويلة في مجال التصدير والتي ناهزت العقدين من الزمن، حيث أكدت أنه يستحيل أن يأتي التصدير هكذا بشكل فجائي، كونه يحتاج بالفعل إلى إستراتجية حقيقية ودقيقة، وقدمت عدت اقتراحات من بينها، التوجه نحو التكوين والاعتماد على الدراسة السوسيولوجية للسوق، الذي نود اقتحامه والاعتماد على الابتكار لفرض المنافسة القوية ومواجهة المنافسة الخارجية الشرسة، ونوهت كثيرا بوفرة معظم الميكانزمات وكذا أسرار النجاح، ودعت في هذا المقام إلى أهمية تكوين فئة الشباب وتهيئتها.
في حين رافد عبد القادر الأمين العام لـ«أنيكسال” وقف على التحرك الموجود على مستوى وزارة التجارة، لأخذ بعين الاعتبار لمطالب المصدرين لتجاوز أي عراقيل قد تواجههم وتسريع وتيرة التصدير وتشجيع المنتجين للتوجه نحو أسواق خارجية، حيث لم يخف وجود خلية استماع على مستوى وزارة التجارة، قال أنها التقت عدة مرات بالمصدرين وتمت الدراسة التقنية والقانونية والإدارية لإجراءات عملية التصدير، ثم في لقاء آخر تم تحديد المشاكل ومواقع الانسداد، الذي ذكر أنها عديدة، ومطروحة على مستوى المؤسسة وحتى على صعيد البنوك، وحتى في مجال النقل.
وتتطلع النساء التونسيات سيدات الأعمال المشاركات في الورشة إلى بناء شراكة مع نظيراتهن الجزائريات، حيث ذكرت سيرين دينسي رئيسة الغرفة الجهوية لصاحبات المؤسسات بتونس أنهن يعكفن على الاتفاق من اجل التوصل إلى تحقيق توأمة بهدف تبادل الخبرات في مجال السياحة والخدمات والصناعة ومن حيث المعلومة، واغتنمت الفرصة لتشيد بدور الجزائريين في مساندة التونسيين.
يذكر أنه توجت بجائزة الجمعية لهذه السنة وكأحسن امرأة سيدة أعمال لعام 2016 السيدة أمال سحور صاحبة مؤسسة خاصة (سوكوفال) مختصة في تحويل وتعبئة وتصدير التمور بفضل ما حققته من نجاحات من خلال اقتحامها لأسواق العديد من الدول في مختلف القارات. ويعود تاريخ إنتاج هذه الجائزة الرمزية والتشجيعية إلى عام 1993.