أسماء عديدة متداولة لخلافة المدرب رايفاتس على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني منذ استقالة التقني الصربي على خلفية ما حدث بعد المباراة الأخيرة لـ «الخضر» في إطار تصفيات كأس العالم 2018 أمام الكاميرون.
تقريبا في كل لحظة نسمع اسم جديد يطرح على الطاولة والقائمة أصبحت طويلة جدا وغير منطقية، بالنظر للعدد الهائل من التقنيين الذين لا يحملون نفس الامكانيات التي يريدها رئيس الفاف محمد روراوة .. هذا الأخير الذي أكد أن المدرب القادم للمنتخب الوطني من الممكن جدا أن يعرف قبل المباراة القادمة لـ»الخضر» أمام نيجيريا، وتنقل يوم أول أمس إلى باريس من أجل التفاوض مع بعض الأسماء التي يراها قادرة على قيادة الفريق الوطني في ما تبقى من تصفيات المونديال وكذا الدورة النهائية لكأس افريقيا 2017 بالغابون.
ويبدو أن المدرب القادم للمنتخب الوطني سيكون من المدرسة الفرنسية أو البلجيكية، بالنظر لما حدث مع المدرب رايفاتس أين كانت المشكلة الرئيسية متعلقة بـ»الاتصال»، أي عدم قدرة المدرب السابق للفريق الوطني التحدث بطريقة سلسة مع اللاعبين، الأمر الذي أثر على العلاقة بينهما .. إلى جانب تصريح روراوة الأخير الذي أكد فيه أن المدرب القادم سيكون يتمتع بخبرة كبيرة من ناحية الاتصال.
والاختيار سيكون بدقة لتفادي أي طارئ للحفاظ على الاستمرارية في الطاقم الفني، الذي بالرغم من بقاء أعضاء الطاقم، إلا أن المدرب الرئيسي تغيّر مرتين في فترة قصيرة.
الخبرة في الاتصال ...
فبعد أن بحث رئيس الفاف على مدرب لديه خبرة في القارة السمراء واستقدامه رايفاتس، يبدو أن العملية لم تكن ناجحة من حيث الاتصال الذي يعتبر نقطة رئيسية في شرح العديد من الأمور من الناحية المعنوية .. بالرغم من أن أغلب الاختصاصيين يؤكدون أن «لغة كرة القدم هي لغة عالمية».
وبالتالي، فإن الأسماء المرشحة لتدريب المنتخب الوطني قد تجمع بين الخبرة الدولية والتحدث باللغة التي يتقنها لاعبينا، ولهذا فإن الاتصال بالمدرب بول لوغوان تم على هذا الأساس أين أكدت العديد من المصادر أن المدرب الفرنسي تلقى اتصال مع رئيس الفاف كأول تقني لأخذ زمام الأمور، لا سيما وأن لوغوان سبق له وأن درب أندية فرنسية وعمل بالقارة السمراء مع منتخب الكاميرون الذي قاده في مونديال جنوب افريقيا، وعمل لسنوات عديدة بمنتخب سلطنة عمان، أين كانت نتائجه محترمة.
ويبدو أن لوغوان قد يكون المدرب القادم للمنتخب الوطني، ولو ام أسماء عديدة تمّ تداولها بصفة مستمرة، على غرار المدرب ألان بيران الذي يعرفه الجمهور الجزائري كونه درّب بعض اللاعبين الجزائريين وكان وراء انتقال كل من الدوليين السابقين رفيق صايفي وفريد غازي إلى نادي تروا الفرنسي عندما كان مدربا لهذا النادي .. ولديه خبرة دولية كذلك في الخليج العربي.
ومن جهة ثانية، قد تكون المدرب البلجيكي مارك فيلموتس ورقة أخرى ممكنة كونه سبق وأن عرض عليه تدريب الفريق الجزائري من جهة، ومن جهة أخرى يوجد بدون فريق بعد أن غادر المنتخب البلجيكي، ولديه خبرة معتبرة كلاعب ومدرب .. وتكون مطالبه المالية الكبيرة هي المشكلة الوحيدة التي وقفت دون مجيئه في وقت سابق.
ويمكن القول إنه سبق لمدربين بلجيكيين أن دربوا «الخضر» على غرار ليكنس وواسيج، ونجح الأول في مهمته .. في حين أن الثاني غادر منصبه بعد أشهر قليلة.
لوغوان، كوربيس، ألان بيران ،غارسيا و فيلموتس...
كما أن المدرب الفرنسي رولان كوربيس صرّح مباشرة بعد ذهاب رايفاتس أنه مهتم بمهمة قيادة المنتخب الجزائري، بعدما كان قد شغل في السنوات الماضية بالجزائر ضمن نادي اتحاد العاصمة الذي توّج معه بلقب كأس الجزائر .. وبالرغم من أنه يفتقر لخبرة دولية كبيرة كمدرب، إلا أن «امكانياته» من الناحية الفنية والاتصال كبيرة ويعرف بشكل جيد طريقة تحفيز اللاعب الجزائري.
في حين أن الصحافة الايطالية كانت قد تحدثت عن اتصال روراوة بالمدرب السابق لنادي روما رودي غارسيا، هذا المدرب الفرنسي الذي سبق له وأن درّب نادي ليل بشكل موفق وقام بعمل جاد في روما الايطالي، ويوجد حاليا بدون فريق .. والورقة التي يعتمد عليها أنه جد شغوف لعمله ومصمم على بلوغ الأهداف التي يسطرها . . ودخل المدرب البوسني سافيت سوسيتش هذه القائمة أيضا وذكر اسمه في بعض وسائل الاعلام دون أن يؤكد المعني أي اتصال من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.
بلماضي ورقة ممكنة، لكن...
ومن جهة أخرى، يبدو أن الخيار المحلي بعيد كل البعد على اهتمامات الفاف من خلال ذكر كل هذه الأسماء، بالنظر إلى عدم التطرق لأي اسم من أسماء المدربين المحليين، ما عدا بلماضي الذي بإمكانه حمل هذه المهمة بالنظر لخبرته الدولية كلاعب ومدرب للمنتخب القطري .. وبعض المصادر أشارت إلى امكانية عودة سعدان لوقت قصير قبل «العثور» على مدرب بإمكانه الوصول إلى أهداف المنتخب الوطني .. لكن هذه النقطة بعيدة عن الاستراتيجية الحالية للفاف..
وللحديث عن نظرة الاتحادية، فمن المرجح أن لا يكون المدرب القادم للمنتخب الجزائري ضمن كل الأسماء المذكورة، لا سيما بعد تعيين رايفاتس الذي لم يتحدث عنه أي واحد قبل الإعلان عن اختياره .. ولذلك، فإن روراوة يكون قد وضع «ورقة الطريق» التي تمكّنه من الوصول إلى الاسم الذي تريده الفاف، خاصة وأنه يتوفر على قائمة كبيرة من التقنيين وهذا ما ظهر في تصريحه الذي قال فيه أن المدربين هم الذين يريدون تدريب المنتخب الجزائري بالنظر لمستواه الحالي.
العودة في المنافسة ضروري
والشيء الذي يطبع اختيار الناخب الوطني الجديد الذي قد يكون في بحر هذا الأسبوع، هو ضيق الوقت مقارنة بالمواعيد التي تنتظر «الخضر» الذين سوف يواجهون نيجيريا قبل أقل من شهر .. وبالتالي ضرورة جلب الأحسن من كل النواحي لتمكينه من معرفة كل الأمور المتعلقة بالمنتخب الوطني وتحضير الخطة المناسبة في المباراة القادمة لتدارك الموقف في تصفيات المونديال، كون المدرب القادم سوف يتوفر على 4 أيام فقط لتحضير التشكيلة في مباراة مصيرية .. ولهذا يؤكد بعض الاختصاصيين على ضرورة ابقاء الثنائي نغيز ـ منصوري لقيادة الفريق الوطني إلى نيجيريا لأن الوقت غير كاف لقدوم مدرب عليه اكتشاف امكانيات الفريق واللاعبين عن قرب لمدة قصيرة .. وبالتالي التريث لاختيار تقني من طراز عال لكأس افريقيا القادمة ومواصلة التصفيات المونديالية بعد الموعد القاري بهذا التقني كذلك.
ويكون رئيس الفاف في سباق مع الزمن لحسم مسألة الناخب الوطني في أقرب وقت مع وضع كل الإمكانيات لذلك، لأن التقني من طراز عال يتطلب امكانيات كبيرة التي تسمح بالوصول إلى الأهداف المسطرة وفي مقدمتها التأهل إلى كأس العالم للمرة الخامسة والثالثة على التوالي.
فبالرغم من التعثر في المباراة الأولى أمام الكاميرون، إلا أن عديد التقنيين يؤكدون أن الحظوظ مازالت قائمة بوجود 15 نقطة على الطاولة.. والعودة بنتيجة ايجابية من نيجيريا سوف تغيّر أشياء كثيرة في مسار «الخضر»، لا سيما وأن جل اللاعبين أكدوا أنهم سيعودون بفوز من نيجيريا بعدما حدث بعد مباراة الكاميرون ..