طباعة هذه الصفحة

جسّـدت الترابـط القـوي بين الجزائر وفلسطـين

إرث إعلامي مليـــئ بقيم التضامــن والكفـاح التحــرري

حمزة محصول

آثرت سفارة دولة فلسطين بالجزائر، تنظيم تأبينية الصحافية الراحلة آمال مرابطي، بمقر جريدة “الشعب”، وإهداء أسرتها حفنة من تراب القدس الشريف وحجارة الأراضي الفلسطينية، كعربون وفاء للفقيدة التي ناضلت بقلمها من أجل القضية المركزية للأمة العربية وتحرير آلاف الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
المكانة التي صنعتها الفقيدة الصحافية مرابطي لنفسها في قلوب الفلسطينيين، بأسراهم ومحرريهم من سجون الاحتلال، جاءت نتيجة إيمانها العميق بنبل كفاحهم ضد الكيان الصهيوني والتزامها بالنضال إلى جانبهم بأقوى ما تملك، فكان بيدها سلاح القلم الذي سخرته للمرافعة لحرية الأسرى المعتقلين ظلما وتعسفا وإسماع صوتهم عبر صفحات جريدة «الشعب» ومختلف الوسائط الإعلامية الأخرى.
إخلاص الزميلة أمال مرابطي لقضية فلسطين، قابله وفاء السلطة الفلسطينية والمنظمات المدافعة عن حقوق الأسرى والجالية الجزائرية بفلسطين، حيث أقاموا تأبينيتها الأولى بغزة، شهر أوت الماضي، والتي عرفت مشاركة واسعة وإشادة كبيرة بالتضامن الثابت للفقيدة معهم.
وعملت السلطة الفلسطينية، عبر سفيرها بالجزائر لؤي عيسى، على تكريم روح الراحلة بالمساهمة في تنفيذ وصيتها وإحضار حفنة من تراب القدس ونثره على قبرها، مثلما قدمت هدايا رمزية لعائلتها التي حضرت التأبينية المقامة، أمس، بمقر جريدة “الشعب”.
يرى الفلسطينيون في أمال مرابطي، مثالا أبديا يحتذى به في التضامن مع قضيتهم العادلة ومقاسمتهم الهموم والمآسي التي يكابدونها منذ عقود في ظل صمت وتواطؤ دولي فاضح.
يعتبرونها أنموذجا مثاليا يجسد إخلاص الجزائر الدائم لفلسطين، خاصة وأنها من الثوابت الأساسية للسياسة الخارجية الجزائرية والتي تحظى بدعم ومساندة شعبية مطلقة، فالشعب الجزائري لا يرى إلا استقلال فلسطين دولة كاملة السيادة على كل شبر من ترابها وعاصمتها القدس الشريف، ويحمل همّ الشعب الفسلطيني في قلبه وعقله ولا يخلو فضاء أو مناسبة في الجزائر من علم فلسطين وشعاراتها.
ولا يضيع قادة النضال الفلسطيني، فرصة للتذكير بالثورة الجزائرية الملهمة وتضحيات الشعب الجزائري ضد الاستعمال ويؤكدون أنها مصدر إلهام يغذي الثبات على المقاومة والصبر والنفس الطويل في المعركة الدبلوماسية التي تخوضها في جبهات المحافل الدولية.
لقد غادرت أمال مرابطي وتركت خلفها إرثا إعلاميا مليئا بقيم التضامن مع المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ودعم الكفاح التحرري الطويل، ونجحت في أن تجسد الترابط بين الجزائر وفلسطين بأقوى معانيه.