طباعة هذه الصفحة

مليـــون تحيـــة..

سعيد بن عياد
07 أكتوير 2016

كسّرت رفات عظماء المقاومة الشعبية للوجود الاستعماري الفرنسي جدار الصمت لتطارد ضميره الميت إلى الأبد. وبرزت إلى السطح من جديد مسألة جماجم أولئك الشرفاء الذي حافظوا على جذوة المقاومة لتلتهب عبر تعاقب الأجيال كلما حاول الغزاة إخمادها حتى أثمرت ثورة نوفمبر التي اقتلعت الغزاة من أرض الجزائر.. من شريف بوبغلة (محمد الأمجد عبد المالك) وأبرز مساعديه عيسى الحمادي والشيخ بوزيان زعيم مقاومة الزعاطشة إلى سي مختار بن قويدر التيتراوي مرورا بمحمد بن علال بن مبارك مساعد الأمير عبد القادر الذين تسبح أرواحهم في سماء الجزائر الحرة ينطلق صوت مكسرا أقفال خزائن تحتفظ بجماجمهم الغالية.. إن الإدارة الاستعمارية البغيضة التي نكلت بجثث أولئك الأبطال ثم قطع جنرالاته المجرمين رؤوسهم ليسرقوها في مخطط النهب الشامل محاولة منهم إزالة آثار الجرائم المصنفة ضد الإنسانية، تفاجأ اليوم بعودة ضحاياها.. كيف لا و 37 جمجمة لأبطال تصدوا لحملات الغزو الفرنسي مباشرة مع نزول أول محتل على أرض الجزائر في 1830 تمثل شوكة في حلق أحفاد تلك الإدارة ومن بينه من يواصل التنكيل بالرفات والعبث بها.. ونحن نتذكرهم اليوم، لعل أفضل تكريم لأولئك الأشاوس «الفحولة» الذين وقفوا بصدور عارية وبوسائل بسيطة لمقارعة جيوش الاحتلال الجرارة فتحملوا المصاعب وعانوا من التعذيب والتنكيل أن يقف جمهور ملعب الشهيد تشاكر بمناسبة مقابلة الجزائر والكاميرون دقيقة صمت في رمزية للترحم على رجال باعوا كل ما لديهم من أجل أن لا يتسلل الخضوع إلى أحفادهم.. إنها مناسبة يتابعها العالم لتكون محطة يعبر فيها عن رسالة قوية تتضمن اعتزازا بالانتماء للأجداد من قادة المقاومة الشعبية وإنصافا لهم في وقت لا تزال جماجمهم أسيرة جلاديهم الذين يخشون من تحرير التاريخ وإخراجه من خزانات هي وصمة عار في جبين أصحابها.. فليترحم كل جزائري حر على أرواح من سطروا منذ البداية أولى خطوات المقاومة ليعبدوا الطريق أمام أجيال تعاقبت على حمل مشعل الحرية.