حضور مميز، وجمهور يصنع الفرجة خارج قاعة مجوبي
16 دولة عربية وأوروبية حطت رحالها بجوهرة الشرق بونة، لتشارك الجمهور العنابي وفنانو الجزائر تظاهرتهم السينمائية، ألا وهو «المهرجان الدولي للفيلم المتوسطي» الذي تحتضنه عنابة للمرة الثانية، بعد أن راهنت على استمراريته، ورفعت التحدي ليبقى بين أحضان عشاق الفن السابع بهذه المدينة، والتي عاد إليها بعد عقود من الغياب.
جمهور غفير اكتظت به أول أمس الخميس ساحة الثورة أو «الكور» بعنابة، حيث كان في الموعد ليشارك عنابة مجدها وتألقها السينمائي، وعلى وقع البارود والزرنة وفي حدود الساعة الرابعة مساء بدأت نفحات «مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي» بالمسرح الجهوي «عز الدين مجوبي» تتراءى وسط زغاريد النسوة وتصفيقات الجمهور ورقصات الشباب، الذين كانوا ينتظرون هذا الموعد بفارغ الصبر للتعرف على أحدث الأفلام السينمائية العالمية.
نخبة من نجوم الفن الجزائري أناروا ساحة الثورة بحضورهم، حيث لم يفوتوا فرصة المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية والفنية، أملا في مواصلة إحيائها والنهوض بها، وجعلها من بين المهرجانات العالمية الكبرى التي تفتخر بها الجزائر.
فنانون أيضا من خارج الوطن لبوا دعوة الجزائر، ليتوافدوا على مسرح مجوبي، وصنعوا الفرجة مع الجمهور العنابي، حيث انبهروا بحضوره الكبير والجو المرح الذي صنعوه مع الأهازيج الفلكلورية.
وداخل قاعة «عز الدين مجوبي» التي اكتظت عن آخرها، أعلن رسميا عن انطلاق مهرجان الفيلم المتوسطي في حدود الساعة السابعة مساء، حيث افتتحت الفعالية بكلمة لمحافظ التظاهرة السعيد ولد خليفة الذي أشاد بجهود والي عنابة يوسف شرفة الذي رافقهم خلال تحضيراتهم لهذه الفعالية السينمائية الكبرى، مشيرا إلى أن الثقافة هي المكسب الوحيد الذي يستمر.
وقال إن مهرجان الدورة الثانية يأتي ثريا من ناحية الحضور والندوات والأفلام التي ستعرض، وأيضا من خلال الفضاءات الجديدة التي تعززت بها ولاية عنابة، على غرار إعادة فتح «السينماتك» أمام رواد السينما، مضيفا في آخر كلامه أن ما يمكن تقاسمه مع ضيوف المهرجان هو «حب السينما».
من جهته والي عنابة يوسف شرفة أكد حرص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على تشجيع العمل الثقافي كأطروحة فاعلة في النهوض بالتنمية المستدامة، مشيرا إلى أنهم قاموا بتوفير مختلف الإمكانيات الضرورية، بما في ذلك تهيئة فضاءات العرض، بإعادة فتح قاعة «السينماتك».
وأضاف بأن هذه اليوميات بمجالها الفني المفتوح على التبادل والتواصل، هي فرصة سانحة للاستمتاع بجماليات الصورة الغنية بالقيم الإنسانية، مشيرا إلى أن المهرجان سيعرف بعدا جماهيريا كبيرا، والذي سيتفاعل مع مختلف العروض السينمائية، والتي ستجعل من مدينة عنابة قبلة للسينمائيين ومحبي الفيلم السينمائي، وهي بذلك جديرة بأن تكون واجهة منفتحة على الإبداع السينمائي المتنوع.
«أنا جزايري» تمتع الحضور
«فرقة الراي» كان لها حضور قوي على خشبة المسرح، حيث أضفت نوعا من الفرجة وأمتعت الحضور وهي تؤدي أغنية «أنا جزايري» التي ألهبت جمهور القاعة، وهي فرقة شابة تنوعت موسيقاها بين الفلامنكو والشعبي، وشاركت في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية.
التظاهرة السينمائية للفيلم المتوسطي انطلقت بعرض الفيلم الإيراني «ناهد» على اعتبار أن إيران ضيف شرف الطبعة الثانية من الفعالية، حيث وقف الجمهور العنابي ليلة الافتتاح على جديد وروائع سينما بلاد الفرس من خلال هذا الفيلم الذي يسلط الضوء على واقع المرأة في إيران والتي لا تتمتع بحقوقها الكاملة، حيث أعطت «ناهد» صورة عن المرأة التي تعيش الضياع بعد طلاقها لتجد نفسها مسؤولة عن طفل وهي لا تملك قوت يومها.
ليسدل بعدها الستار على السهرة الافتتاحية في انتظار استمتاع الجمهور ببقية العروض من 16 دولة على غرار الجزائر، تونس، المغرب، فلسطين، اسبانيا، تركيا، مالطا.. ليتنافسوا على جائزة العناب الذهبي.
أصداء
- عرف اليوم الأول من الفعالية حضور نخبة كبيرة من نجون الفن الجزائري، حيث كانوا في الموعد على غرار محمد عجايمي، فتيحة سلطان، بهية راشدي، حمدي بناني، حسان زيراري وآخرون..
- غاب عن الدورة الثانية للمهرجان نجوم الوطن العربي، حيث لم تسجل التظاهرة أي اسم لفنان شهير، على غرار الطبعة الأولى التي شهدت حضورا قويا لأسماء لامعة، وهو ما جعل الجمهور يتساءل عن غيابهم في ظلّ تحفظ محافظة المهرجان عن الإجابة.
- بمجرد الاعلان عن مشاركة دولة فلسطين بفيلمين، اهتزت القاعة تصفيقا من قبل الجمهور الحاضر تكريما لهذا البلد الشقيق.
- التقديم وعلى غرار السنة الماضية، والذي كان مليئا بالهفوات، كان في المستوى، حيث تحكمت منشطة المهرجان في التقديم، سواء من ناحية اللغة أو تقديم الضيوف وأسماء المشاركين خاصة منهم الأجانب.