طباعة هذه الصفحة

«الخضر» في مواجهة «الأسود الجموحة» في قمة قارية مميّزة

حلم المونديال الخــــامس ينطلق غــدا من «تشاكر»

حامد حمور

يبدأ المنتخب الوطني رحلة تحقيق حلم حضور المونديال الخامس له والثالث على التوالي غدا في قمة حقيقية أمام أحد المنتخبات القوية على الساحة القارية وهو الكاميرون الذي سبق له و لأن شارك عدة مرات في كأس العالم.
فالفوج الذي وقع فيه «الخضر» يتطلب التركيز طيلة المقابلات المبرمجة بوجود نيجيريا وزامبيا كذلك .. وبما أن كل الاختصاصيين يعتبرون أن البداية لها تأثير تقني وبسيكولوجي على بقية المشوار في التصفيات، فإن ذلك يجعل مباراة يوم الأحد جد هامة بالنسبة لأشبال المدرب ريفاتس الذين يسعون لتحقيق أفضل بداية ممكنة لهم وهي الفوز.
وسيكون مرة أخرى الموعد بملعب مصطفى تشاكر الذي سوف يستقبل جمهورا غفيرا لدفع زملاء فغولي نحو الأمام والسير في منحى الانتصار لاستمرار التصفيات بكل قوة.
«تكذيب» الاحصائيات ...
وشاءت الصدف أن يقع الفريق الجزائري أمام أحد المنتخبات التي لم يتمكن في أية مرة الفوز عليه في منافسات رسمية، أين كانت الغلبة لـ «الأسود الجموحة» أو التعادل في المواجهات التي جرت بين الفريقين اللذان يمثلان «القوة الضاربة» للكرة في القارة السمراء. وبالرغم من صعوبة المهمة، إلا أن عدة معطيات تصبّ في صالح المنتخب الجزائري الذي ستكون له الفرصة للاستقبال في عقر داره في انطلاقة التصفيات، وهذا أمر مهم للغاية لأن التحضير لهذا الموعد يتم في ظروف أحسن بوجود معظم اللاعبين المعنيين بالموعد. وبما أن «الخضر» يلعبون بالبليدة، فإن التركيز سيكون أكثر على الناحية الهجومية بتأمين فعالية في الخط الأمامي، خاصة بوجود ثنائي نادي ليستر محرز ـ سليماني اللذان بإمكانهما الوصول إلى شباك الحارس الكاميروني، كما جرت العادة في أغلب المقابلات التي تجري بـ «تشاكر» إلى جانب «توظيف» امكانيات الهداف سوداني العائد بقوة إلى شباك المنافسين في المدة الأخيرة .. وسيعتمد الناخب الوطني على اللاعبين الأكثر جاهزية في وسط الميدان بوجود لاعبين ذوي خبرة في مثل هذه المواعيد على غرار تايدار، مسلوب في الاسترجاع، وبراهيمي مع فغولي لتنشيط الهجوم، ولو أن لاعب مونبليه بودبوز مرشح للعب المباراة بالنظر لوضعية فغولي العائد من إصابة، وكذا اللياقة الممتازة لبودبوز منذ بداية الموسم.
تغييرات مرتقبة في وسط الدفاع...
في حين أن المشكل قد يظهر في الدفاع، لا سيما في وسطه بعد إصابة بلقروي، الذي سيغيب عن المباراة، مما يدفع رايفاتس الى الاستنجاد بثنائي في وسط الدفاع المشكل من مجاني وكادامورو، ولو أن هذا الخيرة لم يلعب عدة مقابلات مع المنتخب الوطني، لكن الظروف الحالية تجعله أقرب إلى أخذ مكانه في وسط الدفاع.. ويمكن القول إنه يلعب باستمرار مع ناديه السويسري. وكانت الجهة اليمنى من الدفاع نقطة ضعف في المباراة الماضية للمنتخب الوطني باعتماد المدرب على مهدي زفان الذي قد يترك مكانه لخوالد في حالة عدم جاهزية لاعب ران الفرنسي كونه ليس أساسيا مع ناديه .. ومن الجهة اليسرى، فإن غولام سوف يأخذ مكانه كأساسي بالرغم من أنه ضيع بعض الحصص التدريبية الأولى في تربص سيدي موسى قبل موعد الكاميرون، خاصة وأن رايفاتس يعتمد عليه حتى من الناحية الهجومية. وطرحت عدة أسئلة حول حراسة المرمى وعدم إيجاد الحارس مبولحي لأي نادي منذ انطلاق الموسم، لكن كل المعطيات تصبّ في النقطة التي تؤكد أن مبولحي سيكون أساسيا بالنظر لخبرته في مثل هذه المواعيد، وكذا تواجده منذ عدة أيام بمركز سيدي موسى لإجراء تحضيرات خاصة، التي تمكنه من التواجد في لياقة تسمح له باللعب بدون أي أشكال .. كون تأثيره كبير على المدافعين من حيث إعطائهم نصائح في التمركز. ولهذا، فإن دخول عسلة وكذا الحارس الذي تمّ استدعاءه لأول مرة رحماني أساسيا سوف يتأجل إلى موعد آخر، كون المباراة جد مهمة في مسار المنتخب الجزائري الذي عليه أن يضع كل الترتيبات التي تؤهله لانطلاقة مميّزة في هذا الموعد الهام في تصفيات المونديال.
رايفاتس .. بروس: رؤية مختلفة لأسلوب اللعب
وأهمية البداية تكمن في أن فريق الأسود الجموحة سوف يأتي الى الجزائر من أجل «عرقلة» طموح «الخضر» في هدفهم، لا سيما وأن مدرب الفريق الكاميروني هوغو بروس يعرف جيدا الكرة الجزائرية كونه عمل مع فريقي شبيبة القبائل ونصر حسين داي .. وحسب بعض التقنيين الذين عملوا معه، فإنه مدرب «يفكر» ألا في الطريقة الهجومية التي تمكن فريقه من الوصول إلى مرمى المنافس أينما لعب .. وبالتالي، فإن الحذر والحيطة لا بد منهما بالنسبة لأشبال المدرب رايفاتس .. هذا الأخير لديه فلسفة مغايرة تماما أين يعطي الأهمية لتوازن التشكيلة من خلال قوله إنه يفضل الفوز في عدة مقابلات بنتيجة هدف وحيد مقايل صفر أحسن من أن يفوز بمباراة واحدة بـ 5 أهداف. والجمهور بذلك سيكون على موعد مع خطتين متناقضتين في هذا الحوار الذي سيشد إليه أنظار كل عشاق الكرة الجميلة في القارة السمراء، لا سيما وأن أغلب المقابلات بين الفريقين كانت في القمة.