الترويـج للمأكولات الجزائريــة وكسبهـا العالميـة طموحـي
شابة تشع منها طاقة إيجابية وتبعث على النشاط وحب العمل، شخصية قوية، محببة وطموحة، تحمل حلمها في قلبها وتشق طريقها بثبات... هي «الشاف» نوال عماوي ضيفة “القوة الناعمة”، لهذا الأسبوع، زارتنا في مقر “الشعب”، لتقاسمنا تجربتها وذكرياتها وتطلعنا عن سر نجاحها في عالم الطبخ في هذا الحوار.
«الشعب”: لماذا مجال الطبخ بذات؟
نوال عماوي: بعد فترة من التكوين في مدارس جزائرية للطبخ، كمدرسة سبلي وبن بريم، وأخرى في مجال صناعة الحلوى وجدت نفسي قد ألممت تماما بهذا المجال وأصبحت شغوفة به ومنه صرت أبحث عن تطوير نفسي والذهاب بعيدا ولم لا تحدي الاختصاصين في المجال؟، فقمت بتكوين على مستوى فندق “السوفيتال”، بعدها شاركت في تحضير عديد الوجبات الكبرى الرسمية بعدة أماكن كإقامة جنان الميثاق.
كما استدعيت من طرف السفارة الإمريكية، بالاضافة إلى زملاء للمشاركة في تحضير حلوى الأعراس مع أحد أكبر الطباخين بأمريكا وهو داف قولدمن.
كما شاركت في “ذوق فرنسا”، العملية التي يطلقها الشاف الفرنسي العالمي المعروف آلان دوكاس، وكنت المرأة الجزائرية الوحيدة، بالإضافة الى زميلين جزائريين، تم اختيارنا مع 1000 شاف عبر العالم.
أنا اليوم عضو مؤسس ومنسق وطني ودولي لأكاديمية الطبخ الجزائرية، وعضو الاتحاد الإفريقي للطباخين وسفيرتها عبر العالم. كما أني عضو لجنة تحكيم ومستشارة في المجال.
عمل الشاف ليس سهلا، فهو عمل مرهق. في المقابل ماذا قدم لك هذا المجال؟
لقد فتح لي هذا المجال الباب واسعا نحو العالم، شاركت في عدة مسابقات عالمية، قدت أول فريق الجزائري للطهو في مشاركته في كأس العرب. كما كنت مناجير الفريق الوطني للخبازين قي المسابقة الإفريقية للخبازين التي جرت في المغرب، وأيضا سفيرة الطبعتين الأولى والثانية لصالون الشوكولاطة.
بالإضافة إلى عملي كشاف بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، أقدم عدة حصص تلفزيونية، وطنية وأجنبية، للتعريف وجعل العالم يكتشف التراث الجزائري في مجال الطبخ وهو مايزيد من شهرتي وشهرة المطبح الجزائري.
كما استدعيت، مؤخرا، للمشاركة في برنامج “مرأة المستقبل بالبحر الأبيض المتوسط” وقد تم اختياري من بين 950 ملف.
البرنامج يقدم بتعاون بين جامعة العلوم السياسية بباريس بستراسبورغ، حيث تمكنا بالإضافة لـ22 مرأة أخرى من كل أنحاء العالم3، منهن جزائريات، من الحصول على تكوين رفيع المستوى في حماية حقوق المرأة في مجال العمل.
هل ألهمت في هذا المجال بشاف معين أو مطبخ معين؟
أمي كانت ملهمتي ومن جعلني أحب الطبخ. نفَسُها في الأكل كان رائعا، كيما يقولو يدها بنينة، بالإضاقة إلى السيدة العيفاوي التي لطالما شجعتني... أما عن المطبخ فأنا أعشق المطبخ الجزائري وأغار عليه.
تخصصتِ في الطبخ الجزائري، فأين ترين التميز فيه وماذا يمكنك أن تقديمي من خلاله؟
أنا هدفي أن أجعل من المطبخ الجزائري عالميا وأنا ضد كل من يقول إنه مطبخ بيتي، فلدينا الكثير لنقدمه. على شباب اليوم، ممن يعمل في المجال، أن يؤمن بهذا ليستطيع التطور والمجابهة في الخارج، فأنت لن تقدم للأجنبي مطبخه فهو يعرفه أحسن منك، لكن التميز عندما تبهره بالجديد الذي لا يعرفه. كما قلت لك، أنا أغار عندما أرى ماذا يفعل جيراننا في تونس والمغرب للترويج لمنتوجهم ومطبخهم ونحن لا نقل عنهم في شيء، بلدنا كبير ونملك تنوعا كبيرا وكل منطقة لها تقاليدها، سواء في التحضير أو في التقديم. وأنا في كل مرة أشارك خارج الوطن، أحاول أن أبرز هذا الأمر وأقدم الوصفة الأصلية بعد أن أقوم بعديد البحوث.
في إحدى المرات قدمنا أكثر من 40 نوعا من الكسكسي وهو ما أبهر الجميع... كما ءني قدمت “الدرْسة”، وهي غير معروفة لديهم ويسألني كل المختصين عنها وأنا أحاول الترويج لها، كما يفعل التونسيون بـ “الهريسة”.
أنا أحاول أن أسوق للمطبخ الجزائري والمنتج الجزائري ومنه للسياحة الجزائرية، من خلال كل ما أقوم به، حتى باستعمال الفيس بوك، كما لا أنسى أن أحمل معي علم الجزائر، فهو يرافقني أينما حللت.
ما العائق بالنسبة لكِ في هذا المجال، خاصة وأنك امرأة، وهل فعلا تأهلت في مسابقة توب شاف “شاف العرب” ولم تتمكني من المشاركة؟
كامرأة فهم، طبعا، لا يرونك في منصب المسؤولية، رغم ما قد تقدمينه من عمل. أما في المجال عموما، فهو يعاني من عوائق كثيرة، خاصة في بلادنا. نحن نريد أن ينظم هذا المجال الذي يعتبر في دول أخرى مدرّا للأموال ويحظي باهتمام كبير، نبحث عن المرافقة والتأطير فنحن نمثل الجزائر حيثما ذهبنا.
كما نتمنى من الوصاية، أن تخصص جانبا من اهتمامها لهذا المجال وتقدم التسهيلات لمساعدتنا في العمل من خلال الترويج للاستثمار فيه من طرف جزائريين وسنّ قوانين تحميه من المتطفلين وتحمي تراثنا في الطبخ. لذا أتمني أن يكون هنالك مرجع يمكنك اللجوء إليه يؤرخ لهذا التراث ويمنع الاعتداءات الدائمة على الوصفات الأصلية.
ماذا عن مشاركتِكِ في “توب شاف”؟
عن مشاركتي في “توب شاف” هذا صحيح، لقد تأهلت لكني لم أستطع التخلي عن عملي، إذ لابد من البقاء في المسابقة لمدة 60 يوما وهو ما تعارض مع عملي في الخطوط الجوية الجزائرية... وأنا أتأسف لذلك.
مشاريعك المستقبيلة، هل من نشاط قريبا؟
أكيد، أنا دائما في نشاط وستكون لي مشاركة في لقاء المتوسط للطبخ التي ستقام بالمنستير في تونس من 14 إلى 16 أكتوبر الجاري والتي أمثل فيها الجزائر، حيث سيحضرها ألمع الطباخين العالميين ذوي النجوم، مثل الشاف البناني مارون شديد.
وسيقدم كل شاف خلال هذا اللقاء، مطبخ بلده والموروث الخاص به.
كما أعمل على إخراح الفيدرالية الجزائرية للطباخين إلى النور، بالتعاون مع زملاء في المجال.
ما سر هذا النجاح الذي يمكن أن تنصحي به شابات أخريات؟
أن تكون قوية والعمل بشكل جدي والالتزام، بالاضافة للثقافة العامة، خاصة القانونية، وهو ما يوفر لك الحماية ويضمن النجاح، فأنا اعتبرها بطاقتي الرابحة.
في الأخير ماهو حلم نوال؟
حلمي أن أعمل إلى جانب شاف صاحب نجوم، بالإضاقة إلى الترويج أكثر للمطبخ الجزائري.