اجتماعات لدول الجوار نهاية أكتوبر لدعم جهود حكومة الوفاق
قال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، أمس، أن الجزائر وليبيا عززتا جهودهما لمحاربة التنظيم الإرهابي “داعش” من خلال تنصيب لجان متابعة وتنسيق، وهو ما أكده وزير الخارجية الليبي محمد طاهر سيالة، حيث سيتم تحديث اتفاقيات موقعة سابقا في هذا المجال، مشيرا في سياق آخر حول زيارة السراج إلى فرنسا بأنها تشاورية، موضحا أن الجزائر تبقى اكبر بلد حليف يقف مع ليبيا.
أبدى مساهل تفاؤلا كبيرا بانفراج الأزمة الليبية بعد التنسيق المحكم بين البلدين لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب، الذي يمثل اكبر تحد تواجهه حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي، حيث نصبت الجزائر و ليبيا لجان دائمة لمتابعة تطورات القضية في الآونة الأخيرة.
وأضاف مساهل خلال ندوة صحفية عقدها، أمس، رفقة وزير الشؤون الخارجية الليبي محمد الطاهر سيرة بفندق الأوراسي بالعاصمة على هامش زيارة فائز السراج إلى الجزائر أنه تم تنصيب عدة لجان لمتابعة الوضع الأمني في ليبيا ويتصدر ذلك لجنة لمراقبة الحدود وتعزيز الجانب الأمني بين البلدين ومتابعة تحركات الإرهاب.
ويمثل ملف الإرهاب أولوية في التعاون الثنائي بين الطرفان وهو ما أكده مساهل الذي لم يستبعد التعاون في المجال العسكري في رده على سؤال حول إمكانية لجوء الجزائر إلى تدريب وحدات عسكرية ليبية، حيث ذكر الوزير بأن هناك عدة اتفاقيات في هذا المجال سيتم تحديثها خلال زيارة السراج.
وفي سؤال حول تمكن ليبيا من مواجهة تنظيم الدولة الإرهابي “داعش”، كشف وزير الخارجية الليبي أن التنظيم تكبد خسائر فادحة ولم يحتل سوى بنايات معدودة يتمركز بها ولا تتعدى 3 بنايات في حين كان يحتل مساحات كبيرة، موضحا أن عملية البنيان المرصوص وراء التضييق على التنظيم، مشيرا إلى أن العملية العسكرية هي ليبية بحتة.
كما أشاد رئيس الدبلوماسية الليبية بدور الجزائر المحوري في دعم بلاده لاسيما موقفها الثابت في الحوار السياسي بين الفرقاء.
وحول مدى إمكانية توصل الأطراف المتنازعة إلى حل توافقي قال سيالة الليبي أن حكومة بلاده تسعى إلى الاستفادة من تجربة الجزائر في مجال المصالحة الوطنية، مؤكدا انه تم تقديم الطلب رسميا للحصول على أدبيات التجربة وتطبيقها في ليبيا وذلك بعد إطلاق مبادرة السراج لكل الأطراف المتنازعة.
وفي ظل الجهود الدولية المبذولة أعلن مساهل عن اجتماع لدول الجوار الليبي تحتضن العاصمة التشادية أنجمينا الشهر الجاري، إضافة إلى اجتماع مماثل بادر به الاتحاد الإفريقي يضم خمس دول زائد دول الجوار سيتم عقده كذلك نهاية شهر أكتوبر الجاري، مؤكدا أن الحل السياسي هو الوحيد لاستقرار ليبيا.
بدوره رئيس الدبلوماسية الليبية أكد في هذا السياق تطابق وجهات النظر مع الجزائر تماما حول حل الأزمة التي طال عمرها بسبب تكالب الأطماع على حد تعبيره وبروز منطق المصلحة في أروقة المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الحل سيبقى شانا ليبيا داخليا.
وترفض الجزائر وليبيا التدخل الأجنبي رفضا قطعيا وهو ما أكده مساهل مشددا على ضرورة الحفاظ على استقرار البلد الذي يعني استقرار المنطقة بأكملها، وهو الطرح ذاته الذي أكده وزير خارجية ليبيا،
وأوضح محمد طاهر في هذا الشأن أن عدم استدعاء الجزائر إلى اجتماع باريس اليوم حول أزمة بلاده هو شان فرنسي ولا علاقة لليبيا بذلك، مؤكدا على متانة العلاقات بين البلدين ودور الجزائر في كل المبادرات التي يقوم بها المجلس الرئاسي الليبي لحل الأزمة.
وعن دور القائد خليفة حفتر في الأزمة الليبية قال سيالة انح فتر تم تعيينه من طرف مجلس النواب الليبي كقائد للجيش وفقا لقرارات نواب الشعب، موضحا أن عليه الامتثال للسلطة السياسية ممثلة في حكومة الوفاق الليبي وليس من حقه التفرد بالقرارات أو الخروج عن إرادة المجلس الرئاسي الليبي.