من المنتظر أن تتدعّم تسعة بلديات واقعة جنوب سيدي بلعباس بمياه الشط الشرقي لولاية النعامة ضمن مشروع تحويل 15 ألف متر مكعب من الحوض الشرقي لتأمين التزود بالمياه الصالحة للشرب لكل بلديات دائرتي تلاغ ومرين.
وحسب عبد القادر لطاب مدير الموارد المائية بالولاية، فقد تمّ إستئناف المشروع الذي عرف تأخرا كبيرا بسبب مشاكل تقنية، حيث تصل نسبة الأشغال به حاليا إلى 10 بالمائة. وهو المشروع الذي إستفادت منه الولاية عقب زيارة الوزير الأول سنة 2013، والذي أقر إستفادة الولاية من المشروع بعد تسجيل نقص كبير في مصادر المياه الصالحة للشرب بالبلديات المذكورة ومعظم المناطق المحاذية لها، إذ تعتبر من النقاط السوداء بالولاية والتي لطالما أرقت السكان والمسؤولين على حدّ سواء.
المشروع الضخم والذي خصّص له غلاف مالي يقدر بـ 221 مليار سنتيم، سيسمح ومباشرة بعد دخوله الخدمة سنة 2017، بتحويل 25 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يوميا من الشط الشرقي وهي الكميات التي من شأنها تعزيز عملية توزيع الماء لفائدة 60 ألف نسمة من قاطني بلديات تلاغ ومرين، لترتفع بذلك كمية الإستهلاك الفردي للمياه من 60 لتر إلى 300 لتر، حيث سيمكن المشروع من تموين المناطق المذكورة 24 ساعة على 24 ساعة بعد أن كانت عملية التوزيع تتراوح من يومين إلى ثلاثة أيام.
هذا وسيسمح المشروع أيضا من توفير كمية إضافية من المياه تصل إلى 5 آلاف متر مكعب ستخصص لسكان بعض البلديات المجاورة على غرار واد تاوريرة، المرحوم وتاودموت، كما سيحقّق المشروع قفزة نوعية في مجال التحكم في مشكل الماء الشروب بالولاية، هذه الأخيرة التي سترتفع نسبة التوزيع بها إلى 65 بالمائة.
للإشارة، فإن أشغال موازية تجري أيضا لتحويل أجزاء من مياه الشط الغربي بولاية النعامة نحو البلديات الجنوبية الغربية لولاية سيدي بلعباس والبلديات المحاذية لها التابعة لإقليم ولاية تلمسان، حيث سيمكن المشروع من تحويل ما كميته 30 ألف متر مكعب من المياه لساكنة بلديات رأس الماء، رجم دموش، واد السبع، بئر الحمام ومولاي سليسن والتي تعاني هي الأخرى من شحّ كبير في مصادر المياه.