الضرورة الترويج لمغارة إبن خلدون مهد علم الاجتماع
أشاد وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، بالتنظيم الذي صاحب الصالون الوطني للفرس في طبعته التاسعة بتيارت، حيث كان واجهة لإبراز القدرات الجزائرية الثقافية والسياحية، التي أثبتت أن العنصر البشري رقم مهم في معادلة الاعتناء بالكنوز الثقافية التي تتمتع بها الجزائر.
ميهوبي لدى زيارته مكتبة «جاك بارك» بفرندة، حثّ المشرفين عليها على رقمنة الكتب الكبيرة والغزيرة التي تحتضنها من المكتبة الأمّ بالحامة بالجزائر العاصمة، والتعريف بالمستشرق والكاتب الفرنسي جاك بارك، الذي أحبّ المنطقة وعاش فيها وكرّمها بكتاباته التاريخية، حيث اعتبر ميهوبي جاك بارك كاتبا عالميا ومن خلاله تعززت الثقافة الاستشراقية في الجزائر، لكونه كاتبا عالميا، ويجب كتابة سيرته الذاتي داخل قاعة المطالعة.
ولدى زيارته مغارة العلامة عبد الرحمان بن خلدون، أشاد بالمنطقة، منطقة بني سلامة، التي كتب فيها العلامة بن خلدون أول كتاب في علم الاجتماع السياسي وهو المقدمة. هذا الكتاب الذي أصبح مرجعا ثقافيا وانثروبولوجيا للأجيال التي تلت فترته. وابن خلدون لم يختر هذا المكان وهذه المغارة في مكان معزول لا حياة فيه، إلا لكونه أحس بالأمان والنخوة الثقافية التي ألهمته مقدمة لمقدمته. وقد تساءل ميهوبي، عن سر إنتاج هذا المرجع الهام في منطقة معزولة، سوى من اخضرارها ومائها الوفير.
ولدى خروجه من المغارة، أحيط وزير الثقافة بجمع من سكان قرية بني سلامة، الذين ثمّنوا الزيارة الميدانية وطالبوه بالاعتناء بهذا الإرث الثقافي العالمي والمحافظة عليه والترويج له إعلاميا وسياحيا، لكون المنطقة تفتقر إلى مرافق تسمح بجلب الزوار، اللّهمّ سوى المثقفين والباحثين. وقد ثمن وزير الثقافة المطلب الجماهيري، كما قال في تصريحه.
ثاني معلم تاريخي زاره عزالدين ميهوبي، منطقة لجدار الأثرية والتي يعود تاريخها إلى العهد الروماني وهي سلسلة أثرية تمتد على عدة كيلومترات ومقابر حوت عباقرة وحكام روما، وأقبية لاتزال تحتفظ بطابعها تحت الأرض، وبها مخطوطات نادرة، وقف عندها وزير الثقافة مطولا واستمع إلى شروحات مؤرخين ومهتمين بالآثار، حيث أمر الوزير بإعداد ملف علمي موثق لتقديمه لمنظمة اليونسكو لتصنيفه ضمن التراث العالمي، قائلا إن هذا المعلم هو إرث عالمي وليس وطنيا فقط ويتطلب الاعتراف به عالميا وسيكون مرجعا تاريخيا وجغرافيا للمهتمين بالتراث. ميهوبي طالب بصيانة المعلم التاريخي لجدار.
لدى تدخله وعد والي ولاية تيارت عبد السلام بن تواتي، بصيانة وترميم المعلم وطالب المشرفين بإعداد بطاقة فنية لتنفيذ المشروع. كما زار عدة مشاريع، منها مشروع مديرية الثقافة الذي انتهت به الأشغال وهو تحفة معمارية جميلة.
وقبل تدشين المديرية الجديدة، استقبل الوزير من طرف عديد الفنانين يتقدمهم حمزة فغولي، المعروف فنيا بـ «ما مسعودة»، حيث قدم هدية للوزير وأطلع ميهوبي على مؤلفات بعض الكتاب المحليين، منهم أوداي وهو كاتب وخطاط ومؤرخ.
كما استمع الوزير إلى الكاتب الصحفي المخضرم عمار بلخوجة، الذي قدم بعض العناوين للوزير.
المشروع الثاني الذي زاره الوزير، ملحقة مدرسة الفنون الجميلة، الذي تقدمت به نسبة الإنجاز إلى 45 من المائة ومن شأن هذه المدرسة أن تكوّن أجيالا لعدة ولايات مجاورة.
ليتجه وزير الثقافة إلى الصالون الوطني للفرس، حيث أشرف على الافتتاح بمحاضرة حول تربية الخيول وجلسات علمية حول تربية الخيول والمحافظة على سلالتها نظمت بجامعة ابن خلدون بكارمان.
وقد أكد ميهوبي على ضرورة الاستثمار في السياحة والثقافة، لكونهما مصدرا وإرثا لا ينضب، وكون الجزائر تمتلك خزانا ثقافيا وسياحيا يجب استغلاله ماديا وثقافيا.