في إطار الدخول الثقافي نظم المعهد الفرنسي بالجزائر، نهاية الأسبوع الفارط، سهرة لتقديم برنامج الموسم الثقافي الجديد، بحضور السفير الفرنسي بالجزائر، ومديري المعاهد. وركز المعهد على ثلاثة محاور هي فنون العرض على رأسها المسرح، السينما، ونقاش الأفكار. وأثنى منشطو اللقاء على الشراكة البنّاءة مع المؤسسات الثقافية الجزائرية، وأشاروا إلى الاهتمام المطّرد الذي يوليه الشباب الجزائري للثقافة.
تحدث سفير فرنسا بالجزائر السيد برنار إيمي، عن الرغبة في أن ينوّع المعهد الفرنسي شركاءه وجمهوره في جميع مناطق الجزائر. واعتبر إيمي بأن بلاده هي من الدول القليلة التي توظف الدبلوماسية الثقافية. وأشار السفير إلى بعض المؤسسات التعليمية والتربوية المندرجة في هذه السياسة، وكشف عن اتفاق قريب مع الحكومة الجزائرية لافتتاح مؤسسات تربوية مشابهة بكلّ من وهران وعنّابة.
ولخّص إيمي أهداف المعاهد الفرنسية في تعليم اللغة الفرنسية باعتماد المناهج العصرية، والتعريف بالفنانين والمبدعين خصوصا والثقافة الفرنسية عموما، من خلال 26 ألف تظاهرة ثقافية سنويا عبر العالم، إضافة إلى إقامة علاقات مستديمة وشبكات مع صانعي السياسة الثقافية.
وعرّج إيمي على التعاون الثقافي بين بلاده فرنسا والجزائر، والذي يتجلى في تظاهرة ذات بعد واسع على غرار معرض «صنع في الجزائر» الذي احتضنته مدينة مرسيليا وسجّل 100 ألف زائر. مشيدا بالشراكة مع السلطات المحلية الجزائرية، والمؤسسات الثقافة على غرار المسرح الوطني الجزائري (وربما أوبرا الجزائر في المستقبل القريب)، شراكة تتجلى في توفير القاعات والأماكن «التي تسهّل توافد الجمهور الجزائري».
كما تحدث السفير الفرنسي عن نزول فرنسا ضيف شرف على الصالون الدولي للكتاب بالجزائر السنة الماضية، مشيرا إلى أن المشاركة الفرنسية في الطبعة الحادية والعشرين من الصالون لن تقلّ أهمية هذه السنة، وذلك باستضافة أكاديميين فرنسيين من الطراز العالي حسب السفير، الذي أشار إلى الأهمية التي توليها الدبلوماسية الثقافية الفرنسية للجزائر التي بها 11 مليون ناطق باللغة الفرنسية، مؤكدا على أن المعاهد الفرنسية هي أماكن للاحتكاك وتبادل الأفكار مع الشباب.
من جهته تطرق ألكسيس أندريس، مستشار التعاون والفعل الثقافي بالسفارة الفرنسية ومدير المعهد الفرنسي بالجزائر، إلى الشراكة مع مؤسسات ثقافية جزائرية على غرار الديوان الوطني للثقافة والإعلام وديوان تسيير الممتلكات الثقافية. وقال أندريس ومن حضر معه من مديري المعاهد المختلفة إن هذا الموسم الثقافي سيعرف التركيز على محاور ثلاثة هي فنون العرض وعلى رأسها المسرح، السينما، والنقاش والجلسات الحوارية. وستغلب البصمة الكلاسيكية على العروض المسرحية بالاعتماد على المسرحيين الكلاسيكيين الفرنسيين على غرار غوستاف فلوبير ومسرحيته «مذكرات مجنون». كما ستفتح مسرحية Le Porteur d’Histoire عروض المهرجان الدولي للمسرح ببجاية شهر أكتوبر الجاري، والذي تشارك فيه فرنسا كضيف شرف.
ومن العروض السينمائية نذكر الفيلم عن حياة القبطان كوستو، الذي سيكون عرضه الأول بالجزائر بالتزامن مع العرض الأول بفرنسا. كما شهدت السهرة معرضا للصور الفوتوغرافية للفنان والبحاّر الفرنسي تيتوان لامازو تحت عنوان «كلّ البحارة زرق العيون»، فيما تمّ عرض نسخة مرمّمة من العمل السينمائي الكلاسيكي الروسي الشهير «البارجة بوتمكين» (سيرغي إيزنشتاين، 1925).
للإشارة فإن المعهد الفرنسي بالجزائر يتوزع على 5 مدن هي الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، عنابة وتلمسان، عرفت تنظيم 400 نشاط ثقافي في الموسم المنقضي، حضرها 40 ألف متفرج، إلى جانب 25 جولة فنية في إطار فنون العرض. وسجّلت دروس اللغة بالمعهد الفرنسي 20 ألف متعلّم، و40 ألف امتحان وإجازة، إضافة إلى 20 ألف منخرط في ميدياتيك مختلف فروع المعهد.