قال الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول، إن الجزائر كانت سببا مباشرا في تقريب المواقف بين المملكة العربية السعودية وإيران، بشأن توزيع حصص إنتاج النفط داخل منظمة أوبك، وأكد أن معدل النمو العالمي وحده ما سيحدد سعر البرميل على المدىين القريب والمتوسط.
أوضح مبتول، أن التغير الكلي للموقف السعودي من إيران داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط في اجتماع الجزائر غير الرسمي، لعبت فيه الدبلوماسية الجزائرية دورا كبيرا، وقال إن “رئيس الجمهورية والوزير الأول حرصا شخصيا من خلال لقاءات مكثفة مع الجانبين على تقريب المواقف بين البلدين”.
وكان إجماع دول أوبك على اتفاق تسقيف إنتاجهم من الذهب الأسود ما بين 32.5 و33 مليون ب/ي، قد استثنى 3 بلدان وهي ليبيا، نيجيريا وإيران، ما شكل مفاجأة كبيرة، خاصة وأن العربية السعودية طرحت مبادرة قبيل الاجتماع أبدت فيها استعدادها لخفض إنتاجها بـ1 مليون ب/ي إذا وافقت إيران على تجميد إنتاجها عند 3.6 مليون ب/ي، لتفاجئ الجميع بموافقتها على اعتبارها دولة بحاجة لمعاملة خاصة.
وكشف مبتول الذي كان ضمن الوفد الرسمي الجزائري، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سهر شخصيا على إذابة الجليد بين الطرفين، وتجاوز كل الخلافات من أجل إنجاح الاجتماع وهو الهدف التي تحقق بالفعل في النهاية، يقول المتحدث.
وذكر ضيف “الشعب”، أن الوزير الأول عبد المالك سلال، ظل طيلة يومين كاملين من مجريات المنتدى الدولي للطاقة والاجتماع الاستثنائي أوبك، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، حيث نظم لقاءات ثنائية ماراطونية لساعات متأخرة من الليل.
وفي سياق آخر، أكد مبتول أن نتائج الاجتماع أثرت مباشرة على السوق العالمية للنفط بدليل ارتفاع سعر البرميل من 45 دولارا إلى 49 دولارا في ظرف وجيز، وتوقع أن يبلغ 55 دولارا في حالة ما إذا تحسن النمو الاقتصادي العالمي بشكل طفيف.
وأوضح، أنه ارتفاع النمو العالمي بشكل كبير خلال السنة القادمة، سيجعل سعر البرميل يصل حتى 70 دولارا أكثر من المتوقع، وأكد في السياق أن الجزائر كسبت رهان نجاح الاجتماع من جهة وبإمكانها تحقيق هدفها الخاص والمتمثل في بلوغ سعر مرجعي بين 50 و60 دولارا للبرميل مع نهاية السنة.
وأمام عودة التجانس لمنظمة أوبيك بعد غياب لسنوات، توقع مبتول عودتها للتحكم بشكل أكبر في السوق إلى غاية 2021، مفيدا إلى تقلص دورها المحوري في سقوط النفط على المدى البعيد لأن العالم مقبل على التحول الطاقوي، إضافة إلى دخول لاعبين جدد في ميدان الطاقة على غرار الولايات المتحدة الأمريكية.
وأفاد في المقابل أن الظروف الأمنية العصيبة التي تعيشها ليبيا ونيجيريا والوضعية الاقتصادية لإيران بعد خروجها حديثا من العقوبات، هي ما دفع المنظمة لمعاملتها بشكل خاص.