اتفقت دول منظمة الأوبيك، أمس بالجزائر، على تسقيف إنتاج النفط بين 32,5 مليون برميل بدل 33 مليون الحالية، على أن تنتظر في تاريخ عملي للبدء في تنفيذ القرار في القمة المقبلة أواخر نوفمبر في فيينا الذي سيحدد حصة كل دولة. وتبنت بذلك المنظمة مقترح الجزائر، الذي بذلت من أجله جهود مضنية، توجت باتفاق تاريخي لم يحدث منذ 8 سنوات.
رغم أهمية الاجتماع الوزاري الـ15 للمنتدى الدولي للطاقة، الذي جرى على مدار يوم ونصف، إلا أن كل الأنظار كانت متجهة إلى إجتماع أعضاء الأوبيك بعد زوال أمس. ست ساعات كاملة من النقاش، داخل قاعة مغلقة، كانت طويلة جدا ليس على الإعلاميين المتواجدين بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال فحسب، بل للأسواق النفطية العالمية، بدليل أن تسرب خبر الاتفاق رفع سعر البرميل بـ6 بالمائة. تغريدة الفالح والخبر الايجابي سؤال واحد ظل يتردد طيلة يومين، “هل سيصلون إلى توافق يسمح بتعافي الاسعار أم لا؟”. في النصف الأول من الاجتماع، كسر وزير النفط السعودي بن عبد العزيز خالد الفالح حالة الصمت والترقب وأبرق خبر التوصل إلى اتفاق عبر تغردة على حسابه الرسمي في تويتر وقال “أسواق النفط العالمية تتجه نحو التوازن والتعافي خلال الأشهر القادمة مع تنامي الطلب العالمي وموازنة الإنتاج “.
وحدة الصف تتقرر
وأعلن رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط أوبيك، محمد صالح السادة، التوصل إلى اتفاق يقضي بتسقيف إنتاج المنظمة من النفط بين 32,5 مليون برميل في اليوم و33مليون. مايعني خفض الإنتاج بحوالي ٥٠٠ ألف برميل على اعتبار أن ناتج المنظمة الحالي يقدر ٣٣،٤ مليون برميل.
وأكد تحول الاجتماع إلى استثنائي بدل تشاوري بعد التوصل الى الاتفاق الذي وصفه بالتاريخي والهام لدول المنظمة والدول المنتجة من خارجها والمستهلكين. وأوضح الوزير القطري، أن موعد دخول القرار حيز التنفيذ، سيحدد نهاية نوفمبر القادم خلال الاجتماع الرسمي المنتظر في فيينا. وكشف عن تنصيب لجنة تقنية، تضم كافة الدول الاعضاء ستعمل على تحديد حصة كل دولة عضو، مع مرعاة الظروف التي تمر بها ثلاثة دول وهي ليبيا، ايران والعراق. ما يعني أن السعودية وايران تجاوزتا كل الخلافات التي كانت قائمة في السابق وأثارت مخاوف كبيرة باحتمال فشل الاجتماع. وقال السادة، أن اللجنة التقنية المنصبة ستتولى فتح حوار جاد مع الدول المنتجة للنفظ من خارج الاوبيك على غرار روسيا، قصد تسريع عملية استعادة التوازن للسوق التي وصفها بالاولوية الراهنة. وأوضح أن السوق في الفترة الراهنة، يتضمن اشارات ايجابية خاصة بعد انخفاض المخزون التجاري الامريكي الى ما كان عليه قبل 7 اشهر. والمح الى ان دول الاوبيك قررت التحرك نظرا لخطورة الوضعية الحالية المتسمة بتهاوي مداخيل النفط مما أثر على استثماران الانتاج والنمو الاقتصادي ما يهدد ضمان تمويل السوق العالمية، ما يعني أن الاتفاق يحفظ مصالح البلدان المناجة والمستهلكة على حد سواء
بوطرفة: انتصار للأوبيك
أكد وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، نجاح اجتماع الاوبيك في التوصل الى اتفاق تاريخي لم يحدث منذ 2008. وقال أن الاوبيك بهذا النجاح الباهر، قررت العودة الى. ادارة السوق النفطية والتحكم به، وأفاد بأن النقاشات كانت كلها تصب في صالح التوجه نجو تجميد الانتاج الذي يضمن تعافي الاسعار واستقرارها واعادة التوازن للسوق. وأوضح أن الدول الاعضاء قاموا بحوار بناء ومتفهم تميز بروح التعاون التي آوصلت الى الاتفاق. وكان بوطرفة قد عبرة في كلمته الافتتاحية للاجتماع غير الرسمي لمنظمة الاوبيك، عن يقينه بالخروج برسائل ايجابية ومقنعة وقال “إني على يقين بأن وزارء النفط في الدول الاعضاء سيفعلون كل ما بوسعهم للتأكيد بأن الاوبيك منظمة قادرة وذات مصداقية”. واعتبر ان التوصل الى ارضية توافق مع الدول المنتجة خارج المنظمة سيحمل قاعدة مشتركة لبلوغ استقرار مستدام للسوق. وثمن الوزير المرونة التي ابداها الجميع لتحقيق مسعى التوافق الذي يعيد الانتعاشة لسوق النفط، مؤكد أن اضرار انخفاض الاسعار منذ النصف الثاني لسمة 2014، بادية على كافة البلدان المنتجة. وقال أن عودة الاستقرار للاسواق يمثل هدفا مشتركا للاعضاء ال14 للمنظمة، مستطردا أن ذلك سيأخذ وقتا أكثر من المتوقع، مشيرا ان المعطيات الحالية تفيد بعودة التوازن بين العرض والطلب سيكون بداية 2017.
من جانبه قال رئيس الاوبيك الوزير القطري للتفط محمد بن صالح السادة، ان الجهود التي بدلت للوصول الى توافق كانت مثالية، واكد انه من المهم لاوبيك ان تغادر اجتماع الجزائر بمواقف ورسائل مقنعة. واعتبر أن النمو النمو حاليا في 2,9 بالمائة والانتاج خارج الاوبيك لم ينزل هذا العام اقل من المتوقع في جوان الماضي، لذلك سيتأخر تعافي الاسواق أكثر من التوقعات السابقة.
نجاح للجزائر حققت الجزائر مرة أخرى ما عجزت عنه العديد من الدول، حيث اثمرت جهودها القوية في اقناع دول الاوبيك إلى الخروج باتفاق يعيد العافية لاسعار النفط، وهو التوافق الذي لم يحصل بين دول المنظمة منذ اجتماع وهران سنة 2008. وتوجه رئيس المنظمة الوزير القطري محمد صالح السادة، بالشكر الخالص للجزائر التي منحت الاوبيك فرصة تاريخية للتوصل الى اتفاق تاريخي.