أكد رئيس جبهة المستقبل، نيّة حزبه في المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، أمس، مشيرا إلى أن الحزب موجود من أجل خوض المعارك الانتخابية، خاصة وأنه متواجد عبر كل البلديات وحتى بالخارج ولا يؤمن بالمقاطعة، بالرغم من تحفظاته على اللجنة المشرفة بموجب الدستور الجديد، التي تبقى - بحسبه - تتمتع بدور شرفي فقط، كون الإدارة الجزائرية هي من تشرف وتنظم وتعلن عن النتائج، مشيرا إلى الاستمرار في النضال من أجل لجنة مستقلة.
قال بلعيد خلال افتتاحه الجامعة الصيفية بقرية الفنانين بزرالدة، إن الحزب ومنذ نشأته تبنى وسطية المنهج وموضوعية الطرح ووطنية الانتماء وجعل من بين أولوياته الحفاظ على الوحدة الوطنية، ومن ثم لابد من تكثيف العمل التوعوي ونشر البرنامج السياسي والعمل الجواري واعتماد الصراحة المتعود عليها في مخاطبة المواطنين.
وبخصوص التحالفات قال بلعيد، إنها لا توجد. مشيرا إلى عدم وجود أرضية سياسية واضحة تشجع على التحالفات، سواء لدى الموالاة أو المعارضة.
غير أنه انطلاقا من أن الجبهة تريد أن تكون عاملا إيجابيا وفاعلا في الساحة السياسية، فهي مع كل مبادرة تهدف إلى البناء لا الهدم.
من جهة أخرى، تأسف رئيس جبهة المستقبل للخطاب السياسي الذي يسود الساحة والذي مازال منحصرا في الشتم والقذف ولا يرقى لمعالجة الظروف التي تتخبط فيها البلاد، منتقدا الضبابية التي تسود تصريحات أحزاب الموالاة في قراءتها لوضعية البلاد، نفس الأمر بالنسبة للمعارضة التي تتعامل مع الموالاة على أساس العداوة.
ودعا بلعيد إلى الصراحة في التعامل مع المواطنين وعدم الاستهتار بعقول الناس وتوعيتهم بالأخطار المحدقة بالبلاد وإعطائهم صورة واضحة عن الوضع الاقتصادي الوطني. كما يجب - بحسبه - اتخاذ حلول جريئة لتجاوز الوضع الحالي، مع الحفاظ على الطبقات الدنيا وتعزيز الطبقة الوسطى باعتبارها الطبقة المنتجة.
في المقابل، اعتبر بلعيد رفع الجباية المباشرة والرسوم الجبائية قرارا يمس مباشرة القدرة الشرائية وقد يؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها، وهو وضع يفرض تشريح وتشخيص الوضع الراهن للتقدم بالبلاد وليس الهدم وفتح حوار حقيقي بين الخبراء الاقتصاديين، إلى جانب الجدية والصرامة في تحصيل عائدات التهرب الضريبي ووضع استراتيجية لمكافحة الرشوة المتفشية على كل المستويات، محذرا من الوصول إلى أزمة أمنية وغذائية.
وبخصوص الأخطاء التي عرفها الكتاب المدرسي لهذا الموسم، قال إنها تؤكد بأن قطاع التربية والتعليم في الجزائر مستهدف، داعيا إلى عدم تضخيم القضية وتوجيه الرأي العام لأمور لا فائدة منها على حساب القضايا الأساسية وتفادي الدخول في صراعات هامشية والانسياق وراء هذه الملهيات، وفي نفس الوقت اعتماد مبدأ المحاسبة، كما دعا إلى خلق مركز أزمات فلكل أزمة رجالها.
من جهته قال سفير فلسطين بالجزائر لؤي عيسى، إن الفلسطينيين يؤمنون بمدرسة التحرر الجزائرية ولهذا فهم يعملون على اختراع آليات للصمود والتفكير والتخطيط في مواجهة الكيان الصهيوني وشراسته المتزايدة.
وأوضح لؤي عيسى، أن الجزائر كلمة سحرية تحمل الأمل للفلسطينيين وتمنحهم القوة والثقة في النفس. وفي المقابل قال، إن بصيرة القائد وتجرّده في طرح القضايا مسألة جوهرية في توحيد الجهود وتحقيق وحدة الأمة.
بدوره تطرق السفير الصحراوي بشرايا حمودي بيون، إلى الدعم الثابت والدائم تجاه قضية الصحراء الغربية والتزامها بمساندة القضايا العادلة ودعم تقرير مصير الشعوب، مؤكد استعداد الشعب الصحراوي ليكون بمستوى الجزائر والعلاقات التاريخية التي تربط الطرفين.