كانت الفرحة عارمة عند استقبال الوفد الجزائري العائد من ريو دي جانيرو بعد مشاركته المميزة في الألعاب شبه الأولمبية، أين حصد مجموع 16 ميدالية منها 4 ذهبيات، 5 فضيات و7 برونزيات حيث كان ممثلونا عند وعدهم بتشريف الجزائر
غصت القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين بعدد من الشخصيات السياسية والرياضية لاستقبال البعثة الجزائرية التي كانت عند وعدها وأهدافها المسطرة .. كما أن عدد كبير من أعضاء عائلات الرياضيين والجمهور المتابع كان في هذا الموعد الذي تبقى صوره راسخة بالأذهان كون اللحظات التي عشناها مع المنافسات التي شارك فيها رياضيونا في البرازيل.
فالعزيمة الكبيرة للرياضيين الجزائريين لذوي الاحتياجات الخاصة صنعت الحدث بتألقهم في البرازيل، أين غيّروا خيبة الأمل الكبيرة التي عاشها الجمهور الجزائري في مشاركة الوفد الجزائري في ألعاب ريو قبل ذلك ببعض أسابيع .. حيث هذه المرة رفرف العلم الجزائري عاليا في سماء ريو دي جانيرو بفضل كل من عبد اللطيف بقة، نسيمة صايفي، سمير نويوة واسمهان بوجدار .. إنها ثمار العمل المتواصل والاستمرارية في المجهود الذي يوصل إلى القمة كأحسن رياضيين في العالم في اختصاصهم.
ويمكن القول أن الألبطال شبه الأولمبيين الحاليين ساروا على خطى الرياضيين الذين سبقوهم في هذا المجال، والذين كتبوا بأحرف من ذهب اسم الجزائر في المواعيد الدولية الكبرى .. على غرار المرحوم محمد علاك الذي كان من الرياضيين الأولين في رياضة ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة للتألق عالميا بألقاب أولمبية وأرقام قياسية عالمية .
والشئ الذي يشار أليه في هذا المجال أن المشرفين على هذه الرياضة ببلادنا حافظوا على الديناميكية منذ عدة سنوات بعمل متواصل على مستوى الأندية لاكتشاف المواهب ومرافقتها في الفريق الوطني بمنح كل الامكانيات لهؤلاء الرياضيين للتألق في أكبر موعد عالمي لرياضة المعوقين.
وقد صنع البطل شبه الأولمبي عبد اللطيف بقة الحدث عند تتويجه بالميدالية الذهبية لسباق الـ 1500 م، واحتكر الصفحات الأولى لأكبر الصحف الرياضية العالمية من خلال النتيجة الرقمية المحققة التي حطم بها الرقم القياسي العالمي، هذا الرقم الذي يمكنه من منافسة أكبر الرياضيين العالميين الأصحاء .. وبالتالي، فإن الفوز الذي حققه بقة سيبقى تاريخيا ربما لسنوات عديدة ويؤكد مدى الإمكانيات التي يتمتع بها هذا الرياضي الكبير الذي أهدى للجزائر الذهبية الأولى في ريو.
نسيمة صايفي، نويوة، اسمهان بوجدار ..في الموعد
وكان بقة بمثابة «الدينامو» الذي أعطى دفعا بسيكولوجيا كبيرا لبقية الرياضيين الذين ساروا على خطاه، أين أثبت زميله سمير نويوة في نفس المسافة 1500 م في تصنيف أخر تفوقه وحصدت الجزائر ميدالية ذهبية ثانية التي تعد مكسبا كبيرا لهذا الرياضي الذي يحمل سجلا كبيرا بفضل استمرارية في العمل والتضحية من أجل الفوز بالألقاب.
كما أن اسمهان بوجدار حققت الذهب في رمي الجلة وحطمت بالمناسبة الرقم القياسي الإفريقي، ورفعت من رصيد الجزائر بفضل هذه النتيجة المميّزة .. وكانت قبلها نسيمة صايفي قد فازت بالميدالية الذهبية لمسابقة رمي القرص.. ويمكن القول أن هذه الأخيرة حققت عدة نتائج إيجابية وتعتبر من بين الرياضيات اللائي عرفن بالاستمرار في المجهود وحصد الألقاب.
وإذا كان المتوجون بالذهب قد احتكروا الواجهة، الا أن المنتخب الجزائري تمكن من تحقيق عدد معتبر من الميداليات الفضية والبرونزية بفضل عدد من الرياضيين المعروفين على غرار نادية مجمج التي تزخر بسجل ثري من خلال مشاركاتها العديدة في الألعاب شبه الأولمبية وبطولات العالم.
ومن دون شك، فإن هذه النتائج الكبيرة ستعطي دفعا قويا لرياضة المعوقين بالجزائر وتساهم بشكل موفق في توسيع رقعة الممارسة واكتشاف المواهب لرياضيين عنوانهم في كل مرة تشريف الجزائر والمنافسة بعزيمة كبيرة والتحدي.
فالطواقم الفنية لهؤلاء الرياضيين ساهموا بشكل كبير في تحضير المحكم لأبطالنا الذين وصلوا إلى الأهداف المسطرة والتي كانت في القمة وجعلت الجزائر من ضمن البلدان التي تألقت في موعد ريو دي جانيرو لذوي الاحتياجات الخاصة.