كشف المسؤول عن تنظيم الصالون الوطني للتكوين ومهن المستقبل، أحمد حنيش، على هامش فعاليات الصالون، المنظم في طبعته الأولى بالمركز الإقليمي للناحية العسكرية الأولى بقلب مدينة البليدة، أن تنظيم هذا الصالون جاء بهدف محوري وجوهري هو بناء علاقات وجسور تواصل، توثق وتقوي العلاقة الثنائية بين أرباب المؤسسات الاقتصادية والإنتاجية، ومختلف المعاهد ومراكز ومدراس التكوين، عمومية كانت أو خاصة، لأجل الوصول وتحقيق هدف اقتصادي وتقني علمي، يتمثل في تلبية الحاجات الاقتصادية والمهنية وضمان تكوين نوعي وأكاديمي ومهني حسب الحاجة، وخلق اقتصاد بديل يضمن مداخيل جديدة وإضافية تعوض مداخيل النفط التي تقهقرت في الأسواق العالمية.
أضاف المتحدث لـ«الشعب” في بيان خلفية تنظيم صالون التكوين ومهن المستقبل، أن الفكرة في الأساس جاءت لتقوية روابط التواصل التي تكاد تنعدم أو غير ظاهرة بين طرفين أساسيين في معادلة حسابية اقتصادية لا تقبل القسمة أو الاختزال، يمثل الطرف الأول المدراس ومعاهد التكوين الأكاديمية والمهنية، ويقابله متعاملون اقتصاديون وأصحاب مؤسسات صناعية و تحويلية و أرباب العمل، و دورنا نحن كمنظمين هو كيف نبين تلك العلاقة و نمهد الطريق في التواصل بين القطبين المهمين، و أضاف بأن الواقع اليوم يؤكد افتقار هذه العلاقة الثنائية، و هو ما يجعل السوق تقع فيما يشبه الفوضى، أي بلغة رياضية أن المدراس و معاهد التكوين، تنتج اطارات مكونة، لكن من دون حساب الاحتياج الحقيقي لجملة الصناعيين و الاقطاب الاقتصادية الموزعة عبر ربوع الوطن، فيحدث أن يتخرج عدد أكبر من المناصب التي يحتاج اليها الصناعي، هذا من جهة و الادهى و الامر أنه يحدث ان يتخرج مكونون في تخصصات لا حاجة للصناعي او المتعامل الاقتصادي لها، فتقع ما يمكن وصفه بالفوضى في التكوين، وهو ما زاد فينا إصرارا من أن ننظم مثل هذا الصالون و توسعة فكرته في مناطق اخرى من الوطن، لتكوين صورة اشمل و اوسع و تحسيس الجميع بأهمية تلك العلاقة التي يجب ان يبنى عليها الواقع الاقتصادي في هذين الامرين، ثم ان الواقع اليوم يقول بان فيه أزمة تمر بها بلادنا على غرار دول أخرى، و المسؤولون في الحكومة يبحثون عن بديل و اقتصاد متنوع، يعوض في شق مهم تدني و انخفاض اسعار النفط، و يدفع بالاقلاع الاقتصادي الوطني، بحثا عن مداخيل جديدة في قطاعات اكثر ربما حيوية و اهمية و مردودية، مثل الطاقات البديلة و في مقدمتها الطاقة الشمسية، لان الجزائر بلد مثالي في هذا الجانب، و الصناعات الغذائية التحويلية، و و الامن الصناعي و الذي يمس بالاساس الجانب الإيكولوجي و كيفية الحفاظ على المحيط العام دون تلويثه أو تسميمه، تضاف إلي كل هذا قطاعات اخرى لا تقل أهمية عنها، و ختم المتحدث بالقول أنهم بتنظيمهم مثل هذا الصالون، هم يريدون ترسيخ “ ثقافة “ بين المؤسسات الاقتصادية و المحيط الاكاديمي و المهني، حتى يتوارث الاجيال مشروع مجتمع متطور و يبني اقتصاده على معادلات رياضية وحسابية.
تجدر الاشارة إلى الصالون شاركت فيه 30 مؤسسة عارضة في قطاع الصحة والصناعات الغذائية والاليات والصناعات الصيدلانية عمومية و خاصة، و حتى في مجال الاعلام و الاتصال، والحرف و المهن، و عرف يوم الافتتاح زيارة إطارات إدارية و أكاديمية رسمية، و سيمتد الى غاية الجمعة القادم، و سيشهد تقديم محاضرات أطرتها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي في تخصصات محددة، فضلا عن تقديم شروحات و عروض للشباب الفضولي الذي أقبل بشدة لزيارة الصالون، بهدف التعريف بتلك المؤسسات و توجيهه نحو الطموحات الاقتصادية، لتشجيعه على اختيار التخصص المناسب.