«إذا اكتشفنا أن هناك إخلال بالمسؤولية، سنتخذ إجراءات ردعية وسنجد حلولا دائمة ونهائية»، هذا ما قاله، أمس، وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي خلال زيارته التفقدية لملعب 5 جويلية، على خلفية تضرر أرضية ميدان الملعب الأولمبي. وأضاف الوزير، أن لجنة وزارية نصبت لمتابعة وتقصي الحقائق حول وضعية أرضية الملعب وأنه ينتظر نتائج الخبرة للتأكد من وجود أي تقصير أو تهاون.
وذكر ولد علي، أنه في حال ثبوت إخلال بالمسؤولية، سنتخذ الإجراءات المناسبة بالصرامة التي يتطلبها الوضع، لافتا الانتباه إلى اتخاذ كل التدابير الردعية ضد من تسول له نفسه تبذير المال العام.
صرح الوزير بهذا مباشرة بعد عودته إلى العاصمة قاما إليها من وهران، التي تفقد فيها صباحا المنشآت الرياضية بعاصمة الغرب، في مقدمتها ملعب كرة القدم الذي من المقرر أن يتم تسليمه أواخر سنة 2016 أو في بداية السداسي الأول من 2017.
واستغرب ولد علي الوضعية التي آلت إليها أرضية ميدان 5 جويلية، خاصة بعدما استمع إلى الشروحات المقدمة من قبل «فريد بوسعد»، ممثل مؤسسة «فيجيتال ديزاين»، الذي أكد للمسؤول الأول على القطاع، أن شركته لا تتحمل مسؤولية ما آلت إليه أرضية ميدان ملعب 5 جويلية.
وأرجع ذلك إلى نقص خبرة عمال الصيانة، الذين ضاعفوا سقي الأرضية، في الوقت الذي كانوا مطالبين فيه بالتوقف عن ذلك، بسبب نمو الفطريات التي أدت إلى تآكل العشب الذي آل إلى ما هو عليه الآن. مضيفا، أن «فيجيتال ديزاين تملك عقد مرافقة تقنية ولا تملك عقدا للصيانة، كما يظنه البعض، ولا يجب أن نلوم عمال الصيانة الذين يجب تكوينهم على مدار 3 سنوات، لأنه عمل صعب ويتطلب الكثير من الخبرة والفطنة».
ممثل المؤسسة الأجنبية، أكد أن المشكل بدأ بعد نهائي كأس الجمهورية بين مولودية الجزائر ونصر حسين داي في الفاتح ماي 2016، حيث قامت مؤسسته بنزع الزوائد ومحاولة معالجته، لكن مع ارتفاع درجة الحرارة زاد حجم الخسائر التي تعرض لها عشب الملعب في الآونة الأخيرة.
وقال ممثل الشركة، «حاولنا في كل مرة إصلاح الخسائر، لكن الوقت كان دائما ضدنا. وطلبنا منحنا 6 أسابيع دون إجراء مباراة على الأرضية لإصلاحها نهائيا، وهو ما لم يمنح لنا، ما جعلنا نصل إلى هذه الدرجة»، مضيفا أن ما زاد الطين بلة، هو غياب المشاتل الخاصة بالعشب الطبيعي الخاص بالملاعب الرياضية في الجزائر، الأمر الذي يدفعنا، كل مرة، اللجوء إلى جلب العشب من خارج الوطن.
بهذا الصدد، قال «ننتظر وصول العشب وسنشرع في نزع العشب القديم من الجذور مباشرة بعد نهاية مباراة الداربي المرتقبة، السبت المقبل، بين إتحاد العاصمة وشباب بلوزداد».
عمّا إذا سيجهز الملعب لنهائي كأس السوبر بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، قال إن مؤسسته ستسابق الزمن كي يكون جاهزا لاحتضان هذا اللقاء، رغم أن الآجال المحددة تقنيا لا تسمح ببرمجة الداربي العاصمي المرتقب في الفاتح نوفمبر المقبل.
ولد علي، بدا غير مقتنع بهذه الشروح وقال إن وزارته شكلت لجنة تقنية تحقق لمحاسبة المسؤولين، وأنه في حال ما إذا تأكد أن هناك إخلال بالمسؤوليات سيتم اتخاذ إجراءات ردعية.
الوزير شدد على ضرورة معرفة، لماذا وصلت الأرضية إلى هذه الوضعية المزرية، خصوصا أن الجزائر صرفت أموالا طائلة لكسب ملعب بالمواصفات العالمية، وتحجج بالنوعية الرائعة للعشب الطبيعي لملاعب مركز تكوين المنتخبات الوطنية بسيدي موسى.
وقال: «نحن هنا متواجدون بملعب 5 جويلية للنظر والوقوف على الحالة التي آلت إليها أرضية الميدان في الأيام الأخيرة. وفي هذا الشأن، تم تنصيب لجنة وزارية لمتابعة وتقصي الحقائق ونحن في انتظار نتائج التحقيق والخبراء، للتأكد من انعدام أي تقصير أو تهاون». وأضاف، «في حال ثبوت أي إخلال بالمسؤولية، ستتخذ كل الإجراءات اللازمة في هذا الشأن وبكل صرامة ضد المتسببين في هذه الوضعية التي وصل إليها الملعب». وذهب إلى أبعد من ذلك، حين قال: «أذكركم بأننا سنتخذ كل التدابير الردعية ضد كل شخص تسول له نفسه تبذير المال العام ونحن حرصين كل الحرص على الحفاظ على ممتلكات الدولة».
وعلى هذا الأساس تقرر غلق ملعب 5 جويلية لمدة ستة أسابيع ،ابتداء من 25 سبتمبر الجاري لوضع العشب الطبيعي الجديد، حسبما أعلنه وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، كاشفا عن تنصيب لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات في أسباب تدهور الأرضية.
وصرح الوزير خلال زيارة تفقدية للملعب الأولمبي، «أن ملعب 5 جويلية، يوجد في حالة متردية للغاية. سيغلق حتى يتسنى وضع عشب طبيعي جديد في آجل أقصاه ستة أسابيع».
وتجرى الداربيات العاصمية، بين اتحاد الحراش- نصر حسين وشباب بلوزداد- اتحاد الجزائر، المبرمجة نهاية الأسبوع بملعب 5 جويلية، على أن تنطلق الأشغال مباشرة بعد المباراتين.