جمعيات حماية المستهلك تحذر من الإشهار الكاذب
أكد ممثلو وزارتي الصحة والتجارة وكذا رؤساء جمعيات حماية المستهلك، على ضرورة التقليص من استهلاك السكر والملح والمواد الدسمة التي تحتويها التغذية، نظرا لخطورتها على الصحة، كونها تسبب أخطر الأمراض غير المتنقلة كالسكري وارتفاع الضغط الشرياني وكذا السرطان.
نقاش ثري حول علاقة التغذية غير الصحية وانتشار الأمراض غير المتنقلة والخطيرة منها كالسرطان الذي دار أمس، في اللقاء الذي نظمته وزارة التجارة تحت إشراف الوزير بختي بلعايب، لضبط الأمور والتنسيق بين القطاعات المعنية، من أجل التقليل من الأمراض التي تفتك بشريحة كبيرة من الجزائريين، بسبب التغذية غير الصحية، والإفراط في تناول السكريات والدسم والملح.
وقد أبرز الوزير أهمية اللقاء بالنظر إلى ما تخلفه المنتوجات المستهلة والتي لا تستجيب لمعايير النوعية والصحية، على صحة المستهلك، داعيا الجميع إلى العمل من أجل الإحاطة بهذه الإشكالية، مفيدا بأن هناك قرارا وزاريا مشتركا قيد الإعداد، وقد عدي مختلف الفاعلين بما فيهم جمعيات حماية المستهلك إلى تقديم اقتراحاتهم ، و لقد استجابت للدعوة 6 جمعيات فقط.
وقد تم خلال اللقاء تقديم مداخلتين، الأولى قدمتها ممثلة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أبرزت من خلالها العلاقة الوطيدة بين تنامي وانتشار الأمراض غير المتنقلة على غرار السكري، والأغذية غير المنتظمة والإفراط في تناول السكريات، مؤكدة أن سرطان القولون الذي كان يعد في المرتبة الـ4 من حيث الإصابة به، انتقل إلى المرتبة الأولى، ما يدل حسبها أن تغير نمط التغذي لدى الجزائريين له دخل كبير في ذلك.
وأفادت في معرض حديثها أن نسبة استهلاك الجزائريين للسكر و المواد الدسمة تزيد بـ3 مرات عما تنصح به منظمة الصحة العالمية، كما أن ما بين 10 إلى 12 بالمائة من الجزائريين ما يعادل 4 ملايين تقريبا مصابون بمرض السكري، مؤكدة أن ظهور واستفحال مثل هذه الأمراض، جاء نتيجة تغير نمط الحياة و بالتالي تغير التغذية، حيث أن (ثلث) الجزائريين لا يستهلكون الخضر والفواكه، بل توجهوا إلى الأكل السريع المشبع بالسكريات والدسم.
وبعدما دقت المتحدثة ناقوس الخطر، أكدت على ضرورة الرجوع التي التغذية الصحية المتوازنة، وأوصت بأهمية الحركة وممارسة الرياضة، للتخلص من الوزن السائد الذي أصبح من بين العوامل المؤدية للإصابة بإحدى الأمراض المذكورة أنفا.
ومن جهته، أكد ممثل وزارة التجارة، على أهمية (الوسم التغذوي) الذي لا بد أن تحتويه الملصقات التي تضع على المنتوجات، والتي تحوي تركيبة المنتوج، بمختلف نسب المواد التي تدخل في هذه الأخيرة، و شدد على ضرورة التصريح بكل الكميات التي يحتويها سواء كانت غلوسيدات وزيوت مهدرجة، التي تشكل خطرا على الصحة في حالة عدم الالتزام بالنسبة المحددة، كما دعا هو الآخر المنتجين إلى تقليص كميات السكر والملح والدسم في المنتوجات الاستهلاكية.
أما رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك، فقد دعا لمحاربة “الإشهار الكاذب” الذي تقوم به بعض المؤسسات للترويج لمنتوجاتها على غرار إحدى زيوت المائدة، التي كانت تقدم للمستهلك على أنها خلاصه من مرض الكوليسترول، ما استدعى تخل هذه الجمعية بقوة و التحذير من هذا النوع من الإشهار.
وبالنسبة لرئيس جمعية حماية المستهلك ومحيطه زبدي، فقد شدد على ضرورة تقليص المدة الممنوحة لمنتجي المواد الغذائية، من 5 سنوات إلى 6 أشهر، لوضع كميات أقل سواء من السكر أو الملح وحتى المواد الدسمة، كخطوة أساسية وعملية، من أجل ضمان تغذية صحية ومتوازنة، تقي المستهلك من الإصابة بالأمراض.