مواجهة أزمة هجــــرة ولجوء غيـــر مسبــوقة
جرت في نيويورك أعمال القمة العالمية بشأن اللاجئين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث وعد قادة الدول بتحسين مصير ملايين اللاجئين في مواجهة أزمة هجرة ولجوء غير مسبوقة، لكن من دون تحديد أهداف بالأرقام، مما أثار استياء المنظمات غير الحكومية.
وخلال الاجتماع الذي حضره مسؤولون رفيعو المستوى من دول مختلفة، قال رئيس الجمعية العامة بيتر تومسون إن ملايين البشر يفرون بسبب النزاعات المسلحة أو الاضطهاد والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان.
من جهته شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على ضرورة ألا يُنظر للاجئين والمهاجرين باعتبارهم عبئا، داعيا إلى وضع حقوق اللاجئين والمهاجرين في قلب التزامات الدول الأعضاء.
وقال بان كي مون إن إعلان النوايا هذا يلزمهم بـ»حماية الحقوق الأساسية للاجئين والمهاجرين» وزيادة الدعم للدول التي تستقبلهم والتي لم تعد قادرة على تحمل الأعباء وتشجيع تعليم الأطفال اللاجئين.
وقد وصفت الأمم المتحدة أزمة اللاجئين بأنها الأسوأ إنسانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
والنص الذي تم تبنيه الاثنين بالإجماع هو إعلان سياسي بسيط لا يتضمن أهدافا محددة بالأرقام ولا التزامات محددة بشأن كيفية تقاسم أعباء المهاجرين واللاجئين. وانتقدت المنظمات غير الحكومية الناشطة لصالح المهاجرين مسبقا تفويت فرصة لإيجاد حلول.
وتقدر الأمم المتحدة عدد من هربوا من مواطنهم في العالم بـ65 مليون شخص من بينهم 21 مليون لاجئ فروا من الاضطهادات والفقر والنزاعات. وخلال عامين قضى سبعة آلاف رجل وامرأة وطفل غرقا في البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
المنظمة الدولية للهجرة تنضم للأمم المتحدة
وقع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة وليام لاسي سوينغ في نيويورك الاثنين، اتفاق انضمام منظمة الهجرة إلى الأمم المتحدة، وذلك تنفيذا لقرار الجمعية العامة الصادر في 25 جويلية الماضي.
واعتبر رئيس الدورة الـ71 للجمعية العامة بيتر تومسون أن الاتفاق مهم لأنه يضمن «اتساق منظومة الأمم المتحدة للتعامل بشكل شامل لتنفيذ إعلان نيويورك المعني بالمهاجرين واللاجئين»، بينما وصفه سوينغ بأنه «تتويج لـ65 عاما من العمل والعلاقة الوثيقة مع الأمم المتحدة».
وقال للصحفيين إن هناك ثلاثة تطورات أدت إلى هذه اللحظة التاريخية، وهي اتجاهات الهجرة العالمية، والوقت الملائم، إضافة للثقة التي بنيت على مدى نصف قرن من التعاون.
وأوضح أنه لو كان للمهاجرين دولة لكانت دولتهم أصغر قليلا من إندونيسيا وأكبر بعض الشيء من البرازيل، ولكانَ ناتجهم المحلي مشابه لإجمالي الناتج المحلي في دولة متوسطة في أوروبا.
وتأسست المنظمة الدوليّة للهجرة عام 1951، وعدد أعضائها 151 دولة، فضلا عن أن لديها ما يزيد عن 7800 موظف يعملون في أكثر من 2300 مشروع، في 470 موقع ميداني.
حريق يدمر مخيم موريا في اليونان
دمر حريق هائل متعمد على ما يبدو، مخيم موريا للآجئين والمهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية بعد ستة أشهر تماما على دخول الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وأنقرة الذي ينص على إعادة الوافدين الجدد إلى تركيا، حيز التنفيذ.
ولم يعلن عن سقوط ضحايا ليل الاثنين الى الثلاثاء. لكن مصدرا في الشرطة قال إن النيران «دمرت بشكل شبه كامل» الخيام في المخيم بينما تضررت الحاويات التي تستخدم في الإيواء أو للمكاتب. واضطر آلاف الاشخاص للفرار إلى الحقول المحيطة بالمخيم.
وقال مصدر أمني «إن ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف مهاجر فروا من مخيم موريا»، مشيرا إلى أن رياحا قوية أججت الحريق وجعلت السيطرة عليه «صعبة». وأضاف أنه «لا يشك إطلاقا» في ان الحريق أضرمه مهاجرون عمدا.
وواجه رجال الإطفاء صعوبة في احتواء الحريق بسبب مشاجرات وقعت بين مجموعات مختلفة من المهاجرين من جنسيات مختلفة، كما ذكرت مصادر متطابقة. لكنهم نجحوا في إطفاء النيران عندما تمكنوا من دخول المخيم.وبعد ذلك قامت الشرطة بالبحث عن المهاجرين وعاد مئات منهم إلى المخيم. وقال المصدر نفسه إنه تم إيواء حوالى 150 قاصر إلى مخيم مخصص للأطفال في الجزيرة.
ويشهد مخيم موريا حوادث باستمرار. وهو يقع في جزيرة ليسبوس التي تضم 5650 لاجئ ومهاجر مع أنها لا تضم أماكن لأكثر من 3500 شخص، حسب إحصاءات نشرتها الحكومة الاثنين.
ومعظم المهاجرين عالقون في الجزيرة منذ تطبيق الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 20 مارس. لكن الغالبية الكبرى منهم طلبت اللجوء في اليونان وينتظرون البت في ذلك والذي قد يستغرق أشهر. ولم تتم إعادة سوى 502 أشخاص إلى تركيا بموجب الاتفاق.