تراهن ولاية سوق أهراس على بلوغ مستوى يتيح لجامعة محمد الشريف مساعدية أن تكون ضمن الجامعات الجزائرية الفاعلة في النشاط الاقتصادي والتطور الاجتماعي، انطلاقا من الإرتقاء بها من مركز جامعي إلى مصاف جامعة وطنية منذ 2011.
ومع النمو الديمغرافي أخذت الخارطة الجامعية في التوسع مع تزايد نسبة الناجحين في البكالوريا بارتفاع عدد الطلبة إلى 10871 طالب إضافة إلى أزيد من 300 طالب أجنبي بطاقم بيداغوجي يتجاوز الـ 500 أستاذ في المجالات البيداغوجية المفتوحة بالإضافة إلى تخصصين جديدين هما اللغة الإنجليزية والتاريخ. هذا ما رصدته “الشعب” بعين المكان.
الانطلاقة الجادة التي تم تحقيقها منذ قرار استقلالية الملحقة وتحويلها إلى مركز جامعي مع انطلاق موسم 2001 /2002 ثم الاستقلالية المحققة كجامعة لها الدور الفعّال في تكثيف جهود السلطات المحلية والمركزية في دعم وتطوير هذا الصرح العلمي خصوصا في جانبه البيداغوجي من خلال فتح 19 دائرة موزعة على 07 معاهد (العلوم القانونية والادارية، العلوم والتكنولوجيا، الآداب واللغات، العلوم الاقتصادية، التجارية وعلوم التسيير، علوم الطبيعة والحياة، العلوم الزراعية والبيطرة، علوم وتقنيات النشاط البدني والرياضي) متمركزة بين القطب الجامعي الجديد والمركز القديم وكذا عين سنور وتاورة، وهي معاهد استقبلت العديد من الطلبة بالمناطق المجاورة للدراسة في تخصص الرياضة والصيانة الصناعية. كما شكل التفتح على المحيط الاقتصادي والاجتماعي الوطني والدولي أحد المهام الرئيسية التي شخصت لها الوصاية رؤية ساهمت في تفاعل الطلبة مع تطورات المحيط حيث تم إبرام العديد من اتفاقيات التعاون والشراكة مع هيئات وطنية ودولية، فضلا على اعتماد العديد من المخابر لضمان بحوث 148 طالب في مجالات الإلكترونيك والطاقات المتجددة، التسيير، صيانة وإعادة تهيئة الهياكل الحضرية والدراسات اللغوية والأدبية وكذا البحوث والدراسات الاقتصادية.
إلى جانب المدرجات وقاعات التدريس، يتوفر الصرح الجامعي بسوق اهراس على العديد من المنشآت البيداغوجية منها قاعة للأشغال التطبيقية ومخابر للبيولوجيا والكيبمياء وقاعة للإعلام الآلي، إضافة إلى ثلاث مكتبات مركزية، إلى جانب قاعة متعددة الوسائط “ميداتاك” مجهزة بـ 160 حاسوب و11 مركزا للحسابات، كما تتوفر الجامعة على قاعة للانترنت بسعة 150 مقعد تحت تصرف الطلبة مربوطة بالويفي بسرعة 10 ميغابايت.
05 إقامات جامعية بطاقة استيعاب تتجاوز الـ 10 آلاف سرير
الجانب الخدماتي للطلبة ارتفع من 500 سرير مطلع 2002 إلى ما يفوق 10 آلاف سرير العام الفارط موزعة بين 05 إقامات جامعية، وهي المريس 01 المريس 02 للذكور بحوالي 03 آلاف سرير والمريس 03 و04 وطاغاست للبنات بـ 3700 سرير، إضافة إلى 500 سرير بإقامة بورغاس بتاورة معهد العلوم البيطرية، تم إنجازها في إطار برنامج 2007 للهضاب العليا، فيما يتم ضمان الإطعام بمتوسط 4200 وجبة يوميا إضافة إلى المطعم المركزي بالقطب الجامعي بالطريق الوطني رقم 16 الذي تم استلامه أكتوبر 2013 ما مكن من تقديم 800 وجبة غذائية يوميا، فيما استفاد 4491 طالب من وسائل النقل الجامعي خلال 2010 حيث ارتفع العدد مطلع 2016 إلى ما يوازي 10 آلاف طالب هذا إلى جانب نظام المنح للطلبة الذي يغطي جميع المتمدرسين وفقط الشروط الموضوع للاستفادة من منحة التمدرس.
من بين البرامج التي ينتظر تسلمها في إطار توسعة جامعة محمد الشريف مساعدية القطب الجامعي، بطاقة استيعاب مقدرة بـ 8000 آلاف مقعد بيداغوجي يضم العديد من الكليات على مستوى الجامعة القديمة من المتوقع استلامه نهاية العام الجاري.
هذا إلى جانب معهد العلوم الزراعية والبيطرة بتاورة بطاقة استيعاب تقدر بـ 1000 مقعد بيداغوجي وإقامة جامعية بـ 500 سرير في إطار برنامج تنمية الهضاب العليا وكذا معهد علوم وتقنيات النشاط البدني والرياضي ببلدية عين سنور بطاقة استيعاب تقدر بـ 1000 مقعد بيداغوجي ينتظر استلامه نهاية العام الجاري إذا تقدمت به الأشغال، فضلا عن مشروع الإقامة الجامعية بالطريق الوطني رقم 16 بطاقة استيعاب إجمالية تقدر بـ 04 آلاف سرير البرنامج مسطر ضمن البرنامج الخماسي 2010/2014، سوف تسلم ضمن برنامج القطب الجامعي الجديد الذي يقترب من الاستكمال على أن يسلم في آجال لا تتجاوز الـ 2017 على أكبر تقدير.
الماستر المدمج.. آفاق مفتوحة
أفاد مدير الجامعة البروفسور بوزبدة زوبير لـ«الشعب”، أن جامعة محمد الشريف مساعدية تسعى جاهدة إلى خلق آفاق مستقبلية للتكوين المكثف لطلبتها مع خلق شراكة نوعية ضمن التكوين السنوي المقدم إلى الطلبة، حيث يعتبر الماستر المدمج أهم أفق علمي نسعى إلى مسايرته وفق التطورات العلمية الوطنية والدولية، فلقد كانت لنا رؤية واضحة في هذا الإطار بخلق هذا التخصص على مستوى التكوين الأكاديمي ضمن تخصصات محدودة بصورة أولية فيما يتعلق بالعلوم الزراعية مع السعي إلى تعميمه على العديد من التخصصات الأخرى، بإدراج تخصص جديد “ماستر مدمج” لمدة خمس سنوات يساير الظروف والتطورات الاقتصادية في البلاد.
وفي سياق متصل تقدّر مدة التكوين في ماستر ذي مسار مدمج لليسانس بخمس (05) سنوات (ليسانس + ماستر) تضمنها مؤسسات جامعية في ميادين وفروع التكوين ذات العلاقة المباشرة مع القطاع الصناعي. يتميز الماستر ذو المسار المدمج ليسانس بأنه يحتوي على شروط بيداغوجية خاصة وتأطير بيداغوجي خاص إلى جانب إستناد التكوين على مخبر بحث مع ضمان مشاركة قوية للقطاع الصناعي في التكوين والبحث.
ترسيخ ثقافة المقاولاتية في الوسط الجامعي
أوضح المشاركون خلال أشغال الجامعة الصيفية التي احتضنتها جامعة محمد الشريف مساعدية بمعهد العلوم القانونية بالشراكة مع الوكالة الولائية لدعم تشغيل الشباب والممتدة من 18 إلى 22 سبتمبر الجاري، على أهمية تحفيز الشباب والطلبة خاصة المتخرجين من أجل ولوج عالم الاستثمار والاستفادة من المزايا الكبيرة الممنوحة في إطار الإعفاء من الضرائب والتوجيه لإنشاء مؤسسات في جميع القطاعات الصناعية والبناء والأشغال العمومية والفلاحة.
اللقاء يتضمن تحسيس الطلبة بأهمية إنشاء المؤسسات المصغرة في شتى الميادين خاصة وأن جامعة سوق اهراس تتوفر على جميع التخصصات المطلوبة في سوق الشغل والتي تسمح للطلبة بانشاء مؤسسات مصغرة في العديد من التخصصات المهمة.
كما تهدف التظاهرة إلى دعم تشغيل الشباب بمشاركة عدد من البنوك وممثلي الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الاجراء والصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال غير الأجراء والسجل التجاري والضرائب، بمشاركة أساتذة من جامعة سوق اهراس إلى التعريف بدور المقاولاتية في الوسط الجامعي وفق ما أوضحه السيد الهاشمي بن عاشور مدير الوكالة الولائية لدعم تشغيل الشباب.
هذا وقد أبرز الأساتذة المتدخلون ضمن أشغال هذا اللقاء أهمية دار المقاولاتية في مرافقة طلبة الجامعة الراغبين في إنشاء مؤسسات مصغرة في العديد من التخصصات المهمة.
هذا وينتظر أن يتم بعث إنشاء دار المقاولاتية مطلع اكتوبر المقبل يأتي بعد الحركية المتنامية لإنشاء المؤسسات المصغرة لا سيما بعد الإجراءات التحفيزية التي أقرتها الحكومة فيما يتعلق بالإعفاء من الفوائد على القروض الموجهة لتمويل المؤسسات المستحدثة.
كما تم من خلال هذا اللقاء تقديم جملة من الاقتراحات تتمحور حول إدراج مقياس المقاولاتية ضمن المسار الدراسي للطالب من أجل فتح مجالات واسعة للطالب في اختيار مساره المهني من خلال اكساب الطالب خبرة مهنية وعملية انطلاقا من مساره الأكاديمي.