أعلن قادة الاتحاد الأوروبي في ختام قمتهم بالعاصمة السلوفاكية براتيسلافا، توصلهم إلى خارطة طريق تتضمن إجراء إصلاحات داخل المنظومة الأوروبية وذلك ردا على خروج بريطانيا منها.
وتعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مؤتمر صحفي مشترك خلال القمة التي عقدت الجمعة 16 سبتمبر بالعمل معا «بشكل مكثف جدا» من أجل نجاح الاتحاد بعد الـ»بريكست».
وذكرت ميركل أن الزعماء الأوروبيين المجتمعين بدون بريطانيا، اتفقوا على عرض خطط جديدة لتنشيط الاتحاد الأوروبي بحلول الذكرى الستين للمعاهدة المؤسسة للاتحاد في مارس القادم.
وقالت ميركل: «اتفقنا على أن أوروبا، في الوضع الحرج الذي تجد نفسها فيه بعد الاستفتاء البريطاني وأيضا بسبب الصعوبات الأخرى التي لدينا، فإنه يتعين علينا أن نتفق بشكل مشترك على جدول أعمال ويتعين علينا أن تكون لدينا خطة عمل حتى نتمكن من تناول القضايا الفردية حتى الذكرى السنوية الستين لمعاهدات روما.
من جانبه أكد هولاند أن «فرنسا وألمانيا ستواصلان العمل بحيث نتمكن من اتخاذ تدابير ملموسة»، موضحا أنه بعد بريكست «من المهم للغاية أن نثبت عزم فرنسا وألمانيا الالتزام بصورة تامة أيضا من أجل تنفيذ» مقررات القمة. ورغم التعهدات بالتعاون، لا يزال الجدال محتدما حول أزمة الهجرة وكيفية التصدي لتدفق المهاجرين المستمر.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي، البولندي دونالد توسك، أن قمة الاتحاد الأوروبي في براتيسلافا قررت تعزيز التعاون في مجال الأمن، مضيفا: «نعتزم تصحيح أخطاء الماضي والسير نحو الأمام. ولن نسمح بتكرار ما حدث العام الفائت فيما يتعلق بمسألة الهجرة غير الشرعية.. علينا أن نعمل على ضرورة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي والعودة إلى نظام الشينغين.. هذا يشكل أولوية قصوى بالنسبة لنا من جهته قال رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، أبرز معارضي استقبال المهاجرين، إن القمة فشلت في تغيير سياسات الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة التي وصفها بأنها «ذاتية التدمير وساذجة».
وبدا زعماء آخرون أكثر ميلا لإبراز إيجابيات القمة، رغم معارضتهم لسياسة استقبال اللاجئين ومنهم رئيس الوزراء التشيكي بوغوسلاف سوبوتكا الذي كتب على «تويتر»: «لدينا اقتراح بخارطة طريق لخطوات ملموسة لتعزيز ثقة المواطنين في أداء الاتحاد الأوروبي لوظائفه».
يذكر أن الهدف الرئيس للقمة «غير الرسمية» في براتيسلافا، وهذا الوصف يرجع إلى أن أي قمة رسمية يجب أن تشمل بريطانيا لحين مغادرتها التكتل، هو استعادة ثقة الأوروبيين في اتحادهم الذي نُظر إليه على مدى عقود كضامن للسلام والرخاء.
ومن المنتظر أن تُقدم اقتراحات ملموسة بدرجة أكبر في قمة مارس من العام المقبل، لكن بسبب المسائل العالقة، فمن المتوقع أن يلتزم الزعماء بمجالات الاتفاق المشترك الذي يعزز وحدة الاتحاد.