ألهب مضاربون سوق الماشية في اليوم ما قبل الأخير لعيد الأضحى المبارك. وتراوحت الزيادات في أسعار الأضاحي ببعض نقاط البيع بالعاصمة بين 6 آلاف و15 ألف دج، الأمر الذي أثار استياء المواطنين، الذين سمحت لهم وفرة العرض ببحث أفضل الخيارات المتاحة. التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي قامت به “الشعب” عشية العيد.
عرفت أسعار الأضاحي، أمس، زيادات متفاوتة مقارنة بما كان عليه الحال في الأيام القليلة الماضية. واختلفت آراء الموالين حول هذا الارتفاع، الذي رآه بعض منطقيا ويخضع لقاعدة السوق، بينما حمل بعض آخر المسؤولية للدخلاء على المهنة من السماسرة الذين يبحثون عن الربح السريع.
رصدت “الشعب” أجواء ما قبل اليوم الأخير بسوق أولاد فايت، أحد أكبر نقاط البيع وأشهرها على مستوى العاصمة، حيث وقفت على ارتفاع محسوس كان وراءه مضاربون يسعون إلى استغلال الساعات القليلة قبل الأضحية، لتحقيق أقصى الأرباح على حساب جيوب المواطنين.
وتراوحت الزيادات بين 6 آلاف و15 ألف دج، الأمر جعل قاصدي السوق يصفونه بالارتفاع الجنوني المثير للاستغراب، خاصة وأنه حدث بين عشية وضحاها ودون الخضوع لأيّ معيار واضح.
ودخل عدد من المواطنين في سجالات كلامية مع هؤلاء “السماسرة”، الذين لم يتقبلوا محاولة إخضاعهم لمنطق الأمر الواقع. وقال أحد الراغبين في اقتناء أضحية العيد “عشية أمس الأول كان سعر سلعتك لا يتجاوز 46 ألف دج، واليوم تقول لنا 60 ألف دج. ماذا تغيّر في ظرف ليلة؟”، ليجيب المعني قائلا: “الله غالب ارتفع السوق اليوم”.
ولم يجد أحد الباعة أيّ إشكال في وضع سقف سعر كباشه عند 68 ألف دج، مؤكدا أن أقصى حدّ لمساعدة زبائنه هو التخلي لهم عن 2000 دج، ليرد بعض المستهلكين بالقول: “السلعة سلعتك ونحن أسياد جيوبنا. لن نشتري بهذا الثمن”.
غير بعيد هذا الحيّز، رفض بعض الموالين اقتناص الفرصة الأخيرة وأبقوا على نفس الأسعار التي افتتحوا بها السوق في الأيام القليلة الماضية. وأوضح واحد ممن يكسبون قوتهم من تربية الماشية أسباب الارتفاع الجنوني قائلا لنا: “الجميع متفق على أن أسعار هذه السنة منخفضة مقارنة بالعام الماضي والذين يبيعون اليوم بـ60 ألف دج فما فوق، ليسوا موالين وإنما سماسرة ومضاربون”.
ودعا محدثنا السلطات العمومية إلى تكثيف الرقابة على أمثال هؤلاء، مفيدا “يجب أن يقتصر بيع الأضاحي على من يملكون بطاقة فلاح وموال، فهم أصحاب المهنة ويعرفون جيدا المعطيات الموضوعية التي تحدد السعر”.
وعن الأسباب الكامنة وراء انخفاض الأسعار مقارنة بالسنة الماضية، اعترف أحد الباعة بذلك قائلا لنا: “الأسواق التي خضعت لتسيير السلطات العمومية قلبت الموازين ومنحت المواطنين فرصة اقتناء الأضحية بالسعر الذي يتناسب وقدرتهم الشرائية بدل الخضوع لمنطق التجار”.
وأضاف: “العام الماضي كانت أصغر أضحية لا يقل ثمنها عن 35 ألف دج، هذه السنة الأسعار ابتداء من 25 ألف دج فما فوق”. وتابع: “هناك أيضا عامل أساسي محدد للسعر والمتمثل في أسعار الأعلاف، فرغم حالة الجفاف التي ميزت مطلع السنة إلا أنها كانت في المتناول عموما”.
وتراوحت أسعار الماشية في أولاد فايت عموما بين 33 ألف دج إلى 68 ألف دج. ولاشك أن الساعات القليلة الباقية وضرورة البيع والشراء سيدفع السوق إلى مزيد من المد، يرجح أن يميل لصالح المواطن في اليوم الأخير.