طباعة هذه الصفحة

اللواء ماضي نيابة عن الفريق ڤايد صالح:

الجيش الوطني الشعبي صمام أمان الاستقلال الوطني

سهام بوعموشة

أكد المتدخلون على العناية التي توليها وزارة الدفاع الوطني لتخليد مآثر الثورة وبطولات جيش وجبهة التحرير الوطنيين ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم، الذي حاول طمس الهوية الجزائرية، مؤكدين أن جيش التحرير كانت له استراتيجية عملياتية وعبقرية حربية، وهي الفكرة الرئيسة التي أرادت وزارة الدفاع الوطني تدريسها لأجيال الاستقلال في التاريخ العسكري الجزائري على مستوى مدارسها. كما أن تحول جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي، تم بالتدريج ووفقا للأهداف والتحولات التي عرفتها البلاد.
أبرز مدير الاتصال والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني العميد بوعلام ماضي، في كلمة ألقاها نيابة عن نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح، حرص القيادة العسكرية على إعطاء العناية الكبيرة لتخليد مآثر الثورة وجبهة وجيش التحرير الوطنيين، خاصة فيما تعلق بالجوانب العظيمة التي تجسد أمجاد الشعب الجزائري ضد الاستعمار الغاشم الذي حاول طمس الهوية الوطنية وتاريخ الجزائر الحافل بالبطولات.
وأضاف العميد في تدخله، أمس، بالندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد، بالتنسيق مع يومية المجاهد، تخليدا لشهداء جيش التحرير الوطني وتكريما للجيش الوطني الشعبي في الذكرى 54 لإنشائه، بحضور سفيري دولة فلسطين والجمهورية العربية الصحراوية، أن انتقال جيش التحرير إلى الجيش الوطني الشعبي رافق مراحل الثورة حتى الاستقلال، حيث أضحت مهامه بعد الاستقلال الحفاظ على السيادة الوطنية والمساهمة في التنمية الوطنية، عبر إنشاء هيئة مركزية تعمل على استقرار البلاد وتسيير شؤونها الوطنية ألا وهي وزارة الدفاع الوطني.
وقال العميد، بعد إنشاء وزارة الدفاع تم استحداث مديريات ومصالح تجعل من الجيش في مستوى آمال وتضحيات الشعب، وكذا كي تكون الجزائر معززة مهابة، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تمرّ بها المنطقة وما تعرفه من تحديات.
من جهته استعرض صالح ڤرفي، ممثل عن وزارة الدفاع الوطني، هدف تحويل جيش التحرير إلى الجيش الوطني الشعبي ومشاركته في حروب الشرق الأوسط من 1963 إلى 1975 والتي، بحسبه، لم تعط حقها، قائلا إن مجلة الجيش نشرت حوالي أربعين مقالا أكاديميا للتعريف بجيش التحرير الوطني وأمجاده وبطولاته، لتثبيت فكرة أن جيش التحرير كانت له أفكار استراتيجية عملياتية، كما كانت له عبقرية حربية.
ونبّه ڤرفي في هذا الإطار، إلى أن جيش التحرير الوطني شارك في حروب الشرق الأوسط من 1963 إلى 1975 ووحداته كانت في الجبهة المصرية بقوائمهم وأسماء الألوية الذين استشهدوا، لكن لم نعط هذه المسألة حقها، بحسب ما أفاد به ممثل وزارة الدفاع الوطني.
وأشار إلى أن تجربة الشرق الأوسط أكسبت الجيش الجزائري خبرة، كونه واجه الجيش الإسرائيلي في أرض الميدان، مضيفا أنه كانت رؤية أولية لجيش التحرير الوطني قبل عيد النصر، كما أن الثورة عرفت عدة منعطفات هامة فرضتها ظروف الكفاح المسلح، أولها مع مؤتمر الصومام الذي أرسى القواعد التنظيمية لجيش التحرير وتبعها إنشاء العمليات العسكرية في الولايات الشرقية والغربية.
وأوضح ڤرفي، أنه كان على الجيش أن يتوفر على هياكل جديدة تتلاءم مع مهامه الجديدة، على أن تتم طريقة التحول بالتدرج ووفقا للتحولات والأهداف، كما حددت حماية الوحدة الوطنية والمساهمة في التنمية مع أخذ بعين الاعتبار شساعة التراب الوطني.
ڤوجيل: الجيش الوطني الشعبي مرتبط بالشعب والوطن
بالمقابل، أكد المجاهد صالح ڤوجيل، أن الجيش الوطني الشعبي مرتبط بالشعب والوطن وهو مختلف عن جيوش العالم. مضيفا، أنه بالفعل يستحق عن جدارة عبارة سليل جيش التحرير الوطني، الذي كسّر القوة الخامسة في العالم إبان الثورة وأسقط الجمهوريات الفرنسية الخمسة.
وبحسب ڤوجيل، فإنه لا يوجد انفصال بين جيش التحرير والجيش الوطني الشعبي، فهناك تواصل وأن أصلنا يجب أن يبقى حيّا في كل مناسبة.
وقال المجاهد لعراج جديدي، إن قرار تحويل جيش التحرير إلى الجيش الوطني الشعبي كان نهاية أوت وبداية سبتمبر 1962 ببوسعادة في مناخ صعب على المناضلين نتيجة الصراعات التي لم تدم أمام عزيمة القادة ورغبتهم في بناء جزائر قوية.