دعت الحكومة الصحراوية مجلس الأمن الدولي، إلى فرض تطبيق خطة التسوية الأممية الإفريقية التي صادق عليها منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما «إحقاقا للحق وتطبيقا لمقتضيات الشرعية الدولية» وبالتالي فرض العقوبات وممارسة الضغوطات اللازمة على دولة الاحتلال المغربي لتطبيق التزاماتها الدولية.
جاء ذلك في بيان للحكومة الصحراوية أصدرته بمناسبة مرور ربع قرب عن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين (جبهة البوليساريو والمغرب) والذي يشهد انتهاكا خطيرا في الوقت الراهن من قبل سلطة الاحتلال.
وقالت الحكومة الصحراوية في بيانها أنه «مع حلول السادس من سبتمبر 2016- الذي صادف أمس- يكون قد مر ربع قرن على دخول وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية (جبهة البوليساريو والمملكة المغربية) حيز التنفيذ في إطار تطبيق مخطط التسوية الأممي الإفريقي».
وفي هذا السياق دعت إلى التعجيل بتحديد تاريخ تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي لممارسة حقه غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابها الوطني.
وأشار البيان إلى أن المناسبة تتزامن مع خرق دولة الاحتلال المغربي لوقف إطلاق النار من خلال الإخلال ببنود الاتفاق العسكري رقم 1 بشكل خطير وغير مسبوق يهدد بنسف مخطط التسوية والعودة بالمنطقة إلى المربع الأول.
«إن الشعب الصحراوي الذي وضع ثقته في المجتمع الدولي بعد ضريبة باهظة من الدم والدموع والمعاناة في الملاجئ وتحت الاحتلال لا يطالب بالمستحيل وكلما يريده هو تمكينه من ممارسة حقه في الاختيار الحر وتحديد مستقبله السياسي في ظل الشفافية وحرية التعبير كحل ديمقراطي عادل منسجم مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة بتطبيق مقتضيات الخطة الأممية الإفريقية التي وقع عليها طرفا النزاع وصادق عليها مجلس الأمن الدولي سنة 1990» يضيف البيان الصحراوي.
وأدانت الحكومة الصحراوية مجددا استهتار الاحتلال المغربي بالقرارات الأممية و»تنصله الصريح» من التزاماته الدولية في ظل تجاهل صبر الصحراويين وتمديد الانتظار في اللجوء والشتات وانتهاج سياسات استعمارية بغيضة في حق الصحراويين العزل في الأرض المحتلة وجنوب المغرب قائمة على الاغتيال والاختطاف والاعتقال والحصار والتضييق والتجويع ونهب الثروات الطبيعية.
أهبة واستعداد لجيش التحرير الشعبي
كما جاء في البيان .. إن «الحكومة الصحراوية وهي تسجل أهبة واستعداد جيش التحرير الشعبي الصحراوي تطالب بالتطبيق الفوري للإجراءات الضرورية المنسجمة مع مقتضيات اتفاق وقف إطلاق النار والتي أكد عليها مجلس الأمن الدولي والأمين
العام للأمم المتحدة إزاء الخرق المغربي السافر سواء تعلق الأمر بطرده للمكون المدني والإداري لبعثة المينورسو أو بإقدامه على الخرق الخطير لوقف إطلاق النار في منطقة الكركارات جنوبي الصحراء الغربية».
وشددت على أن الشعب الصحراوي عبر ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو لا يمكنه أن يظل صامتا أمام استمرار مثل هذه الممارسات التصعيدية الاستفزازية من طرف دولة الاحتلال المغربي وهو يجدد مطالبته المشروعة للأمم المتحدة باتخاذ التدابير
الردعية العاجلة والكفيلة بمنع الاحتلال المغربي من المضي على هذا النهج المتعنت ضمانا للشرعية والمصداقية وتفاديا لعواقب وخيمة على السلم والاستقرار في المنطقة.
وقالت الحكومة الصحراوية أن سياسات دولة الاحتلال المغربي تقف دون استتباب السلام الدائم في المنطقة نتيجة احتلالها اللاشرعي لأجزاء من الجمهورية الصحراوية وبانتهاجها أساليب عدوانية خطيرة بما فيها إغراق المنطقة بالمخدرات كـ»أكبر منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم» وبالتالي مسؤوليتها المباشرة عن تشجيع ودعم وتمويل عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية وزرع بذور الفتن والخراب والدمار.
وختم البيان الصحراوي بالتأكيد على انه « آن الأوان لمجلس الأمن الدولي أن يفرض تطبيق خطة التسوية الأممية الإفريقية التي صادق عليها مند أكثر من خمسة وعشرين عاما إحقاقا للحق وتطبيقا لمقتضيات الشرعية الدولية وبالتالي فرض العقوبات وممارسة الضغوطات اللازمة على دولة الاحتلال المغربي لتطبيق التزاماتها الدولية ومن ثم التعجيل بتحديد تاريخ تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي لممارسة حقه غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابها الوطني».