تحتضن الجزائر، على مدار أربعة أيام، بداية من أمس، ورشة العمل الإقليمية للاتفاقية الدولية لوقاية النباتات في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بمشاركة 17 دولة، بإشراف المنظمة العالمية للأغذية والزراعة «فاو»، سيتم خلالها وضع مخطط لمواجهة الأمراض التي تصيب المحاصيل الزراعية وتبادل الخبرات بين الدول المشاركة.
تهدف الورشة الإقليمية، بحسب مدير مصلحة وقاية النباتات بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري خالد مومن، إلى معرفة الأمراض الحديثة التي تظهر في كل مرة وتصيب المحاصيل الزراعية، الأمر الذي يؤثر على القطاع الزراعي وهو ما يجب مواجهته بدراسات جديدة، سيتم التطرق إليها خلال أعمال الورشة التي تدوم أربعة أيام، يتم خلالها تبادل المعلومات والخبرات، بالإضافة إلى وضع استراتيجية لمواجهتها.
قال مومن في تصريح للصحافة، على هامش الجلسة الافتتاحية للورشة بفندق الواحات بالعاصمة، إن الجزائر لا تعاني من أمراض خطرة تصيب النباتات وذلك بفضل المخطط الوطني المعتمد منذ سنوات لمواجهة الأمراض المنتشرة في مناطق المحاصيل الزراعية الكبرى، حيث لم يتم تسجيل انتشار أي نوع من الأمراض المنتشرة في عدة دول.
وتسجل الجزائر، بحسب مومن، نسبة قليلة من الآفات الحشرية التي تظهر موسميا، على غرار الجراد وبق الحبوب والقوارض، لكنه قلل من تواجدها في السنوات الأخيرة جراء مخطط شامل اعتمده المعهد الوطني لحماية النباتات، الذي يجري دراسات دورية حول النباتات على مستوى مناطق المحاصيل الزراعية الكبرى، يوظف فيه تقنيات حديثة ويملك موارد بشرية هائلة متخصصة في ذلك.
في مقابل هذا، تطرح إشكالية تأثير المبيدات على المحاصيل الزراعية وهو ما يتم التعامل معه بحذر من طرف وزارة الفلاحة، التي تقوم بحملات تحسيسية دورية للفلاحين، بحسب ما أكده مدير مصلحة حماية النباتات بالوزارة، مشيرا إلى أنه في حال تسجيل أمراض خطرة فإن الوزارة تمنع الفلاحين من استخدام المبيدات الخاصة وتخصص مصالح خاصة لمكافحة الأمراض وذلك لحماية المحاصيل من التأثر بالمبيدات التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى إتلاف المحاصيل.
وأوضح مومن، أن الجزائر لا تواجه أي مشكلة بخصوص أمراض النباتات، حيث أن كل المخططات الموضوعة هي وقائية بالدرجة الأولى، لاسيما بعد انتشار بكتيريا خطرة تصيب النخيل وهي منتشرة حاليا بالدول المجاورة، على غرار تونس والمغرب وليبيا وموريتانيا، وتسمى سوسة النخيل.
في هذا الإطار، قال مدير مصالح وقاية النباتات، إن كل الإجراءات تم اتخاذها، حيث يتم مراقبة النخيل بشكل دوري، مشيرا إلى أن إمكانية انتقال البكتيريا إلى الجزائر مستبعد، لأن جلب النباتات من الخارج تم حظره منذ سنة 2000، بالإضافة إلى مراقبة كل نبات مستورد وتحليله على مستوى معاهد ومراكز متخصصة، موضحا أن أي عملية استيراد تتم بموافقة مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري.
من جهته عبر الممثل الجهوي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا للمنظمة العالمية للزراعة بالجزائر نبيل عساف، عن ارتياحه لاحتضان الجزائر هذه الورشة الهامة، بمشاركة 17 دولة، حيث سيتم أخذ كل التوصيات، لاسيما بعد تسجيل انتشار بكتيريا تصيب أشجار الزيتون والنخيل، مشيرا أن هذه الأشجار جد هامة في المنطقة العربية، لذلك تسعى المنظمة، من خلال هذه الورشة، إلى تقديم المساعدة للجميع واستشارات حول الوقاية والمكافحة.
وأوضح عساف، أن «الفاو» تأخذ كل التوصيات والنتائج في إعداد دراسات شاملة عن المنطقة لمواجهة آفات النباتات ووضع استراتيجية حسب انتشار المرض في كل منطقة، مضيفا أن الورشة ستناقش توصيات الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات تحضيرا للجمعية العامة التي ستعقد في المستقبل القريب لتبني نتائج الورشة.
بدورها نوهت ممثلة المنظمة الدولية لحماية النباتات سارة بروني، بجهود الجزائر في احتضان هذه الورشة الهامة التي تعمل على تبادل الخبرات والتجارب بين الدول المشاركة، فضلا عن دعم معارف المعنيين في مجال الوقاية والمكافحة لتفادي خسائر في المحاصيل الزراعية.
ويعكف المشاركون، على مدار أربعة أيام، على مناقشة مواضيع تخص الاتفاقية الدولية لحماية النباتات، حيث تم التوقيع على الاتفاقية سنة 1951 والموافقة عليها من طرف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، التي انضمت الجزائر إليها عام 1985 بموجب مرسوم رئاسي.