طالبت النقابات بضرورة إشراكها في إثراء النقاش حول ملف التقاعد النسبي، لاسيما موضوع إصلاح البكالوريا الذي لم يدرج في أجندة الاجتماع. ولم يستبعد بعض ممثلي النقابات اللجوء إلى الحركات الاحتجاجية، إن لم يتم تسوية الانشغالات. مؤكدين أن الدخول المدرسي الحالي تعترضه بعض النقائص، منها الكتاب المدرسي، بما يسمى كتب الجيل الثاني، وكذا عدم استلام الأساتذة الناجحين في مسابقة التوظيف قرارات تعيينهم.
أعرب رئيس الاتحادية الوطنية للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية “سناباب” بلعوادي غرايب، عن ارتياحه لما جاء في تصريح وزيرة التربية الوطنية حول ملف التقاعد النسبي، بإيداع الملفات بشكل عادي، معتبرا إياه مكسبا. مضيفا، أن النقابة سوف تركز على هذا الملف في الاجتماع وتبلّغ الرغبة الملحة لموظفي القطاع، تربويين وإداريين، على ضرورة إدراج المهنة داخل القطاع ضمن المهن الشاقة التي يجب أن تُستثنى من قانون العمل الجديد، وهو الانشغال المطروح على الساحة.
عن الدخول المدرسي، أكد بلعوادي أنه يتم في ظروف لا بأس بها، لاسيما بعد توظيف 28 ألف أستاذ، مما سيخفف من العجز البيداغوجي وضمان ألا يكون فيه شغور بشكل كبير، كما عرفناه في سنوات الماضية، مما أدى إلى اللجوء لعملية التعاقد التي خلقت الكثير من المشاكل داخل الموسم الدراسي وحتى بعد المواسم الدراسية، لاسيما أثناء إعلان المسابقات، على حد قوله.
موازاة مع ذلك، أكد ممثل “سناباب” أن عملية التوظيف سوف تغطي نسبة لا بأس بها من العجز، لكن بالنظر إلى جحافل الأساتذة الذين أودعوا ملفاتهم في إطار التقاعد النسبي، سيكون هناك، لا محالة، عجز وسيتم تغطيته قائلا: “لحد الساعة كما تقدم به مدير الموارد البشرية، فيه 120 ألف أستاذ نجحوا وتحصلوا على نقطة 10 من 20، وبالتالي سيتم استغلالهم في إطار الاستخلاف، ومن ثم اعتبارهم متربصين وتسوية وضعيتهم واستغلالهم كأساتذة”. وجدد تأكيده أنه لن يكون هناك عجز كبير، حيث سيتم استغلال القوائم الولائية وعلى المستوى الوطني وهي صيغة ستغطي بشكل كبير العجز”.
من جهتها، أبرزت جميلة خياط، رئيسة جمعية أولياء التلاميذ، مطلب هذه الأخيرة بتخفيف الاكتظاظ على مستوى الأقسام وتعميم توزيع الكتب على مستوى كل القطر الوطني خصوصا ولايات الجنوب والمناطق النائية، مثلما تم على مستوى المؤسسات، مع توفير النقل والمطاعم قائلة: “هي موجودة على الورق، لكن في التطبيق هناك نقائص”، مشيرة إلى أنه تم التطرق لعدة مسائل في لقائها مع وزيرة التربية الوطنية، منها الدخول المدرسي، التنظيم، التحضيرات والنقائص وكذا إعادة النظر في امتحانات البكالوريا، حيث طالبت جمعية أولياء التلاميذ بأن يكون فيه تخفيف على التلميذ كي لا يكون عليه ضغط كبير.
وفي ردها على سؤال جريدة “الشعب” حول كتب الجيل الثاني، أوضحت خياط أنه كان من المفترض توزيعها على الأساتذة أولاً ليطلعوا عليها، لكنها استطردت قائلة: “لا ضير في انطلاق العملية ثم نقوم بتصحيحها بالتدريج وتجديد محتواها ونترك الأستاذ يتماشى مع الزمان والمكان”، مضيفة أن للأستاذ دور كبير، لأنه من المفروض ما يوجد داخل الكتاب يتركه يجلب التلميذ ويجعله يشارك في تنشيط القسم، لأن المعلم عبر الكتب سوف يطلب من التلميذ إخراج معارفه ويساعد نفسه مع التحفيز. كما أن التلميذ لا يصبح ببغاء يقوم بالحفظ فقط، بل يعتمد على الذكاء وهذا ما هو مطالب به الأستاذ، على حد قولها.
وشددت ممثلة جمعية أولياء التلاميذ في هذا الإطار، على ضرورة أن يتمشى الأستاذ مع الزمان والمكان، من خلال التكوين وتجديد المعارف وكيفية تطبيقها، قائلة: “أكيد كل شيء جديد لا نتقبله، لأننا نخاف دائما من الجديد ونحن واثقون أن كتب الجيل الثاني ستساعد التلميذ وتكون في مصلحته”.
وتساءل ممثل كنابست مزيان مريان، عن من يقف وراء تسريب أسئلة الامتحانات قائلا، إنه يجب وضع حدّ لظاهرة الغش في امتحانات البكالوريا، لاسيما ونحن نحضر لبكالوريا 2017 و2018. مضيفا، فيما يخص ملف التقاعد النسبي، أنه لابد من إدراج المهنة ضمن المهن الشاقة والذي هو مطلب 17 نقابة. كما طالب الحكومة بإعادة النظر في المرسوم رقم 87-13.
وتساءل ممثل نقابة الكنابست، عن سبب عدم مشاركة النقابات المستقلة وإقصائها من هذا الملف، مؤكدا أن النقابة راسلت الجهة المعنية وأنه في حال عدم استجابة الوزير الأول لمطلبهم سيكون الرد قويا في إطار التنسيقية.
موازاة مع ذلك، طالب مزيان بإصلاح نظام البكالوريا، قائلا: “المشروع الذي شاركنا فيه تم الانتهاء منه، نريد معرفة إن كان سيصادق عليه من طرف الحكومة، وأين هو الملف؟”، مشيرا إلى أن الكتب الجديدة تمنح إضافة للتلميذ الذي سيتطور تفكيره في محيط جزائري، حيث تطرّقت النقابة مع وزيرة القطاع إلى محتوى الكتاب وذلك بإعطاء الأولوية للأدباء الجزائريين الذين يتحدثون في مؤلفاتهم عن الواقع اليومي للجزائريين، وهذا ما اعتبره أمرا جيدا.
وفي ردّه على سؤال حول الدخول المدرسي، قال فرحات شابخ، الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية، إنه ينتظر تحسين ظروف التمدرس للتلميذ وموظفي القطاع، باتخاذ إجراءات ضد التجاوزات التي تحدث على مستوى بعض الولايات، مشيرا إلى أن مشكل التقاعد النسبي هو مالي، كون صندوق الضمان الاجتماعي ليس لديه تمويل.
بالمقابل، اقترح تصنيف التعليم ضمن المهن الشاقة، قائلا: “لقد أعددنا ملفا حول هذه المسألة وقدمناه للأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين واقترحنا تقليص سنّ التقاعد بخمس سنوات لكل من المرأة والرجل، نظرا للأمراض المزمنة التي تصيبهم أثناء عملهم”.