أشغال يدوية ورشات رسم وجولات سياحية في عطلة لا تنسى
رشيد رزقان لـ«الشعب»:
غرس ثقافة حب الوطن ومعرفة موروثــه الحضــــاري غــــاية دركــت
هدفنا تطبيق برنامج رئيس الجمهورية
أسدل الستار في ساعة متأخرة من ليلة الخميس إلى الجمعة على المخيمات الصيفية التي نظمتها الوكالة الوطنية لتسلية الشباب برعاية رئيس الجمهورية تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة; وفقا لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تحت شعار «عطلتي، فرحي، مرحي في أحضان بلادي».
حفل الاختتام أشرف عليه وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي بحضور مدير عام وكالة التسلية رشيد رزقان، إضافة الى إطارات وأسماء في القطاع وكذا الأطفال الذين استمتعوا بالمخيمات مدة 3 أشهر، وتخللته عروض فنية ونشاطات ترفيه وفكرية وألعاب بهلوانية وسط أجواء حماسية وأخوية رائعة رصدتها جريدة «الشعب» التي كانت حاضرة في هذا الموعد الكبير ورصدت مجرياته بسيدي فرج بدل مركز «غرمول» الذي كان مقررا أن يحتضن هذه الاحتفائية في آخر عطلة صيف 2016.
وقفنا على الموعد الاستثنائي الذي صنعه الأطفال من مختلف الولايات، جاؤوا لقضاء عطلة صيفية مميزة في المخيمات الصيفية لسنة 2016، في مراكز ودور الشباب الذين عينتهم الوزارة بالاشتراك مع الوكالة الوطنية للتسلية في بداية موسم الاصطياف لضمان راحتهم بأوسع مدى من ايواء، إطعام، نقل، علاج، أمن، نشاطات رياضية ترفيهية فكرية وخرجات سياحية لمختلف الولايات على غرار تيبازة.
اطلعت البراءة خلال الجولات على الموروث الثقافي السياحي وما تزخر به الجزائر من كنوز لا تقدر بثمن.
احتضن المركب الرياضي الخاص بتحضير الفرق الوطنية «غرمول» كل النشاطات الخاصة بالمخيمات الصيفية لموسم الاصطياف 2016 على المستوى الوطني تحت شعار «عطلتي، فرحي، مرحي في أحضان بلادي» بالنظر إلى توفره على كل المؤهلات والمرافق التي تتضمن كل الاختصاصات الرياضية التي تستهوي الشباب الصاعد والتي تسمح بضمان راحة الأطفال الذين قدموا من مختلف الولايات الداخلية والجنوبية للاستمتاع بالعطلة، إضافة إلى الخدمات الراقية التي يقدمها المشرفون على المركز في كل الجوانب من إيواء، إطعام والهدوء الذي يعد عامل أساسي في مثل هذه المواعيد وهذا ما وقفت عليه جريدة «الشعب» خلال استطلاعها حول هذا الموضوع.
ارتأت وزارة الشباب والرياضة أن يكون أكبر قطب رياضي بالعاصمة «غرمول» المركز الرئيسي للمخيمات الصيفية للسنة الجارية بالنظر إلى النجاح الكبير الذي شهده في السنوات الأخيرة بعد إعادة تأهيله وترميم عدة نقاط منه إضافة إلى التطور الكبير من ناحية التنظيم والخدمات بالنسبة لكل الزوار والرياضيين والفرق الذين يتداولون عليه من أجل ممارسة النشاطات الرياضية المختلفة في المرافق التي يتوفر عليها والتي تعرف بالجودة وهذا ما وقفنا عليه خلال التصريحات التي أدلى بها الأطفال الذين شاركوا في المخيمات الصيفية لجريدة «الشعب» والذين عبروا عن فرحهم الكبير عن تواجدهم بهذا المكان الرائع من ناحية الطبيعة والخدمات والمرافق، إضافة إلى 33 مركز آخر على المستوى الوطني من بينها دور شباب وضعت تحت تصرف الوكالة الوطنية لتسلية الشباب والتي عرفت تواجد أكثر من 34 ألف طفل من مختلف ولايات الوطن من بينهم مؤطرين ومشرفين على النشاطات بهدف توجيههم ومساعدتهم لإنجاح الموعد.
شهدت المخيمات الصيفية للسنة الجارية مشاركة أكثر من 34000 طفل مثّلوا حوالي 46 ولاية من وطننا أبرزها من الجنوب الكبير والجنوب والهضاب العليا جاؤوا للاستمتاع بالعطلة الصيفية، حسب ما كشفه المدير العام لمركز غرمول والمسؤول الأول عن الوكالة الوطنية لتسلية الشباب السيد رشيد رزقان في قوله «فعاليات المخيمات الصفية للسنة الجارية نظم من طرف مراكز العطل والترفيه للشباب تحت وصاية الوكالة الوطنية لتسلية الشباب وإشراف وزارة الشباب والرياضة والذي عرف تواجد أكثر من 34 ألف طفل من مختلف ولايات الوطن أبرزها من الجنوب والهضاب العليا على غرار سطيف، قسنطينة، إليزي، تمنراست، تندوف، أدرار، بشار، عين صالح إضافة إلى المناطق الساحلية ويدخل ذلك في إطار التبادل الثقافي بين الشمال والجنوب من اجل السماح لأبناء الجزائر باكتشاف كل ربوع وطننا الحبيب الشاسع والذي يتوفر على موروث ثقافي وتاريخي متنوع مع اختلاف المناطق، لأن كل منطقة لها طابع خاص في التقاليد والأكلات والترفيه وغيرها والذي طبعه جمال الأعمال الفنية والأشغال اليدوية للأطفال الذين تفننوا في تجسيد مواهبهم وأفكارهم على أرض الواقع وهذا هو الهدف المباشر من هذه المخيمات».
«سطرنا برنامجا ثريا شمل كل المجالات»
وواصل محدثنا قائلا في ذات السياق «ولا يخفى على الجميع أن هذه المخيمات الصيفية تدخل في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية الرامي إلى الاهتمام بالشباب الصاعد من خلال توفير كل الظروف التي تسمح له بعيش حياة في المستوى، ومن بينها ضمان الراحة والاستجمام للأطفال خلال فترة العطل وهذا ما تجسّد على أرض الواقع، حيث قمنا بكل ما في وسعنا حتى نكون في المستوى من ناحية الخدمات وتوفير الظروف الملائمة للأطفال الذين جاؤوا من مختلف الولايات الجنوبية والهضاب والشمال حتى يستمتعوا بها لتبقى ذكرى جميلة في أذهانهم عن العادات والتقاليد الموجودة في العاصمة ومناطق أخرى من الجزائر من خلال التبادل الثقافي، إضافة إلى التعامل الرائع من طرف نظرائهم بالشمال من خلال العلاقات التي قاموا بها وهذا هو الأساس من المخيمات الصيفية توطيد علاقات بين أبناء الجزائر وعلى هذا الأساس رصدنا ميزانية قدرت بـ 500 مليون دينار لإنجاح الموعد وحسب المؤشرات والمعطيات التي خرجنا بها بعد حفل الاختتام الذي كان مقرر بمركز «غرمول» إلا أننا تحولنا إلى سيدي فرج في آخر لحظة حتى تكون الأمور أكثر تنظيما، لأن المكان أوسع ويسمح للأطفال بإبراز نشاطاتهم بصفة أفضل».
أما عن البرنامج الذي ميّز المخيمات الصيفية لسنة 2016، كشف رزقان المسؤول المباشر عنها قائلا «سطرنا برنامجا ثريا وخاصا بالمخيمات الصيفية وكان ذلك على 5 مراحل شملت كل المراكز المعنية من اجل تنفيذه كليا لضمان استمتاع الأطفال الذين نزلوا ضيوفا علينا في هذه السنة حتى يتكرّر مجيئهم في الموسم المقبل بحول الله، حيث كانت المرحلة الأولى من 18 جوان إلى غاية 3 جويلية والثانية من 9 إلى 20 جويلية والثالثة من 20 جويلية إلى 6 أوت والرابعة من 6 إلى 20 أوت والمرحلة الخامسة والأخيرة من 20 أوت إلى غاية 3 سبتمبر شملت 33 مركز تابع للوكالة الوطنية لتسلية الشباب على غرار كل من القادوس، سطاوالي، القرية الإفريقية، 4 مراكز بسيدي فرج، زرالدة، الصابلات إضافة إلى بوسماعيل وبومرداس وأماكن أخرى كانت في الموعد من بينها 12 مركزا عرف ممارسة أنشطة رياضية والأمر يتعلق بتلك التي تتوفر على مرافق رياضية في حين كانت البقية على مستوى دور الشباب في الولايات المعنية». وتمثلت النشاطات حسب المكلف المباشر بتنظيم المخيمات الصيفية والتي كانت عن طريق التبادل الداخلي في قوله «شهدت المخيمات عدة برامج بداغوجية تربوية من خلال إقامة عدة مسابقات وندوات فكرية، أنشطة رياضية من خلال استغلال المرافق الموجودة على غرار المسابح، جدار التسلق، التزحلق الفني، الفتيتي، والرياضات الجماعية وأنشطة ثقافية، فنية وغيرها من العروض التي تفنن فيها الأطفال البالغ عددهم أكثر من 34 ألف طفل قسموا على فوجين الأول يتكون من أطفال تتراوح أعمارهم من 6 إلى 9 سنوات والثاني من 10 إلى 14 سنة كانوا يقيمون بشالهات وخيم أقيمت خصيصا بالمراكز المعنية ودور الشباب وكل ذلك جاء تحت شعار «من الطفل إلى الطفل» لأننا ركزنا على أن تكون النشاطات داخلية حتى يتمكن هذا الجيل من إثبات قدراته والكشف عن مواهبه لتطويرها أكثر في المستقبل بما أنهم أساس المجتمع الجزائري وفقا للبرامج التي حددناها طيلة فترة العطلة الصيفية».
وواصل محدثنا في ذات السياق: «كان هدفنا من تسطير برنامج المبادلات الداخلية لتقوية العلاقات بين الأطفال وجعلهم يقتربون أكثر من بعضهم مهما كانت بعيدة المنطقة التي جاؤوا منها حتى تتربى فيهم ثقافة حب الوطن والدفاع عنه من خلال العمل سويا على النهوض به بالعلم والتطور في مختلف المجالات الحيوية وهذا ما حدث بالفعل ،حيث سجلنا نجاحا كبيرا في هذا الجانب لأننا شاهدنا كيف كان التعامل بين الأطفال والانسجام الكبير والفرحة التي ظهرت على وجوههم طيلة فترة إقامتهم بالعاصمة وكانت هناك ورشات للرسم على الورق والقماش أشغال يدوية تعبر عن ذلك وتعكس مدى الخدمات الراقية التي قدمت لهم تحت إشراف المؤطرين الذين رافقوهم من أجل مساعدتهم مع ترك الحرية في التصرف للجيل الصاعد لأنها فرصة للكشف عن مواهبهم بعد موسم دراسي شاق حتى يعودون إلى ديارهم بمعنويات عالية وروح جديدة وطاقة كبيرة لاستغلالها في السنة القادمة بحول الله».
«نظمنا خرجات متنوعة لمختلف المعالم الأثرية»
كما كانت هناك خرجات إلى أبرز المعالم التاريخية حسب رزقان في قوله «قمنا بأخذ الأطفال إلى المعالم التاريخية على غرار متحف المجاهد، الحامة، آثار الرومان بتيازة، الصابلات الواجهات البحرية وأهم المناطق الموجودة بالعاصمة، إضافة إلى استغلالهم لوسائل النقل بمختلف أنواعها ميترو الجزائر، الترامواي، المصعد الهوائي من أجل أخذ نظرة واسعة حول هذا الجانب عن قرب ويجب أن يعرف الجميع أن الوزارة وفرت حافلات خاصة من أجل التنقل بين المراكز من دون أي عناء وهذه نقطة إيجابية إضافة إلى وجود طبيب وممرضين في كل مركز مع سيارة إسعاف حتى لا تكون هناك أي مشاكل صحية لدى الأطفال دون نسيان الجانب الأمني الذي كان حاضرا وحرسنا على أن يكون الإطعام في المستوى من خلال التنويع في الوجبات المقدمة مع طبخ بعض الأكلات التقليدية الخاصة بالشمال والجنوب وكل هذه الأمور ميزت المخيمات الصيفية لسنة 2016».
أما في الأخير تمّ تنظيم حفل اختتام بكل المراكز السالفة الذكر حسب مصدرنا «لقد نظم حفل اختتام تحت إشراف وزير الشباب والرياضة السيد الهادي ولد علي عرف عرض الأنشطة التي أنجزها الأطفال طيلة فترة تواجدهم بالمركز وعدة مسابقات فكرية ومسرحيات في أجواء رائعة مثلما كان عليه الحال في الافتتاح و هذا ما جعلنا نكون سعداء بذلك لأننا عملنا كل جهدنا حتى تكون الأمور في أحسن الأحوال مثلما سطرنا منذ فترة حتى تتكرر في الموسم المقبل وبصفة أفضل بناءا على التجربة التي استفدنا منها في السنة الجارية خاصة أن الأطفال عبروا عن فرحتهم الكبيرة لما وجودوه هنا وهذا يشجعنا كثيرا على المواصلة في نفس السياق».
فرحة كبيرة وسط الأطفال بهذه المبادرة
كما أعرب جميع الأطفال الذين اقترب منهم «الشعب» عن سعادتهم الكبيرة للأجواء الرائعة التي وجودها والحماس الذي عاشوه في مركز غرمول والمراكز الأخرى في مختلف أرجاء العاصمة والولايات المعنية مثلما صرّح به محمد من تمنراست في قوله «الفترة التي قضيتها في العاصمة كانت رائعة لأننا وجدنا كل الأمور التي سمحت لنا بالإقامة في مركز غرمول من دون مشاكل كما وفر لنا القائمون عليه كل ما نحتاجه من وسائل، إقامة والإطعام كان رائع إضافة إلى السماح لنا باستغلال المرافق الرياضية الموجودة به ولهذا لن أنسى أبدا هذه الأيام التي قضيتها هنا خاصة أنني اكتسبت أصدقاء جدد من مختلف الولايات الأخرى ومن العاصمة أيضا، وأتمنى أن تتكرر المبادرة في السنوات القادمة وأرحب بكل زملائي في ولاية تمنراست وأطلب منهم المجيء لأنها منطقة ساحرة هي الأخرى».
لم يختلف رأي عصام من إليزي الذي عبر عن فرحته الكبيرة لتواجده في المخيم الصيفي لهذه السنة في قوله: «أنا جد سعيد بزيارتي إلى العاصمة حيث لم يسبق لي أن أتيت إليها من قبل كنت أشاهدها في التلفاز فقط وحاليا قضيت وقت ممتع بها ووقفت على المناطق الأثرية الموجودة بها خلال زيارتنا التي قمنا بها واستغلالنا لمختلف وسائل النقل الموجودة وكذا حديقة التجارب رائعة جدا وكل الأوقات كانت ممتعة من خلال النشاطات التي قمنا بها وتعلمنا أشياء عن زملائنا لم نكن نعرفها عن ولايات أخرى ومارسنا مختلف الأنشطة الرياضة ولهذا فإن شعوري لا يوصف و أشكر كل من كان وراء هذه المبادرة خاصة القائمين على المركز».
الأولياء استحسنوا المبادرة
الأولياء أيضا استحسنوا المبادرة وعبّروا عن فرحتهم الكبيرة لأنها فرصة جيدة لأطفالهم الذين تمكنوا من معرفة عدة أمور عن بلادهم الكبيرة والتي تزخر بعادات وتقاليد وموروث ثقافي وتاريخي مهم بما أن مركز غرمول بحد ذاته معلم ومن حقّ كل الجزائريين الاستمتاع به سواء من خلال تنقل أهل الشمال إلى الجنوب أو العكس، خاصة سكان العاصمة الذين اقتربت منهم «الشعب» حيث رحبوا بإخوانهم وعبروا عن فرحتهم بمجيئهم لأن هذه الفرصة جعلت أبناءهم يقيمون علاقات عديدة و ستكون زيارات مماثلة في فصل الشتاء إلى الصحراء الشاسعة.