طباعة هذه الصفحة

قبل لقاء الجزائر غير الرسمي

نيّة قائمة للتوصل إلى حلّ وسط يعيد لأسعار النفط تماسكها

فضيلة بودريش

مازالت التجاذبات بالسوق النفطية مؤشراً على عدة تطورات على المدى القصير، أي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وبالتحديد في اللقاء غير الرسمي الذي تقرر عقده بالجزائر، في ظل ما يوصف بوجود نيّة واضحة لحدوث تقارب بين المنتجين من داخل وخارج منظمة «الأوبك» وتبنّي موقف مشترك يصب ضمن تثبيت الإنتاج عند مستوى معقول، من أجل تصحيح معادلة العرض والطلب حتى تتماسك الأسعار بعد نحو سنتين من الاضطراب... فهل سيتمكن لقاء سبتمبر من التأثير على المنتجين ويؤدي إلى تعافي الأسعار؟
يتابع الخبراء توجهات السوق النفطية والتطورات المسجلة بشأن مواقف البلدان المنتجة داخل وخارج «أوبك» بالكثير من الاهتمام، عقب عدم تبلور أي موقف خلال لقاء جوان الأخير. ولعل انسجام وجهات نظر عديد البلدان المنتجة، من خلال تصريحات مسؤوليها، مؤخرا، يأتي ليجدد الأمل حتى يصل المنتجون، خاصة الكبار منهم، إلى موقف يحسم في منحى التذبذب ويزيح تخوفات عدم استقرار أسعار برميل النفط، التي كادت أن تصل خلال الأشهر القليلة الماضية إلى كلفة الإنتاج.
بات لقاء الجزائر غير الرسمي، الذي من المنتظر أن يعقد على هامش المنتدى الدولي للطاقة في الفترة الممتدة من 26 إلى 28 سبتمبر الجاري، يشكل منعرجا حقيقيا، كونه فرصة جديدة للمنتجين الذين خسروا الكثير بفعل تهاوي أسعار النفط إلى أكثر من النصف، في ظرف قياسي لا يتعدى السنتين.
وبما أن المنتجين الصغار تضرروا كثير من تخمة العرض ومن انخفاض الأسعار على المدى القصير، فإن المنتجين الكبار، دون شك، لن ينجوا من زلزال عدم تماسك الأسعار والتأثيرات السلبية سوف يتكبدونها بشكل كبير على المدى المتوسط كأقصى تقدير.
الجدير بالإشارة، أن تصريحات الدول التي لها ثقل في السوق، في الآونة الأخيرة، صارت تؤثر بشكل مباشر على معادلة السوق. ولعل التوقعات الأخيرة التي كشفت عنها السعودية بتتويج تحركات الدول الأعضاء في «أوبك» باتجاه اتخاذ موقف مشترك بشأن تثبيت إنتاج النفط، جعلت بعض المستثمرين يترقبون أن يؤثر ذلك على دعم الأسعار ويؤدي إلى تماسكها بشكل منصف.
بالموازاة مع ذلك، ورغم أن روسيا تعد دولة منتجة للنفط، لكن خارج «أوبك»، إلا أنها سوف تشارك في لقاء الجزائر، على خلفية حضورها منتدى الطاقة الدولي.
وجاءت تصريحات رئيسها فلاديمير بوتين، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لتثبيت إنتاج النفط، بالقرار الصائب للسوق النفطية، آملا بحصول التقارب الذي يسفر عن تكريس حل وسط.
يذكر، أن العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت، تسليم نوفمبر، لم تسجل أي تغيّر يذكر، لتستقر عند 46,89 دولارا للبرميل، بعدما أغلقت منخفضة 1,84 دولارا.
وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي خمسة سنتات إلى 44,75 دولارا للبرميل بعدما هبطت 1,65 دولار.