تشهد أغلب الفضاءات الترفيهية والسياحية بباتنة مع بداية العد التنازلي للعودة لمقاعد الدراسة إقبالا كبيرا من طرف العائلات رفقة أطفالها لقضاء أوقات راحة وترفيه بعيدا عن فوضى المدن، وضمانا لأكبر قدر من الاستمتاع والراحة، خاصة بالمسابح والبحيرات المائية التي باتت تعرف هي الأخرى ضغطا كبيرا، خاصة مع الارتفاع المستمر لدرجات الحرارة بعاصمة الأوراس.
الخرجات الميدانية التي قامت بها «الشعب» للوقوف على مدى توفر فضاءات الترفيه خاصة المسابح المائية في موسم الاصطياف الذي يقترب من نهايته كشفت لنا حقيقة إقبال العائلات على هذه الفضاءات والمسابح المائية.
ونسجل وجود 6 مسابح 3 بمدينة باتنة لوحدها تخضع لمديرية الشباب والرياضة وأخرى لبلدية باتنة. بعض هذه المسابح بمدينة باتنة مفتوحة للأطفال والمراهقين يستفيدون من خدماتها بدفع مبالغ رمزية، من خلال تأجيره للخواص بعقود صارمة تحترم شروط الصحة والنظافة حسب رئيس البلدية عبد الكريم ماروك.
كما يتواجد مسبح نصف أولمبي بالقطب العمراني الجديد حملة 03 ببلدية وادي الشعبة وأخر جواري بكل من بلديات عين التوتة واريس، يضاف لها المسبح نصف الأولمبي ببريكة حسب مصادر من مديرية الشباب والرياضة، التي أكدت بذلها لمجهودات معتبرة لتحسين الخدمات وتمكين أكبر فئة من الشباب الاستفادة من خدمات هاته المسابح، التي تشهد إقبالا يزيد 24 ألف شخص من مختلف الأعمار شهريا.
قلّة المسابح تحرم الشباب من الاستمتاع بالعطلة
لكن هذه المسابح قليلة بالنظر إلى تعداد السكان بالأوراس الذين يشتكون من قلّة المسابح مقارنة بالعدد الكبير من الوافدين عليها، حسب ما وقفنا عليه خلال زيارتنا للبعض منها.
طالب الشباب بالخصوص من الجهات المعنية وجوب برمجة مشاريع أخرى لمسابح بعدد من الدوائر التي تفتقر لهاته الفضاءات.
وتجاوبت السلطات المحلية لهذا الإنشغال، حيث أشار والي باتنة محمد سلماني إلى إنجاز مسبحين جديدين الأول ببلدية عين ياقوت وصلت به الأشغال إلى نسب متقدمة تجاوزت الـ80 بالمائة، من المنتظر ـ حسبه ـ أن يستلم شهر أكتوبر الداخل على أن يدخل بعدها حيز الخدمة مباشرة. وقد خصص للمسبح غلاف مالي يفوق الـ120 مليون دج.
أما المسبح الثاني فقد انطلقت به الأشغال ببلدية بيطام جنوب الولاية، منذ مدة ووصلت إلى 40 بالمائة، ومن المنتظر أن يستلم هو الآخر منتصف العام المقبل كأقصى تقدير.
وعلى الرغم من المجهودات المبذولة في تنظيم فترات السباحة بين الفئات العمرية، غير أن الإقبال الكبير زاد من الضغط الموجود أصلا، الأمر الذي زاد من معاناة الشباب في هذا الصيف الساخن، وتسبب مع مرور الوقت في تراجع الخدمات التي تقدم أكثر من طاقتها من حيث عدد الأشخاص الذين يسبحون بالرواق الواحد، يضاف لها الأعطاب التي تصيب هاته المسابح من فترة لأخرى خاصة مشكل التزود بالمياه، الأمر الذي دفع بالمسؤولين على مسبح حي كشيدة بمدينة باتنة بتموينه لمدة تزيد عن الـ5 سنوات بمياه الصهاريج.
19 ناديا رياضيا وفترات محدّدة للجمهور الواسع
أحصى ديوان مركب أول نوفمبر 1954 بمدينة باتنة أكثر من 2400 طفلا موزعين عبر 19 ناديا رياضيا بالولاية منخرطين في الرابطة الوطنية للسباحة يتدربون دوريا بالمسابح السالفة الذكر، يبدأون نشاطهم الرياضي الخاص بالسباحة مطلع شهر سبتمبر من كل عام، ويستمر إلى غاية نهاية جوان من كل سنة، ليفتح بعدها المجال أمام باقي الفئات من الجمهور العام، طيلة الفترة الصيفية الممتدة من 10 يوليو إلى 10 سبتمبر، دون الحديث عن فترات الصيانة والمراقبة لهاته المسابح والتي تحتاج أحيانا كثيرة لغلقها جزئيا أو كليا لضمان نجاعة خدماتها وللحفاظ عليها وتحضيرها للموسم الرياضي الجدي من كل سنة.
ويمثل الولاية باتنة في المنافسات الوطنية لرياضة السباحة 17 عنصرا، منخرطين في مختلف النوادي الرياضية بالمركب، كما يتردّد 703 أشخاص، 403 إناث على مسابح باتنة بغرض العلاج ولدواعي صحية بحتة بناء على تقارير طبية مرفقة.