قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الخميس بتعيين الاستاذ بلعيد صالح رئيسا للمجلس الأعلى للغة العربية، وهو الهيئة المكلفة بموجب الدستور بالعمل على ازدهار اللغة العربية وتعميم استعمالها في الميادين العلمية والتكنولوجية.
ينص الدستور في نسخته المعدلة على أنّ المجلس الأعلى للغة العربية يكلف على الخصوص بالعمل على ازدهار اللغة العربية وتعميم استعمالها في الميادين العلمية والتكنولوجية، والتشجيع على الترجمة إليها لهذه الغاية.
ينص الدستور المعدل لسنة 2016 في مادته الثالثة على أنّ «اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية»، وتظل «اللغة الرسمية للدولة» كما نص الدستور على أنه «يحدث لدى رئيس الجمهورية مجلس أعلى للغة العربية».
وكان الرئيس بوتفليقة قد صرّح أنّ شروط هذا التكريس الدستوري بخصوص المقومات الأساسية لهويتنا، والمتمثلة في العروبة والأمازيغية والإسلام تنص على أنّ الدولة تعمل دوما لترقية وتطوير كل واحدة منها بما يبرز الحرص على حفظ عمقها وخصوصياتها.
فإذا كان الإسلام بموجب المادة الثانية من القانون الاساسي للبلد هو دين الدولة، فإن اللغة العربية وبناء على أحكام المادة الثالثة من الدستور هي اللغة الرسمية للدولة، وبالتالي فإنّ استحداث المجلس الأعلى للغة العربية يمنحها مهمة التطوير والاشعاع لاسيما من خلال الحاجة الملحة لتملك واستخدام العلوم والتكنولوجيات الحديثة.
الأستاذ بلعيد صالح وهو أستاذ بجامعة تيزي وزو يمارس التعليم الجامعي منذ أزيد من ثلاثين سنة، وله العديد من المؤلفات في اللسانيات الخاصة باللغة العربية.
معروف عن الدكتور صالح بلعيد الذي ينشط دوما في صمت بعيدا عن الأضواء، وأثرى المكتبة الجزائرية بمؤلفاته وإسهاماته اللّغوية في مجال اللّسانيّات التّطبيقيّة.
وقالت عنه أمال بوخريص راصدة مساره العلمي المعرفي:
«لا يمكن في أيّ حال من الأحوال أن ننكر الجهود التي قدّمها الدكتور صالح بلعيد وخدم بها مجال اللسانيات العامة أو التطبيقية، بدليل أنّ كتبه على اختلاف مواضيعها مازال يعوّل عليها بشكل كبير من أجل تبديد مظاهر اللُّبس في فهم كثير من القضايا أو المصطلحات أو العلوم اللّغوية، ويكفينا فخرا أنّ إسهاماته وطأت تراب كثير من الدول العربية من خلال مشاركاته المستمرة في الملتقيات الدولية»،
وترى أمال بوخريص أنّ المجلس الأعلى للغة العربية يعتبره من الأعضاء المهمين المشاركين فيه، وهو لا يبخل بين الحين والآخر في طرح أفكاره التربوية اللسانية التطبيقية في مجلة «اللغة العربية» التي تصدر عن هذا المجلس، وله الفضل الكبير من خلال أعماله التي نقرأها في التعمق أكثر في قضايا اللسانيات التطبيقية، ولاسيما إن أخذ بعين الاعتبار التعدد المرجعي الذي يتكئ عليه الباحث ويتوسّع فيه كل مرة وينوعه بين مصادر ومراجع عربية أو أجنبية.