مداومـة بيطريـة فـي كل بلديـة ضمانــا لسلامــة الأضاحـي ومراقبتهـا
كشف، أمس، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد السلام شلغوم، أنه تم تخصيص 456 نقطة لبيع الأضاحي على المستوى الوطني، منها 14 نقطة على مستوى العاصمة تتوفر على كامل شروط السلامة، في حين تم تخصيص مداومة بيطرية على مستوى كل بلدية ضمانا لصحة الأضاحي، مؤكدا أن الأسعار في متناول الجميع، داعيا إياهم بالتوجه نحو الموالين مباشرة وتفادي نقاط البيع السوداء.
طمأن شلغوم المواطنين باستقرار الأسعار عشية عيد الأضحى المبارك بفضل المخطط الذي أعدته مصالح وزارته بالتنسيق مع وزارة التجارة، حيث ستسمح نقاط البيع المراقبة من طرف الوزارة بعدم رفع الأسعار والمحافظة على السعر المرجعي الذي يعود بالفائدة على الموال والمستهلك في نفس الوقت، محذرا من الوقوع بين أيادي المضاربين والسماسرة بنقاط البيع السوداء الخارجة عن القانون.
ويشمل المخطط المعد من طرف وزارة الفلاحة مراقبة ميدانية لنقاط البيع بكل ولاية، حيث بلغت أزيد من 456 نقطة بيع تشرف عليها الفدرالية الوطنية للموالين، وتتم مراقبتها بشكل مباشر يسمح بضمان تواصل الموال مع المستهلك دون وسطاء يرفعون الأسعار أو يبيعون أضاحي غير سليمة، وهو ما أوضحه شلغوم خلال ندوة صحفية عقدها على هامش لقائه مع الموالين وفدرالية البياطرة بمقر دائرته الوزارية بالعاصمة.
وفي سياق متصل، قال الوزير أن عملية بيع الأضاحي هذه السنة تتكفل بها لجنة تعمل بالتنسيق مع الفدرالية الوطنية للموالين وتأطير مع وزارة التجارة تهدف لتوفير أضحية صحية وبسعر يناسب كل المواطنين، بالإضافة إلى السماح للمستهلك بشراء أضحيته مباشرة من عند الموال وذالك لدحر الوسطاء الذين ألهبوا أسعار الماشية في السنوات الماضية وحسب تقديرات الوزير فإن سعر الأضحية هذه السنة سيتراوح بين 22 ألف دج و35الف دج 50 الف دج.
وأعطى شلغوم تعليمات لتوفير مادة الشعير للموالين انطلاقا من الفاتح سبتمبر حتى لا يلجأون هذا إلى السوق السوداء لاقتناء الأعلاف، مؤكدا أن العملية ستستمر وتكون بصفة تشاورية مع الفدرالية الوطنية للموالين وكل المؤسسات التي لها علاقة مع وزارة الفلاحة، مطمئنا أن الأسعار ستكون منخفضة مقارنة مع السنوات الماضية بدخول الموالين بطريقة منضمة لبيع ماشيتهم عبر نقاط البيع المخصصة.
ورخص الوزير للمؤسسات الخاصة على بيع الأضاحي مثل برودا ولوليلاف شرط أن تكون الأسعار في متناول المواطن، مؤكدا أن ما يزيد عن 24 مليون رأس غنم و3 ملايين ماعز تتوفر عليها الجزائر حاليا، مفندا اللجوء إلى استيراد الأضاحي، قائلا “أن ذلك من غير المعقول أبدا”.
وفي سياق منفصل، قال شلغوم أن الإنتاج الوطني من الحبوب بلغ هذا الموسم حوالي 33 مليون قنطار مقابل 40 مليون قنطار سجلت السنة الفارطة، مرجعا ذلك إلى انخفاض إنتاج الحبوب “القمح بنوعيه والشعير” إلى عدد من العوامل أهمها الجفاف الذي ضرب بعض المناطق المعروفة بزراعة الحبوب لا سيما تيارت وسيدي بلعباس وتبسة وعين تموشنت.
من جهته، أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية شادي كمال، أن الوزارة أجرت 5 لقاءات مع الفدرالية الوطنية للموالين تحسبا لتوفير الماشية للمستهلكين، وقال المتحدث أن هذه السنة سيتم توفير نقاط بيع الأضاحي عبر 456 منطقة بالوطن وما يزيد عن 14 نقطة بالجزائر العاصمة خصصت لبيع الأضاحي هذه السنة من بينها بئر توتة وزرالدة ورويبة وصافكس باب الزوار، وأكد الأمين العام لوزارة الفلاحة أن هذه النقاط مزودة بكل من البياطرة والأمن وكل ما تحتاجه الأضحية من مأكل ومشرب.
بدوره، أفاد كريم بوغالم مدير المصالح البيطرية أنه تم فحص كل الماشية المخصصة للبيع، مفيدا أنه تم تجهيز كل المذابح عبر الوطن لاستقبال الأضاحي يوم العيد لذبحها وسط فريق بيطري يعكف على معاينة الأضحية ويقوم بالمداومة البيطرية طيلة يومي العيد.
وفي سياق آخر، رفض رئيس الفدرالية الوطنية للموالين محمد بوكارابيلة، فكرة استيراد الماشية من السودان موجها انتقاداته للجهات التي تريد البزنسة على حساب الثروة الحيوانية الموجودة بالجزائر، في الوقت الذي تعيش البلاد أزمة تقشف حادة، قائلا “أن الجزائر لها ثروة لا بأس بها وتوفر المادة على طول السنة وليس في فترة العيد”.