دخلت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، صباح أمس الأحد، المعقلين الأخيرين لتنظيم «داعش» الإرهابي في سرت مع انطلاق «المرحلة الأخيرة» من عملية استعادة المدينة الساحلية، وفق ما أفاد متحدث باسم هذه القوات.
قال رضا عيسى «توغلت قواتنا في المعقلين الأخيرين لـ»داعش» الإرهابي في سرت، في الحي رقم 1 (شمال) والحي رقم 3 (شرق)»، مشيراً إلى أن «المرحلة الأخيرة من معركة سرت بدأت».
وذكر المتحدث أن «نحو ألف مقاتل» من القوات الحكومية يشاركون في هذا الهجوم، مشيراً إلى أن دبابة تابعة لهذه القوات قامت في بداية الهجوم بتدمير «سيارة مفخخة حاولت استهداف قواتنا قبل أن تصل إلى هدفها».
من جهته، قال أمس المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» الهادفة إلى استعادة سرت من تنظيم «الدولة الإسلامية» على صفحته في موقع فيس بوك، أن التقدم اليوم جاء «بعد ليلة من الغارات الجوية لطيران الدعم الدولي»، في إشارة إلى الضربات الجوية الأمريكية.
تأهب جنوبي منعاً لفرار الإرهابيين
من ناحية ثانية، أعلن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الليبية رفع درجة التأهب في حقل «الشرارة» النفطي، والمنطقة الجنوبية بأكملها تحسبا لوصول إرهابيين من تنظيم داعش فروا من سرت.
وقال أحمد أقليوان، المتحدث الإعلامي للقوة العسكرية الثالثة التابعة لحكومة الوفاق الليبية إن قواته ستبدأ بزيادة عدد الدوريات الصحراوية، وإجراء عمليات التفتيش بشكل دقيق في كل البوابات الواقعة ما بين مدينة سبها ومدينة سرت».
وفي وقت سابق نفى المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص»، ما تردد حول تمكن دمويي التنظيم من الفرار من المدينة بعد «إلحاق الهزيمة بهم». كما أضاف محمد الغصري، إن «ارهابيي التنظيم محاصرين منذ نهاية ماي الماضي من كل المحاور برا وبحرا وجوا، لافتا الى أن التنظيم نفذ عددا كبيرا من العمليات الانتحارية بهدف فتح ممرات لهروب مقاتليه، لكن محاولاته باءت بالفشل.
يذكر ان عملية البنيان المرصوص انطلقت في ماي الماضي؛ بهدف إستعادت سرت من تنظيم «داعش» عبر 3 محاور وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم واختراق آخر معاقله، وتكبيده خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
على الصعيد السياسي، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر السبت إن «ثمة تطورات مهمة بشأن المفاوضات بين الأطراف المتصارعة في ليبيا». وجاء تصريح المبعوث الأممي بعد بضعة أيام من رفض مجلس النواب الليبي في طبرق منح الثقة لحكومة الوفاق، وتعهد الأخيرة بإجراء مشاورات مع القوى السياسية والمدنية بهدف توسيع قاعدة التوافق ضمن التشكيلة الحكومية المقترحة.
وصرح كوبلر بأن هناك تطورات مهمة تحدث في المرحلة الحالية بشأن المفاوضات بين أطراف الأزمة الليبية، دون أن يكشف تفاصيل عن هذه التطورات.
وأضاف المبعوث الأممي إلى ليبيا أن «الأمم المتحدة تسعى إلى حل الأزمة الليبية بشكل سلمي» وأن «المنظمة الدولية لا تسعى إلى فرض أمر بعينه على أطراف الأزمة».
ويجري كوبلر جولة بين عدة دول عربية بحثا عن المساندة لدفع عجلة السلام بليبيا، حيث زار مصر اول امس واجرى محادثات مع مسؤولين بالخارجية المصرية وجامعة الدول العربية، وقبلها زار الخميس الماضي الإمارات والتقى وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش وبحث معه مستجدات الملف الليبي، وسير العملية السياسية ونتائج اتصالاته بالفرقاء الليبيين.
مقاطعون يعودون إلى الحكومة
قال عضو في قيادة الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة والمقرب من فصائل قوية منافسة في شرق البلاد إنه سينهي مقاطعته للحكومة في طرابلس.
ومن شأن قرار على القطراني تقوية حكومة الوفاق الوطني الليبية إذ يأتي بعد بضعة أيام من إعلان عضو آخر مقاطع من المجلس الرئاسي الليبي المكون من تسعة أعضاء أنه سيستأنف دوره في الحكومة.
وقال القطراني إنه سيستأنف دوره استجابة لدعوة لحضور اجتماع عقد أمس من فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني والمجلس الرئاسي.